مساء الأحد الموافق 30 ديسمبر 2012، عقد "الملتقى الثقافي" أمسية بعنوان "دور النشر الكويتية ومسؤولية النشر" وقد حضرها: فهد الهندال عن دار الفراشة، وأحمد الحيدر عن دار بلاتينيوم، وخالد النصرالله عن دار نوفابلس، واعتذر عن عدم الحضور د. ناصر الشمري عن دار آفاق. أثارت الأمسية الكثير من القضايا التي تخصّ الناشر الكويتي وتخصّ المبدع الكويتي والعربي المقيم في الكويت. ولأننا نعيش في عصر ثورة المعلومات، والفضاء المفتوح، وانتقال الكتاب دون حواجز، أياً كانت الحواجز البائسة التي توضع في دربه. ولأن اتحاد الناشرين العرب، درج على تنظيم معارض كتب دورية في جميع العواصم العربية، فلقد كان السؤال مُلحّاً: لماذا تأخر إشهار اتحاد الناشرين الكويتيين؟

Ad

إن الوطن العربي يمرّ بظرف خاص، والعواصم التي كان يُشار إليها بوصفها حاضرة وحاضنة للثقافة والإبداع، باتت غارقة في قضايا ثوراتها الشعبية السلمية التي خرج فيها الناس ينادون بالحرية والديمقراطية والكرامة وتدمير سلطة الدكتاتوريات التي جثمت على قلوبهم لعقود. هذا الوضع الجديد، الذي يبدو واضحاً أنه سيستمر لسنوات، يجب الانتباه إليه من قبل عواصم ثقافية أخرى أكثر استقراراً سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وعلى رأسها عواصم دول الخليج العربي، لتلعب دوراً تاريخياً مناطاً بها، وتقوم ببعض الدور الذي كانت تنهض به تلك العواصم/ المراكز، وأوضح ما يمكن الإشارة إليه هو إنتاج وحركة الكتاب الخليجي.

إن المراقب لمعرض الكويت للكتاب خلال السنوات الثلاث الماضية، يرصد ظاهرة دور النشر الكويتية، التي استقطبت أسماء شبابية كويتية وعربية كثيرة، واستطاعت بحرفية عالية تسويق كتبهم، بحيث كانت طوابير شراء الكتب من هذه الدور تلفت نظر كل من يمرّ بها. علماً بأن الكتب التي نشرتها هذه الدور بأقلام شبابية كويتية حوت الغث والسمين، وهي بحاجة لوقفة جادة من قبل دور النشر مع نفسها، ومن قبل الكتّاب الشباب مع أنفسهم. لكن، الملاحظ هو اندفاع الشباب إلى الكتابة، وهذه ظاهرة لابدَّ أن نباركها ونشجعها ونقف إلى جوار كتّابها الشباب، لأنها تظهر بما لا يدع مجالاً للشك إيماناً بالإبداع والأدب والثقافة، حتى لو كانت الخطوات الأولى متعثرة.

إن إشهار (اتحاد الناشرين الكويتيين) سيسهل من وصلهم باتحاد الناشرين العرب، وسيسهل مهمة كل دار نشر كويتية في وصولها إلى شغل مكان مرموق في معارض الكتب العربية، وأخيراً سيجعل عقود النشر في هذه الدور الكويتية متطابقة أو على الأقل مشابهة لعقود النشر التي يطبقها اتحاد الناشرين العرب. كما أن إعلان اتحاد للناشرين الكويتيين، يقدم للكويت خدمة أدبية وثقافية كبيرة، عبر تواجد هذا الاتحاد ودور النشر بكتب كويتية في معارض ومحافل دولية، وبما يقدم خدمة جليلة للكاتب الكويتي ويساعد على إيصال إبداعه لمختلف جمهور القراءة حول المعمورة، ويساعد في ترجمته إلى لغات أخرى.

إن ظهور الروح الشبابية واضحة على مؤسسي ومديري دور النشر الكويتية يقدم برهاناً على وجود جيل من الشباب الكويتي يسعى سعياً حثيثاً، بعيداً عن المؤسسة الثقافية الحكومية وعن المؤسسة الثقافية الأهلية، لأن يؤسس لنفسه وللكويت مكانة أدبية مرموقة عبر الكتاب في طول وعرض العالم العربي.

اتحاد للناشرين الكويتيين خطوة مستحقة لا يجب تأخيرها، وتستلزم جهداً جماعياً من دور النشر الكويتية، لذا فإننا نطالب الأخوة الناشرين بضرورة التحرك للحصول على ترخيص بتكوين اتحاد للناشرين الكويتيين، وأنا متأكد أن معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سيكون داعماً كبيراً لهذا المشروع متى ما عُرض عليه. خاصة واهتمامه وتشجعيه الكبيرين للمشاريع الثقافية الشبابية.