خاص

السفير الهندي لـ الجريدة : نيودلهي من أهم الشركاء التجاريين العشرة للكويت

نشر في 01-02-2013
آخر تحديث 01-02-2013 | 00:02
No Image Caption
«علاقتنا مع الكويت متجذرة في التاريخ... وتربطنا صلات وثيقة بها»

أكد السفير الهندي لدى البلاد ساتيش شاند أن علاقات بلاده بالكويت تضرب بجذورها في التاريخ، بدعم عوامل مختلفة يأتي في مقدمتها القرب الجغرافي ووجود جالية هندية كبيرة في الكويت، موضحاً أن التبادل التجاري بين البلدين يتطور بشكل جيد، حيث ظلت الهند من أهم عشرة شركاء تجاريين بالنسبة إلى دولة الكويت. وأضاف شاند في حوار مع «الجريدة» أن الجالية الهندية مسالمة وملتزمة بالقانون، وأن أبناءها يقومون بدورهم في مختلف مجالات العمل بالكويت، آملاً زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة، والذي لا يزال متواضعاً بالنظر إلى حجم الاقتصاد الهندي وإمكاناته، وفي ما يلي نص اللقاء:
• بداية، ما مدى العلاقة بين الكويت والهند من الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية؟

- علاقات الهند والكويت تعود الى قرون مضت، وهي متجذرة في التاريخ، وقد صمدت امام مصاعب الزمن، وساعد القرب الجغرافي والروابط القوية المتنامية والصلات الثقافية، ووجود عدد كبير من المغتربين الهنود في الكويت في دعم وتعزيز هذه العلاقات.

وتمت تغذية اواصر العلاقات الثنائية الوثيقة بيننا، من خلال تبادل الزيارات المنتظمة رفيعة المستوى، وهناك تقارب في وجهات النظر العالمية بين البلدين، كما انهما يهتمان بالسلام والاستقرار والتقدم في المنطقة.

تبادل تجاري

• ما حجم التبادل التجاري بين البلدين، واهم الصادرات الهندية الى الكويت؟

- التبادل التجاري بين الهند والكويت يتطور بشكل جيد، فقد وصل اجمالي التجارة الثنائية خلال عام 2011-2012 الى 17.557 مليون دولار، بزيادة بنحو 5.4 ملايين دولار، أي 44 في المئة، عن عام 2010-2011، والهند كانت على الدوام من اهم الشركاء التجاريين العشرة للكويت.

والمواد الرئيسية، التي يتم استيرادها من الهند، تشمل المواد الغذائية والملابس والآلات والاجهزة والسيارات وقطع الغيار والكيماويات والاطارات وغيرها، اما الصادرات الرئيسية من الكويت فهي النفط الخام والمنتجات البترولية والبتروكيماويات.

• الجالية الهندية هي الأكبر في الكويت، برأيك هل هناك اي زيادة متوقعة؟

- حسب الاحصائية الصادرة من قبل الكويت بتاريخ 30 اكتوبر 2012، فقد وصل عدد افراد الجالية الهندية الى 652220 مواطنا، وشعبنا يتميز بحبه للسلام، وإخلاصه في العمل، وكفاءته، وهذه الصفات جعلته من اكثر الجاليات المفضلة في الكويت.

والجالية الموجودة تعمل في مختلف المجالات، وحفرت لها مكانة خاصة في مجال عملها، وبما ان هناك مشاريع جديدة تنفذ في الكويت، وفق وتيرة النمو الاقتصادي فيها، فمن الممكن ان يحضر المزيد من المواطنين الهنود الى الكويت.

تهديد أمني

• يتصور البعض ان العدد الكبير من الجالية الهندية قد يشكل تهديدا امنيا للبلاد، مقارنة بعدد الكويتيين، ما تعليقك؟

- الجالية الهندية في الكويت مسالمة وملتزمة بالقانون، ولا تشكل على الاطلاق اي نوع من التهديد، ويمكنني ان اقول هذا بكل ثقة، حيث إنني وفي جميع اوقات تواصلي مع كبار المسؤولين الكويتيين لم اسمع منهم شيئا الا الثناء والتقدير للجالية الهندية، ومساهمتها للكويت وطبيعتها السلمية والتزامها بالقانون.

• يتردد ان حكومتكم غير راضية عن المعاملة التي يواجهها بعض ابناء الجالية في الكويت، ما رأيك؟ وماذا عن الوعود الكويتية نحو ذلك؟

- لقد تم خلق هذا الانطباع بسبب سوء تقديم خبر صحافي بصورة كلية في صحيفتكم الغراء، فالغالبية العظمى من الهنود في الكويت راضية وسعيدة، وكما يجب ان يكون بين بلدين صديقين، عند حدوث اي قضايا نطلب العون من السلطات الكويتية من اجل تسويتها.

• ما المشكلات الرئيسية والعقبات التي تواجهكم كجالية وكسفارة؟

- مع وجود جالية كبيرة منتشرة في جميع انحاء الكويت، تنشأ قضايا من حين الى اخر، فعلى سبيل المثال لأن اعضاء جاليتنا محبون للسلام ويحترمون القانون، فإنهم في بعض الاحيان يكونون الطرف المواجه للمجرمين. وقد قام ممثلو الجالية والسفارة برفع الامر الى المسؤولين المحليين، الذين كانوا متجاوبين، كما كانت هناك بعض المشكلات المتعلقة بنظام الصرف الصحي في بعض المناطق، وقد قام ممثلو جاليتنا بالتصرف بشكل استباقي وعملوا على ايجاد حل للأمر، وانني على الدوام أشجع ممثلي جاليتنا للتفاعل والتواصل بشكل منتظم مع السلطات المحلية لبناء علاقة جيدة.

تنمية وازدهار

• كيف تقيمون موقف جاليتكم نحو التنمية والازدهار في الكويت؟

- الجالية الهندية تسهم بشكل كبير في تطوير الكويت، ومن ابنائها العاملين هنا مهنيون في مجالات مختلفة، فمنهم الاطباء والمهندسون والمحاسبون القانونيون وتحظى الجالية الهندية باحترام كبير لسماتها المحبوبة مثل العمل الشاق والتفاني والإخلاص والصدق والولاء وغيرها، ولا يكاد يكون هناك اي قطاع عمل ليس فيه وافدون هنود يعملون فيه.

• ما حجم الاستثمارات الكويتية في الهند؟ وما التسهيلات والضمانات المقدمة للمستثمرين هناك؟

- لا توجد احصائية رسمية متوافرة، حيث ان العديد من الاستثمارات الكويتية تتم عبر بلدان وسيطة، إلا أنها تقدر بما بين 1.5 ـ 2 مليار دولار، وبالمقارنة مع حجم الاقتصاد الهندي وإمكانياته، فيمكنني اعتبارها متواضعة، لكننا نعمل على تشجيع مزيد من الاستثمارات الكويتية في الهند، وكلنا أمل في ذلك.

خطط مستقبلية

• ما خططك المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين؟

- ستجتمع اللجنة الوزارية المشتركة خلال النصف الأول من 2013، ما سيوفر الفرصة لاستعراض التقدم الذي تم احرازه في مجالات التجارة والاستثمار والهيدروكربون والعمل والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والمجالات الطبية وغيرها من المجالات، والمضي قدما لاتخاذ القرارات لتعزيز التعاون الثنائي، كما نتوقع حدوث زيارات وزارية بين البلدين، وبالمختصر فإن عام 2013 يبدو واعدا.

• كيف تنظرون الى التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل؟ وما رأيك في قانون العمل الجديد بالكويت؟

- تم عقد الاجتماع الثالث لمجموعة العمل المشتركة في الهند عام 2012، ونحن نتوقع قيام وفد من الهند بزيارة الكويت الشهر المقبل، لمناقشة القضايا ذات الصلة بالعمل، وإلى جانب ذلك فإننا على اتصال منتظم مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

• كلمة أخيرة؟

- إن علاقات الهند والكويت تعتمد على الثقة والاحترام المتبادلين، وبينما كان ماضينا مجيداً فإن المستقبل مليء بمزيد من الأمل، إننا نتقاسم قيم الديمقراطية والمجتمعات الحرة وتعددية الفكر، كما أن هناك تقارباً واسعاً في وجهات النظر والنهج بشأن القضايا الرئيسية، فضلاً عن أن التعاون الثنائي وثيق للغاية وخال من أي خلافات، وكأصدقاء مخلصين نحن نبتهج بسلام الكويت ونموها ورخائها، حيث ان الكويت تخطط لمزيد من التحسين والتطوير لبنيتها التحتية ولتنويع اقتصادها، وكأصدقاء للكويت منذ القدم فإننا لن نكون ممتنين فحسب لكننا سنشعر بالفخر للمشاركة في تنمية الكويت.

back to top