الصانع لـ الجريدة.: «كيماوي الغوطة» في رقبة بشار الأسد والمسلحين

نشر في 14-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 14-09-2013 | 00:01
No Image Caption
«التغيير الديمقراطي وبناء دولة مدنيّة ورفض الضربة نقاط تلاق مع مصر»

كشف أمين سر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي، المعارض السوري رجاء الصانع، أن المبادرة التي طرحتها روسيا أخيراً، بشأن الأزمة السورية، هي بند واحد من مبادرة رباعية البنود تقدمت بها هيئة التنسيق الوطنية، التي يتولى منصب أمين سر مكتبها التنفيذي، إلى موسكو يوم الجمعة الماضي، وقال في حوار مع «الجريدة» أثناء زيارته للقاهرة قبل أيام، إن الضربة الأميركية قد تتأجل، مؤكداً أن التنظيمات المسلحة سبق أن استخدمت السلاح الكيماوي، وفي ما يلي نص الحوار:

● ما سبب زيارتك الحالية للقاهرة؟

- قدومنا كوفد إلى القاهرة كان بناءً على موعد مسبق مع وزارة الخارجية المصرية وجهات رسمية أخرى، لننقل إليها مبادرة هيئة التنسيق الوطنية، بشأن الأوضاع في سورية، ولبحث التوافقات المشتركة بين الهيئة والقيادة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، والجولة الأولى من المباحثات أثبتت أن هناك مساحة من التلاقي بين موقف هيئة التنسيق «المعارضة الداخلية»، وبين القيادات الرسمية والشعبية في مصر، وهو الموقف الذي يتركز على محورين: التوافق على حق الشعب السوري في الحرية والكرامة والتغيير الديمقراطي وبناء دولة مدنيّة جديدة، ورفض العدوان الخارجي من أي جهة كانت وتحديداً رفض الضربة العسكرية المتوقعة، لكونها لن تخدم التغيير الديمقراطي في سورية، بل ستخدم النظام، وبخاصة القوى الأكثر تطرفاً فيه، وكذا القوى المتطرفة في المعارضة المسلحة.

● كيف تقرأ المبادرة الروسية المُعلنة أخيراً بشأن سورية؟

- الحقيقة أن هذه المبادرة هي ذاتها التي قدمتها هيئة التنسيق الوطنية، (الجمعة) الماضية إلى روسيا، وتضمنت أربعة بنود، وقد عرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف البند الأول منها فقط باعتبارها مبادرة روسية، أما البنود الأربعة فتشمل، أولاً تسليم السلاح الكيماوي الموجود لدى النظام إلى المجتمع الدولي، وعلى الأقل روسيا، ومن ثم تسليمه إلى حكومة ديمقراطية قادمة باعتبار هذا السلاح ملكاً للشعب السوري ويُشكل أدارة توازن أمام السلاح النووي الإسرائيلي، وثانياً تحديد موعد سريع لعقد مؤتمر «جنيف2» تحضره الأطراف الأساسية في المعارضة المتوافق عليها دولياً، وهي هيئة التنسيق، والهيئة الكردية العليا، والائتلاف الوطني السوري، إلى جانب النظام، ثالثاً أن يكون وقف إطلاق النار المتزامن بين أطراف الصراع المسلح هو البند الأول على جدول أعمال المؤتمر، وأن يصدر قرار لتحصين ما يصدر عن المؤتمر في مجلس الأمن الدولي، يتضمن آلية صارمة للرقابة لإيقاف العنف، وأخيراً تشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد وتهيئة المناخ للانتقال إلى نظام ديمقراطي جديد.

● وهل طلبتم من الروس عرض المبادرة على النظام السوري؟

- سلمنا المبادرة للروس (الجمعة) الماضية (6 سبتمبر)، لعرضها على النظام السوري وأميركا، وفوجئنا يوم (الاثنين) 9 سبتمبر، أن المبادرة أخذت مجالها للتطبيق سريعاً، حيث استدعي وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو لمناقشته في مضمونها، كما طرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بشكل عرضي.

● برأيك هل يكفي طرح البند الأول فقط لإنهاء الأزمة؟

- يجب تضمين باقي البنود، وأن تكون هناك آلية لمنع التسويف خصوصا أن النظام السوري له باع طويل في امتصاص المبادرات واحتوائها وكسب الوقت بدلاً من التعامل الجاد والسريع.

● وماذا على أجندة تحركاتكم عقب انتهاء زيارة مصر؟

- سنقوم بزيارات لعدة دول معنية بالشأن السوري في مقدمتها روسيا، لتفعيل جميع بنود المبادرة، بحيث لا تكون مقتصرة على إيقاف الضربة العسكرية.

● هل ترى الضربة الأميركية وشيكة؟

- يبدو أن الضربة بدأت تتعرض للاهتزاز وربما للتأجيل، لأن جميع الأطراف باتت تدرك خطورتها، بما فيها الولايات المتحدة التي باتت تستشعر أن الضربة لن تحقق لها أهدافها المعلنة، وربما تجد معارضة من الكونغرس، خصوصا على ضوء هذه الفرجة البسيطة من الأمل بإمكانية إيجاد حل لأزمة الكيماوي.

● إذا نُفذت الضربة فهل تتوقع أن تكون «محدودة» كما أعلنت أميركا؟

- المُخطط لها أن تكون محدودة، لأن أميركا تسعى إلى إطالة مدى الصراع لا حسمه، ومن خلال اتصالاتنا مع الأميركيين فإنهم يرون أن سورية ستخوض حرب استنزاف طويلة، ويعتقدون أنها ستسمح لهم بإعادة رسم خريطة القوى العسكرية والتوازنات على الأرض، بحيث يصبح أنصارهم المسلحون قوة أساسية على عكس ما هو حادث الآن، حيث يتدرج سُلم توزيع القوى كالتالي: قوى النظام العسكرية وميليشياته، ثم قوى القاعدة بجناحيها «دولة العراق والشام» و»جبهة النصرة»، ثم قوى الدفاع الشعبية الكردية، وأخيراً القوى المسلحة المرتبطة بأميركا وأنصارها.

● مأساة الكيماوي... كيف تقرأها؟

- استخدام الكيماوي تطور خطير للصراع في سورية، رغم أن هذه المحطة سبقتها محطات خطيرة، منها استخدام صواريخ «سكود» في قصف مناطق سكانية، وكان من نتائجها قتل آلاف المواطنين، ومنها أيضاً استخدام «البراميل والحاويات» عبر قصف جوي، وهي سلاح بدائي لكنه مدمر وعشوائي، دُمرت به أحياء سكنية كاملة، ما يُعزز استعداد النظام لاستخدام لأي سلاح.

● وهل يُعقل أن يستخدم النظام «الكيماوي» في وجود لجنة دولية للتفتيش عليه؟

- بكل أسف بعض القوى الأصولية من التنظيمات المسلحة استخدمت السلاح الكيماوي ولو بشكل محدود، قبل ضربة الغوطة، ووفق معلوماتنا فإن النظام نفّذ ضربة الغوطة، أو على الأقل كان هناك أكثر من طرف وراءها، ولكن يتحمل النظام المسؤولية المبدئية، لأن القصف استهدف مواقع تسيطر عليها المعارضة.

back to top