إيتل عدنان... ألوان الطائرة الورقيَّة

نشر في 29-08-2013 | 00:02
آخر تحديث 29-08-2013 | 00:02
يقام في غاليري «صفير- زملر» في الكرنتينا (بيروت) معرض أدبي - فني لمجموعة من أعمال الفنانة اللبنانية إيتل عدنان وكتبها، ضمن إطار تحية للكاتبة والرسامة المعروفة في مجال الفن والمسرح والشعر.
يغطي معرض إيتل عدنان في بيروت مرحلة مهمة من حياتها في الفن، بين العامين 1956 و2011، وقد اختارت الفنانة 87 رسماً للمعرض إلى جانب إصدار كتاب أنيق بالمناسبة.

تتصدر معرض عدنان مجموعة كبيرة من اللوحات ذات مقاسات صغيرة التي لطالما عرفت بها، وتصور الطبيعة وكأنها تشبه السجاد الناعم والجميل بألوانها المتصوفة والطفولية والطبيعية... فضلاً عن الدفاتر المطوية على الطريقة اليابانية، يضم المعرض شريطاً سينمائياً تسجيلياً عنوانه «إيتل عدنان: كلمات في المنفى»، للمخرجة اليونانية فوفولا سكورا، وأفلام سوبر 8 صوّرتها في فترات مبكرة من مسيرتها، وعدداً من إصداراتها الشعرية والفنية والروائية.

تعيش إيتل عدنان متنقلة بين باريس وكاليفورنيا وبيروت، وفي الأشهر الأخيرة بدت غير قادرة على السفر بسبب مرضها، وغابت عن معرضيها التكريميين والاستعاديين في دبي وبيروت، وهي وترسم بأساليب مختلفة وأوراق مطوية ملونة، بل ترسم بالكلمات كما لو أنها تستعيد الطفولة الأبدية. وفي أعمالها تجدها دائماً صديقة الطبيعة من السماء الصافية والأزهار البرية والغيوم الهادئة والجبال، بل صديقة الشعر ومعانيه والخط باليد، وتجمع بين  الشعر والرسم بين اللون والكلمة، كأننا في معرضها أمام طائرة ورقية بملايين الألوان.

تأملات

تربط عدنان تشكيلياً علاقة متينة ومزمنة بطبيعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، ناهيك بتأملاتها لجبل تامالبايس الذي رسمته مراراً وتكراراً على مدى سنوات طويلة، بل وكتبت عنه أكثر من مرة.

إيتل عدنان شاعرة وروائية ورسّامة، ولدت في بيروت عام 1925 من والد سوريّ وأم يونانية، درستْ الفلسفة، ودرّّستها في الجامعات الأميركية، وأصدرت كتباً روائية وشعرية بالفرنسية والإنكليزية، تُرجمت إلى لغات عدة. أقامت معارض في أنحاء العالم، وتتصدر لوحاتها مجموعات خاصة في المتحف الملكي الأردني، متحف الفن الحديث في تونس، متحف سرسق في بيروت، معهد العالم العربي في باريس، ومتحف لندن…

يلفتك في لوحاتها أنها تأتي دائماً صغيرة في الحجم كبيرة في الوقع. تقول حول فنها: {أكتب كشخص آتٍ من اللوحة، لكن لا يعني ذلك أن ما تفعله هو من تأليفك، تثق بالألوان والأشكال والإيماءات الخاصة بك،. تثق بأن شيئاً أبعد من ذلك سيأتي حتى لو كنت لا تعرف تماماً ما هو. لستَ مجرد زينة على مساحة، وتقول أكثر مما تراه العين، بطريقة ما هذا ما يسمى كولاج، لكن بدلاً من استخدام قصاصات من الورق تستخدم الأشكال التجريدية ومسافات من اللون. بهذه الطريقة أشرع في الشعر، لدي ما أقوله وهو دقيق، لكن لا حاجة لي أن أقول ذلك بشكل دقيق، وأن تكون أفكاري متتابعة، بل يجب أن تكون واضحة في تفكيري}.

يستمر الى 26 أكتوبر 2013.

back to top