يحاول الفنانون بكل ما أوتوا من قوة إعلامية وتسويقية إقناع معجبيهم بأنهم الأوائل باستمرار في أي مهرجان أو احتفالية، فتشتد المنافسة بالأرقام الوهمية بينهم وبين زملاء لهم،  وكلما سمعوا عن عدد مشاهدي زميل لهم زادوا هم من عدد مشاهديهم، كأننا في مزاد علني ولسنا في مهرجان، غنى فيه هؤلاء الفنانون على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام العربية والعالمية.

Ad

على سبيل المثال تقول أحلام إن الحضور في حفلتها بلغ 150 ألف مشاهد، في حين لا يتسع مسرح {النهضة} الذي غنت فيه إلى أكثر من 125 ألف مشاهد، وهذا الرقم لم يصل إليه سوى تامر حسني في الليلة الأخيرة، في وقت فاجأ محمد  اسكندر المهرجان إذ غنى على مسرح {سلا}  وشاركت معه الفنانة المغربية نجاة عتابو التي تغني اللون نفسه على الطريقة المغربية، فقارب الجمهور في عدده جمهور تامر حسني.

كانت النجمة العالمية ريهانا ملكة المهرجان بلا منازع إذ  استقطبت أكثر من 130 ألف مشاهد.

رغم النجاح الذي  حققه الفنانون اللبنانيون والمصرييون في المهرجان إلا أنهم لم يستقطبوا أكثر من 50 ألف مشاهد، أما التحدث عن 80 ألف ومئة ألف وما فوق، فهذا بالتأكيد من باب المنافسة الإعلامية بين مشاهير العالم العربي، ولا يدرك كثر من مشاهدي تلك الحفلات على الهواء مباشرة أن المخرج يركز على المكان الذي يكتظّ به جمهور الفنان، فيبدو كأنه ممتلئ.

مجاملات مصطنعة

يضطر الفنانون في مثل هذه المهرجانات إلى التلاقي بشكل عفوي وإجباري لأنهم ينزلون في الفندق نفسه، هنا حدّث ولا حرج حول كم الرياء الاجتماعي الذي يغدقه كل واحد على الآخر، قد يكون البعض صادقاً لكن  كثراً يقومون بذلك من باب المجاملة البحتة.

قيل مثلا إن شيرين عبد الوهاب أخرت حفلتها بانتظار وصول محمد منير إلى الفندق لتسلم عليه، وهذا لم يحدث على الاطلاق، فشيرين ذهبت في الموعد المحدد إلى الحفلة ولدى  عودتها إلى الفندق وعلمها بوجود محمد منير، هرعت إلى غرفته للسلام عليه، وكان من الواضح أن وقتاً مضى لم يلتق فيه النجمان مع بعضهما البعض.

قيل أيضاً إن نجوى كرم أطلق عليها لقب ملكة جمال المهرجان بعدما  وضعت إحدى معجباتها تاجاً على رأسها. مع أن كرم تستحق  التكريم، إلا أن  هذا التتويج والزفة المغربية كانت وراءهما إحدى معجباتها تدعى جيهان، وتطلق على نفسها كنية كرم وتتقن اللهجة اللبنانية حبا بنجمتها المفضلة، وقد نظمت لها الزفة المغربية للمرة الثانية على التوالي. المرة الأولى كانت  عندما حلّت نجوى كرم ضيفة على المهرجان عام 2009.

 ومن باب {ما حدا أحسن من حدا} نظم مراد بوريكي زفة مماثلة لعاصي الحلاني ولكن زفة نجوى أخذت أصداء أكبر، لأنها كانت في بهو الفندق، في حين أن زفة عاصي كانت أمام منزل بوريكي.

بورصة الحضور

السؤال الملح لأي فنان هو معرفة كمّ الحضور في حفلة هذا الفنان أو ذاك، فيحاول أن يسأل مصطنعاً البراءة ومن باب الاطمئنان على زميله وشعبيته،  وبعد انتهاء حفلته يكون سؤاله الأول: كم كان عدد الحضور؟ هل فاق جمهور هذا أو ذاك، فيطمئنه المقربون بأن الجمهور كان كبيراً وربما تجاوز 70 ألفاً أو 80 ألفاً، وهذا العدد لا يكون صحيحاً على الإطلاق، لأنه لا يتجاوز عادة 30 أو 35 الفاً، وأحياناً 10 آلاف.

وقد يكون وليد توفيق الذي كان نجم الافتتاح ضحية هذا العام، إذ أحيت ريهانا حفلة في الليلة نفسها،  ومن الطبيعي أن يهرع الجمهور لمشاهدتها، فوليد توفيق يمكن  أن يشاهده الجمهور في أي وقت لأنه فنان عربي مرحب به في المهرجانات كافة، إنما ريهانا لن يشاهدها الجمهور سوى مرة واحدة قد لا تتكرر.

منذ عامين، عندما علم عمرو دياب بأن شاكيرا ستحيي حفلة ختام مهرجان {موازين} في نفس توقيت حفلته، غضب وقال لمنظمي المهرجان إنه لن يقف على خشبة المسرح إلا إذا كان جمهوره يضاهي جمهور شاكيرا.

يلاحظ أن ثمة حنيناً يجمع أبناء الجيل الواحد، مثل محمد منير ووليد توفيق، فعندما التقيا كانت جلسة بين صديقين ورفيقي درب، كذلك الحال بالنسبة إلى نجوى كرم وعاصي الحلاني، فهما من جيل واحد وتخرجا في  برنامج لاكتشاف المواهب...

وسام شرتوني، أحد  القيمين على المهرجانات في لبنان والعالم العربي،  يقول إن المنافسة بين الفنانين في المهرجانات مسألة طبيعية، لكن الصعوبة الأكبر تكمن في فترة التحضير للمهرجان الذي يشارك فيه أكثر من فنان صف أول، فالشروط تكون أكثر من تعجيزية، ومطالب الفنان مكلفة إلى حد كبير، لاسيما من ناحية عدد المرافقين، وتكثر طلبات الفنان كلما اقترب موعد الحفلة الخاصة به. يضيف أن المنظمين يبقون على أعصابهم حتى يعتلي الفنان خشبة المسرح وتكون طلباته قد لبيت.

عاصي وهيفا

بعيداً عن مهرجان {موازين}، حصلت واقعة بين عاصي الحلاني وهيفا وهبي خلال حفلة خيرية شاركا في إحيائها سوياً في وسط بيروت،  فبعد انتهاء وصلتها نزلت هيفا وسط الجمهور لإكمال سهرتها وراحت تلتقط الصور مع المعجبين، وكان عاصي اعتلى المسرح ليقدم وصلته فسأل الجمهور: هل تريدون أن تستمعوا أم تتصوروا؟ فأجابته هيفا ممازحة: {ما رأيك أن تنزل وتتصور أنت أيضاً؟}. فما كان منه إلا أن رمى الميكروفون بشكل انفعالي وانسحب من المسرح، فلحق به المصمم العالمي إيلي صعب والقيمون على الحفل وطيبوا خاطره وعاد لإكمال فقرته، بهذا تكون هيفا دخلت في صراع مع عاصي الحلاني الذي أحيت معه حفلة رأس السنة الماضي، في مقابل الحفلة التي أحياها راغب علامة.

كانت هيفا اعتادت أن تكون القاسم المشترك في حفلات راغب، لكن توتر العلاقة بينهما جعلها تنتقل إلى معسكر عاصي الحلاني في وجه معسكر راغب علامة .