تقع منطقة الخويسات، في أول طريق الصبية السريع، وهي منطقة شاطئية، ومطلة على البحر، وتعتبر أحد أماكن المخيمات، حيث إنها لم تستغل لأي إنشاءات سواء سكنية أو إدارية أو حتى شاليهات، لا أعلم عن جيولوجية أرضها من ناحية مناسبتها للبناء، إلا أننا الآن في عصر تقدم به علم هندسة الإنشاءات، وبالإمكان التغلب على أي مشكلة جيولوجية إن أرادت الجهات المختصة ذلك، حيث بإمكان الحكومة استغلال الموقع المتميز لهذه المنطقة بما يفيد الوطن والمواطن.

Ad

باستطاعة الحكومة أن تقدم مبادرة تنموية آخاذة ولافتة بطرح مشاريع تنموية ضخمة، ومن هذا الباب فإني أقترح أن نستفيد من منطقة "الخويسات" لإنشاء مدينة عصرية متطورة تضاهي أفضل المدن العالمية بحيث يتم إنشاؤها بشكل متفرد بعيداً عن مسايرة الأسس التقليدية في إنشاء المدن بالكويت، وأيضاً بعيداً عن تقليد أي مدن أخرى في العالم، حيث ستكون لهذه "المدينة الحلم" شخصيتها المعمارية والإنشائية المستقلة، لأن أهم بند سيراعى عند تنفيذها اطلال المدينة بالكامل على الخليج العربي، أي على البحر، مما يكسبها زخماً جمالياً، ويعطيها ميزة المدن السياحية والمنتجعات، رغم كونها مدينة إدارية وسكنية وتجارية.

تكون المدينة مقسمة إلى عدة أحياء متناسقة تطل كلها على البحر كما تتمتع بثلاث مميزات: الأولى، أن تكون مدينة خضراء صديقة للبيئة. الثانية، أن تكون مدينة ذكية مزودة بالتقنيات العالية والإنترنت بالكامل. الثالثة: أن تكون المدينة بلا أي حفريات صيانة مستقبلاً، بحيث يتم إنشاء الطرق والبناء فيها بنظام "الدكت" أو "غرف التفتيش"، التي توضع تحت الأرض على جوانب الطرق والأبنية، بحيث يقرر المهندسون أماكنها وتجهز خرائطها لتكون في متناول أي شركة صيانة أو إصلاح لأي تمديدات إنشائية مطلوبة، سواء صحية أو كهربائية أو اتصالات (الاتصالات ستكون بنظام الألياف الضوئية)، وبذلك تتخلص المدينة نهائياً من مشكلة حفريات الصيانة المزعجة.

أيضاً من مميزات هذه المدينة أن تكون كل مبانيها مزودة بمواقف بسرداب تحت الأرض، لعلاج جانب كبير من مشكلة المواقف.

تضم المدينة مرافق مهمة كجامعة متكاملة ومتطورة، وأيضاً مستشفى ضخما وكبيرا بسعة سريرية مناسبة، إضافة إلى استاد رياضي لكرة القدم ضخم وفخم وأنيق بسعة سبعين ألف مقعد، وأن يتم إنشاء شارع تجاري، بطول من ثلاثة إلى أربعة كيلومترات، ويشترط في كل البنايات على جانبيه ألا يقل الارتفاع عن ثلاثين طابقاً، ويكون الشارع من خمس حارات في الذهاب والإياب، إضافة إلى شارعين للمواقف والخدمات يمين كل شارع، مع إنشاء جامع كبير على ألا تقل سعة قاعة الصلاة الرئيسية به عن خمسة آلاف مصلٍ.

أما بالنسبة للأحياء السكنية، فستكون بإنشاء ثلاثة إلى أربعة أحياء سكنية بنظام البناء الموحد، حتى تكون الهوية المعمارية موحدة، لإضفاء شكل جمالي لكل حي، وأقترح أن تكون لكل حي، هوية وشكل معماري مستقل عن الحي الآخر، ويفضل أن تكون الوحدات السكنية بمساحة 400 متر. وأقترح أيضاً أن يتم تصميمها على نظام المربعات، كل أربعة وحدات سكنية في مربع واحد، وبذلك نتغلب على مشكلة المواقع في البيوت، لأن كل البيوت ستكون على شارعين (نفس تخطيط جواخير الوفرة).

هذه مجرد رؤوس أقلام بدون الدخول في التفاصيل، وأظن أن بإمكان الجهات المختصة إنشاءها وتنفيذها، فالإمكانات متوافرة والخير من فضل الله كثير، لكن أهم شيء أن يتم تشكيل فريق عمل ذي سيرة عملية موثوقة ومعتبرة، ليتولى إنشاء وتأسيس وإدارة هذه "المدينة الحلم" من الألف إلى الياء.