أخبرنا عن «الداعية» الذي تصوّره حالياً.

Ad

دراما اجتماعية، من تأليف مدحت العدل، إخراج محمد جمال العدل في أولى تجاربه في الدراما التلفزيونية، إنتاج جمال العدل، تتناول المشاكل المختلفة التي تعانيها مصر في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، وتتطرق بشكل أساسي إلى مفهوم الحب ليس بمعناه العاطفي إنما بمفهومه الأشمل، فكل شخصية تظهر أحد أشكال هذا الحب، سواء الحب الأخوي أو العائلي أو حب الوطن. تشارك في البطولة الفنانة بسمة.

وعن الشخصية التي تجسدها.

 

أجسد شخصية يوسف، داعية متشدد يجعله الحب يختلف في نقاط كثيرة ويوسع آفاقه في التعامل مع البشر. لم يكن يعرف شيئاً عن مفهومه، لكنه عندما أحب تغيرت حياته وعلاقاته بالمحيطين به، سواء أصدقائه أو أهله، حتى شكل الدعوة التي يقدمها للناس، إذ بات يقدم الدين المعتدل بعيداً عن التشدد، ويعتبر الحب مفتاحاً لكل شخص ناجح.

هل يعني ذلك أن رسالة المسلسل واضحة هي التحدث عن «مفهوم الحب»؟

ثمة رسائل كثيرة في المسلسل، ولكن الرسالة الأكثر عمقاً هي الدعوة إلى الحب، لأنه الحقيقة الوحيدة التي لا يستطيع الشخص التحكّم بها، العضلة الوحيدة التي لا يمكن أن يديرها الشخص أو يوجهها نحو ما يريد، خصوصاً بعد الثورة التي اكتشفنا فيها أننا لا نعرف بعضنا، لكن يجمعنا أمر واحد هو حب الوطن، ما يعني أن الحب يؤدي دوراً في حياتنا.

 

لماذا اخترت أن تكون بدايتك التلفزيونية عبر هذا المسلسل؟

أنا آخر أبناء جيلي دخولا إلى الدراما، وترددت في خوضها رغم أنني تلقيت عروضاً في السنوات الماضية، لكن إيماني بالفكرة شجعني على خوض تجربتي الأولى في الدراما التلفزيونيّة، من واجب الفن أن يكون له دور فاعل ويقدم نماذج حقيقية، لذا تحمست لهذا المسلسل في ظل الظروف الصعبة والتخبط الذي نعيشه حالياً.

لماذا شخصية الداعية بالذات؟

أصبح الدعاة  كثراً، ويحتلون الشاشات ويصدرون فتاوى تكفر أناساً وتمجد آخرين، ويتحدثون في أمور باسم الدين، ويجهلون أنهم يتحدثون عن أسمى مهمة في الحياة وهي الدعوة والهداية إلى الدين. في الحالات كافة، لا يجب أن ينصّبوا أنفسهم آلهة.

هل يرصد «الداعية» سيرة ذاتية لشخصية بعينها؟

قد تراه مشابهاً لشخص رأيناه وسمعنا منه كلاماً مشابهاً، هذا هو دور الفن، محاكاة الواقع لا تقليده، ولولا وجود نماذج في الواقع لما تعرضت لها الدراما.

ثمة أعمال أخرى تناولت شخصية الداعية أو الشيخ، ألم يقلقك أنها قد تتشابه مع «الداعية»؟

كيف عرفت أنها قد تتشابه؟ هل مجرد تناول شخصية داعية أو شيخ يؤكد التشابه؟ أعمال كثيرة تناولت فساد رجال الأعمال أو عالم المخدرات أو ما شابه، هل معنى ذلك أنها متشابهة؟ بالطبع لا، القضية الرئيسة واحدة، لأنها من صميم الواقع الذي يستمدّ منه الفن قضاياه، ولكن المعالجة مختلفة بالتأكيد، وفي النهاية الجمهور هو الحكم.

كيف تحضرت فنياً لهذه الشخصية؟

اجتمعت مع مشايخ وشاهدت برامج لبعض الدعاة على القنوات الفضائية، لكن المسلسل لا يتطرق إلى شيخ بعينه ولا يتحدث عن نموذج محدد، بل عن نماذج في المجتمع عموماً.

وهل زرت الأزهر؟

 

 ولم أشعر بحاجة إلى ذلك.

تجسيد شخصية الداعية على الشاشة من القضايا الشائكة، هل جهزت نفسك للمواجهة؟

لا يوجد عمل يجمع عليه الناس، وللمرة الأولى يتم تناول نموذج الداعية على الشاشة بجرأة وعمق. أدرك تماماً أنني أدخل منطقة شائكة ستحدث حالة من الجدل، لكنني مقتنع بأهمية تقديم المسلسل في هذه الفترة حتى نفهم ونعرف، وعلى المتلقي في النهاية أن يحكم إذا كان العمل الفني متماشياً مع فكره أم لا.

هل يحتم عليك واجبك كفنان التطرق إلى هذه القضايا؟

بالطبع، كي لا نسمح لمصري بتكفير ابن بلده، فنحن نعاني من المفاهيم المغلوطة، وأنا أقدم هذه الأعمال لأنها مهمة من وجهة نظري، والحكم في النهاية للمتلقي.

لكنك قد تدخل منطقة شائكة بالنسبة إلى التيار الحاكم والمحسوبين عليه؟

أعلم أنني أدخل «عش الدبابير»، وأعي ذلك جيداً، لكني لست قلقاً، فمن خلال المسلسل أقدم رسالتي كفنان التي كنت أبحث عنها في الأيام الماضية. جعلت الثورة تفكيرنا يتغيّر ويصل إلى مرحلة النضج.

هل معنى ذلك أن أدوارك المقبلة ستختلف؟

في المرحلة السابقة أديتُ أدواراً تناسب المرحلة التي كنا نعيش فيها. اليوم، اختلفت الظروف وسأؤدي أدواراً تتماشى معها، لا يعني ذلك أنني نادم على أي دور أديته.

ألم تقلق من التعاون مع المخرج محمد جمال في أولى تجاربه الإخراجية؟

فاجأني محمد جمال العدل بأن لديه رؤية إخراجية متميزة، فهو يهتم بالفنان وليس «الكادر»، كما يفعل البعض، وبخبرتي أستطيع  تمييز كفاءة المخرج، وأتمنى التعاون معه في أعمال مقبلة، فهو لديه وعي وفهم.