عقبات بيئية تحد الاندفاع نحو مصادر الطاقة البديلة

نشر في 23-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-04-2013 | 00:01
No Image Caption
الغاز الطبيعي يخفض اعتماد أميركا على النفط المستورد
هناك من يجادل بأن موارد الغاز مهمة إلى درجة يتعذر معها تجاهلها، ويبرز في الجانب المقابل من يعتبر القضايا البيئية مهمة بشكل يتعين عدم استبعادها.

تتردد بكثرة في الولايات المتحدة أسئلة تتمحور حول مستقبل الطاقة خاصة فرص التحول عن الوقود الحفري.

وقال تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أخيراً إن العديد من الولايات، بما فيها نيويورك، تنظر الآن في مسألة ما اذا كان يتعين عليها السماح بعمليات تكسير هيدروليكي في مناطق تخضع لسيطرتها، لأن تلك العمليات أفضت الى تغيرات مهمة على صعيد ميزانية الطاقة الأميركية، لكنها أثارت في الوقت ذاته درجة كبيرة من القلق ازاء التأثيرات البيئية.

وأضاف التقرير: “نحن لن نسهب هنا في سرد تلك التداعيات التي انتشرت في غير مكان من العالم، لكن ما يهمنا في هذه المنطقة المنتجة للنفط هو تأثير هذا المسار على خطط التنمية المستقبلية في عالم يتقدم ببطء شديد نحو التعافي الاقتصادي».

وتابع ان انتاج الغاز الطبيعي، الذي تحقق، أفضى الى خفض أسعاره، كما واكب ذلك تراجع الاعتماد الأميركي على النفط الأجنبي، ورغم ذلك تصدر أصوات معارضة بقوة لهذه التقنية، بسبب التأثيرات المحتملة لغاز الميثان على مياه الشرب.

وهناك من يجادل في ان موارد الغاز مهمة الى درجة يتعذر معها تجاهلها، ويبرز في الجانب المقابل من يعتبر القضايا البيئية مهمة بشكل يتعين عدم استبعادها، ومن هنا يرى خبراء الطاقة ان على الولايات المتحدة التوصل الى صيغة توافقية تجعل هذه التقنية ممكنة التطبيق، مع الحفاظ على العوامل البيئية السليمة.

المعروف علمياً أن المياه الجوفية يصعب تنقيتها بمجرد تعرضها للتلوث، ويؤكد أنصار طريقة التكسير سلامة تقنيتهم من الوجهة البيئية، لكن المجتمع الأميركي يعلم تماماً قيمة هذه الضمانات الجوفاء عند حدوث أي خطأ، كما تشهد على ذلك عدة كوارث بيئية كان آخرها، على سبيل المثال، ما حدث في خليج المكسيك قبل فترة غير بعيدة.

وتبرز أهمية توفير الوضع السليم للهواء والماء والبحيرات والأنهار في يوم الأرض، الذي يصادف أمس، والسؤال الذي يطرح في هذا السياق: ما الذي تستطيع ولاية مثل نيويورك عمله من أجل السماح بعمليات تكسير مع ضمان سلامتها بالنسبة الى العامة؟

ويجيب تقرير الصحيفة على ذلك بالقول إن على الولايات المعنية تبني أنظمتها الخاصة بشكل يعكس القانون المعروف باسم قانون الهواء النظيف والماء النظيف، والسعي الى تطبيق عملية التكسير وفقاً للقواعد المطلوبة من دون أي استثناءات فدرالية.

وتقول أصوات معارضة إن التكسير لم يحقق النتائج المرجوة من حيث تخفيف اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد، لأن المواطن الأميركي لا يستخدم الغاز في سيارته، وكل ما يقال في هذا الصدد مجرد دعاية زائفة.

أما شركات الغاز فتقول بعدم وجود أي حالة من تلوث المياه الجوفية نتيجة عمليات التكسير، على الرغم من وجود أمثلة على ذلك في ولايات مثل تكساس ووايومنغ وبنسلفانيا وغيرها.

من جهة اخرى، أثبت الزعم بأن عمليات التكسير هي أفضل بالنسبة الى المناخ زيفه ومجانبته للواقع، لأن كمية كبيرة من غاز الميثان تتسرب من الآبار وخطوط الأنابيب ومن عملية التكسير ذاتها، وهو جانب يستبعد بقوة أي ميزة لهذه التقنية على الفحم الحجري.

وخلص تقرير الصحيفة الى القول إن دراسات صناعة الطاقة وولاية بنسلفانيا قد أثبتت تعرض تلك الآبار لتسرب وتشقق -6 منها بشكل فوري– وأكثر من 50 في المئة بمرور الوقت، وهذه الحوادث لا يمكن منعها من خلال فرض أنظمة، أو اصلاحها بعد وقوعها. ويتعين على الولايات المتحدة رفض تلك المزاعم الزائفة المتعلقة بعمليات التكسير، والسعي الى تحقيق كفاءة في ميدان الطاقة بغية التخفيف من الاعتماد على النفط المستورد الذي تؤكد التطورات الأخيرة في العالم صعوبة ضمان امداداته بصورة منتظمة. 

back to top