بعد أن حصل على دعم من قادة "الكونغرس" لتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس حشد مزيد من الدعم الدولي لـ"الضربة"، في حين لا يزال المشهد الدولي منقسماً بين مؤيد للعمل العسكري ضد الأسد عقاباً له على استخدام السلاح الكيماوي، ومُعارضٍ له.

Ad

وفي وقت واصل مسؤولو الإدارة الأميركية لقاءاتهم وحملاتهم لإقناع "الكونغرس" بمنح أوباما تفويضاً لاستخدام القوة، جدد الرئيس الأميركي أمس تأكيده أن الأسد هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة في ريف دمشق في 21 أغسطس المنصرم، معتبراً أن مصداقية المجتمع الدولي والولايات المتحدة والكونغرس على المحك إذا لم يتم الرد على هذه "الهمجية".

وقال أوباما، في مؤتمر صحافي عقده في استوكهولم مع رئيس الوزراء السويدي فريديريك ريفليدت، إن "الإخفاق في الرد على هذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى زيادة خطر وقوع المزيد من الهجمات، وكذلك زيادة احتمال استخدام دول أخرى لهذه الأسلحة".

في المقابل، أكد النظام السوري أمس أنه لن يغير موقفه حتى لو أدى ذلك إلى نشوب حرب عالمية ثالثة. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لـ"فرانس برس": "لن تغير الحكومة السورية موقفها ولو شنت حرب عالمية ثالثة".

وأشار المقداد إلى أن "سورية سيدافع عنها شعبها وجيشها، وقد اتخذت كافة الإجراءات للرد على أي عدوان"، معتبراً أنه "عندما يطلق الصاروخ الأول فلا يمكن لأيٍّ كان أن يحدد ما هي التطورات التي قد تنجم عن ذلك".  ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تقوم الآن بحشد حلفائها للعدوان على سورية، وأعتقد في المقابل أن من حق سورية أن تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف أشكال الدعم".

وقبل يوم من انطلاق قمة الدول العشرين في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، بعث الرئيس الروسي برسائل متضاربة بشأن الأوضاع في سورية. وقال بوتين، في مقابلة تلفزيونية، إن بلاده قد تدعم استخدام القوة ضد الأسد بشرطين، أولهما الحصول على أدلة مقنعة بشأن استخدام النظام للكيماوي، والآخر الحصول على قرار من مجلس الأمن يجيز استخدام القوة، قبل أن يعود ويحذر الكونغرس الأميركي من الموافقة على "العدوان"، متهماً وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ"الكذب".

وفي باريس، دافع رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت، خلال جلسة نقاش من دون تصويت حول الأزمة السورية في الجمعية الوطنية الفرنسية، عن ضرورة القيام بعمل عسكري دولي ضد دمشق، معتبراً أن "عدم الرد يعني تهديد السلام والأمن في المنطقة بأسرها"، داعياً، في الوقت نفسه، إلى رحيل الأسد عن السلطة في إطار حل سياسي.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، في كلمة أمام البرلمان، الولايات المتحدة إلى التحرك ضد النظام السوري، مبدياً تخوفه من هجمات جديدة بالأسلحة الكيماوية يشنها النظام إذا لم يكن هناك رد فعل.

 وبينما أعلن نواب في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني عن الاستعداد لـ"التضحية بأنفسهم إلى جانب الأشقاء السوريين في مواجهة جبهة الكفار"، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، في كلمة أمام مجلس خبراء القيادة، أنه "إذا حدثت مشاكل للشعب السوري فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقوم بواجبها الديني والإنساني لتقديم المساعدات الغذائية والأدوية إلى الشعب السوري"، الأمر الذي اعتبره مراقبون نفياً لإمكانية تورط عسكري إلى جانب نظام الأسد.