"وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند"، بيت شعر شهير للشاعر طرفة بن العبد ينطبق تماما على رجل الأعمال الكويتي ومالك نادي نوتنغهام فورست الإنكليزي فواز الحساوي، الذي لاقى تعسفا غير مبرر من قبل بعض كبار الموظفين الذين لم ينفذوا التعليمات الصادرة لهم بشأن عقد الرعاية الذي كان من المفترض أن يبرم بين إحدى الشركات الوطنية الكويتية التابعة لمؤسسة حكومية والحساوي بصفته مالكاً للنادي الانكليزي، بعد أن وعدت أقطاب حكومية الحساوي بإبرام العقد، لكنه فوجئ بهؤلاء الموظفين يرفضون بشكل غير مباشر تنفيذ تعليمات مسؤوليهم وإبرام العقد بعرقلة الاجراءات وتأخيرها لأسباب غير مفهومة أو معلومة، وربما هم ينفذون فقط تعليمات خارجية جاءت من أشخاص يشنون حرباً ضروساً على الحساوي، بوضع العراقيل أمامه لإجهاض الفكرة مبكراً.

Ad

ومما لا شك فيه أن الحساوي، الذي يمتلك العديد من الشركات الكبرى، كان هدفه الأول وضع شعار إحدى الشركات الوطنية الكويتية على قميص النادي الإنكليزي العريق، باعتبار هذا الأمر خير دعاية للشركات الوطنية الكويتية في المقام الأول، وبعيدا عن التفكير في المقابل المادي الذي سيحصل عليه، والذي لا يقارن بالمردود المعنوي والمادي أيضاً للشركة، خصوصا أن الآلاف في الملاعب الانكليزية بجانب الملايين الذين سيتابعون مواجهات النادي عبر شاشات التلفاز سيشاهدون شعار الشركة على قميص النادي مدة موسم، وهو أمر أكثر من رائع.

 

الحكومات الخليجية تدعم ملاك الأندية

 

ويبدو أن تفكير "صغار الموظفين" لم ولن يرتق إلى مستوى تفكير الحساوي، الذي وضع نصب عينيه مصلحة الكويت وشركاتها في المقام الأول، من خلال الترويج لهما على المستوى العالمي، ولما لا وهو أول رجل أعمال كويتي يمتلك ناديا إنكليزيا، وترتب على هذا الأمر رفع علم الكويت خفاقاً في استاد نوتنغهام فورست إضافة إلى صور سمو الأمير وولي عهده، وهي دعاية أيضا للكويت كدولة وكشعب لا تقدر بمليارات الدولارات، وكان المقابل التعسف مع الحساوي وناديه.

وفي الوقت الذي لاقى فيه الحساوي تعنتا لافتا للنظر في ما يخص عقد الرعاية ومحاولات تكسير المجاديف فإنه يلقى التشجيع والشكر على ما يقوم به في الصحافة الانكليزية، وهو أمر يندى له الجبين خجلاً.

كما اننا نرى خطوات معاكسة تماماً تقوم بها حكومات ومسؤولون في دول مجاورة، فعلى سبيل المثال عندما قام الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بشراء نادي مانشستر سيتي الإنكليزي فتحت له حكومة أبوظبي خزائنها وقامت بشراء حق رعاية الاستاد الخاص بالنادي وكذلك قميص الفريق، لسببين: دعم مالك النادي الجديد، والإعلان عن إمارة أبوظبي بصفة خاصة والإمارات بصفة عامة في هذا المعترك الدولي الذي يحظى بمتابعة الملايين من جماهير الساحرة المستديرة على مستوى العالم.

وبالطبع الأرباح المعنوية لا تقل عن الأرباح المالية، والأمر ذاته ينطبق على الحكومة القطرية التي دعمت مالك نادي باريس سان جرمان الفرنسي ناصر الخليفي بشكل غير محدود، والدعم لن يذهب أدراج الرياح بل جنت الحكومة القطرية أرباحا مضاعفة.

من جانبها، فإن الخطوط الوطنية العمانية قامت بشراء عقد رعاية نادي ويغان الإنكليزي، لأن الحارس العماني علي الحبسي يحمي عرين النادي، وهو دعم لحارس مرمى وليس لمالك ناد!

 

حرب ضروس

 

وعودة إلى الحرب الضروس التي يتعرض لها الحساوي من قبل البعض، وتم التلميح لها في مقدمة هذا التقرير بشكل عابر، فإن الحرب كان يعتبرها الكثيرون مجرد "غيرة" من الحساوي بعد جلوسه على مقعد رئاسة نادي القادسية، لتتم محاربته بقوة بعد توليه المنصب، ومن أقرب المقربين له في النادي، رغم أنه كان أشبه بالبنك الذي يضخ أموالا هائلة لجميع اللعبات، لذلك لم تعان لعبة في عهده الشح المالي الذي يعانيه النادي راهنا، لكن أن تتم محاربة الحساوي بعد تخليه عن منصبه كرئيس للنادي الأصفر، والعمل بقوة على إجهاض عقد الرعاية لناديه الإنكليزي الذي امتلكه بحر ماله، وهو ما نجحوا فيه، وهذه الغيرة وصلت إلى حد الحقد الذي ملأ قلوب هؤلاء، ويجب أن يقفوا أو يوقفوا عند حدودهم.