مرافعة : الأعور والأعمى والأخرس

نشر في 14-04-2013
آخر تحديث 14-04-2013 | 00:01
 حسين العبدالله بعد صدور قانون المطبوعات والنشر في عام ٢٠٠٦ وما تضمنه من عيوب ومثالب قانونية جسيمة وصفته بقانون المطبوعات الأعور، وعندما صدر قانون المرئي والمسموع الذي صدر بعد عام من المطبوعات وصفته بالأعمى، واليوم وبعد أن قررت وزارة الاعلام جمع الاعور والأعمى في قانون واحد يضاف إليهما تنظيم النشر الإلكتروني والسينما والانتخابات تنظيما أمنيا بحتا لا صلة له بتنظيم الإعلام ووسائله، والهدف منه هو إخراس الكتَّاب والصحافيين والمدونين والمغردين في شبكة تويتر وإلا الحبس١٠ سنوات او الغرامات ابتداء من ١٠ آلاف دينار إلى ٣٠٠ ألف دينار!

حقيقة مؤلمة أن يكون الإعلام هو من يسمع ويرى ولا يمكنه أن ينطق وينقل المشاهد الحقيقية للواقع أيا كان، بسبب منع الحكومة لحقوقه الطبيعية التي كفلها له الدستور، وحقيقة الأمر هو أن يقيد المواطن العادي من التعبير عن رأيه الا بشروط بعد أن اشترط مشروع القانون ترخيص المواقع الالكترونية، كما أخضع المغردين على شبكة تويتر والمدونين لعقوبات مشددة إن خالفوا القانون بدعوة تنظيم تلك الحريات بحسب ما قرره الدستور، وهو تنظيم أشبه بالاحتيال على قصد الدستور لمجرد أنه طالب المشرع بتنظيم لتلك الحريات لأن الدستور لم يسمح للمشرع أن يجور على تلك الحريات التي كفلها أصلا وعندما جار قانون التجمعات على المادة ٤٤ من الدستور انتفضت المحكمة الدستورية في وجهه وألغت مخالفاته!

القبول بنصوص قانون الاعدام للحريات الموصوف بالاعور والاعمى والاخرس هو قبول بالملاحقات باسم «القانون» وترحم على نصوص الدستور، والتي أصبحت وللاسف حبيسة أوراقه فقط نردد الحريات التي ينص عليها في العلن فنتباهى بوجودها ونعمل على تطبيق عكسها تماما في قوانينا وهو أسوأ حالات العجز عن ممارسة الحرية،  بأن تدعي أن لك حقا ولا تستطيع أن تمارسه أو تستنفع به الا بشروط «قارصة» وبعقوبات الحد الادنى منها «مغلظة» وإلا فلا مكان لك لممارسة تلك الحريات!

أخيرا أقول للحكومة ومجلس الامة الذي سيوافق على قانون اعدام الحريات في الكويت إن ممارسة الحريات وللاسف ستكون في الخفاء وبأسماء مستعارة، وفي العلن ستكرسون صحافة الصمت والمجاملات وبهما ستنافس اعلامكم الرسمي في «ودع واستقبل ونظم وافتتح»  وستجدون كتاب الرأي بعدما كانوا يجلدون ظهور المسؤولين بالنقد اللاذع «سيقهقهون» على تجاوزاتهم القانونية دون أن يتقدموا خطوة واحدة تجاههم، فهنيئا لكم حريات سيمارسها الاعور والاعمى والاخرس!

back to top