برامج اكتشاف المواهب... لعبة «مقامرة»

نشر في 16-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 16-04-2013 | 00:01
No Image Caption
أين محمد عطية، عمرو قطامش، نسمة محجوب، كارمن سليمان، وغيرهم من مواهب متخرجة في برامج اكتشاف المواهب؟ سؤال يطرح بقوة بعد الغياب الذي يسجل لهذه المواهب واحتجاب الأضواء عنها فور تخرجها، ما يعزز القناعة السائدة بأن القنوات تتخذ من هذه البرامج وسيلة لجني المال عبر كم الإعلانات التي تجلبها.
تؤكد المطربة نسمة محجوب (نجمة «ستار أكاديمي») أن برامج اكتشاف المواهب مجرد وسيلة لجني المال من خلال الإعلانات وتصويت الجمهور، مضيفة أنها لاحظت، من خلال مشاركتها في البرنامج، أن الشركة المنتجة لا تهتمّ بالفائز رغم أنها تفرض عليه توقيع عقد احتكار، وتبدأ البحث عن مواهب جديدة في موسم جديد، لذا رفضت نسمة التوقيع على العقد وبدأت طريق نجاحها بمفردها وقدمت أغاني فردية وشارات مسلسلات...

تشير إلى أن تلك البرامج  يفترض أن ترعى مواهبها لتستطيع الصمود في الوسط الفني، وعدم تركها في بداية الطريق من دون أي دعم مادي أو معنوي.

بدوره يعزو الشاعر عمرو قطامش (نجم» أراب غوت تالنت») اختفاء المواهب التي تفرزها تلك البرامج إلى سببين: تقيّد الجهة المنتجة الفائز بعقد احتكار قاتل لموهبته، «ففي «أراب غوت تالنت» طلبوا مني عدم الظهور في أي قناة مصرية، فرفضت التوقيع وقررت شق طريقي بنفسي، للأسف غيري يقبل، ما يفسر لماذا تختفي المواهب».

يضيف: «السبب الثاني ارتباط السوق بالجهة المنتجة التي ينبغي عليها توفير مكان مميز للموهبة الفائزة، يتلاءم مع طبيعتها»، منتقداً طريقة تقديم كارمن سليمان في الكليب الأول لها، «إذ ظهرت في صورة لا تتلاءم مع سنها، مع تقديري لموهبتها الرائعة».

لهاث وراء المال

يرفض وكيل أول نقابة الموسيقيين في مصر رضا رجب تلك البرامج التي تلهث وراء جني الأموال، حتى لو قتلت المواهب، لمصلحتها المادية وجذب الإعلانات ومشاركة شركات الاتصالات في الربح العائد من رسائل التصويت، واصفاً تلك البرامج بـ»لعبة المقامرة» التي تستغل المواهب لأجل الربح، من دون الاهتمام بصناعة نجم ورعايته لينجح.

من جهته ينتقد الموسيقار حلمي بكر برامج اكتشاف المواهب، ويعتبرها استعراضات لإشعال صراعات بين الشباب، كنوع من الدعاية، وهي لعبة مكشوفة لجذب الإعلانات.

يشير إلى أن هذه البرامج يجب أن تنقسم إلى ثلاث مراحل: الأولى إعداد النجم ويشارك فيها الجمهور، الثانية ضربة حظ للاختيار بين المشتركين، الثالثة الفرصة، مؤكداً أن صناعة النجم لا يجب أن تنتهي بفوزه، إنما تعد تلك خطوة أولى على طريق مستقبله ونجاحه، ما يعني ضرورة دعمه لضمان استمراريته ومواجهة تحديات الساحة الفنية.

أما الموسيقار والناقد زين نصار فيرى أن هذه البرامج ينقصها الإعداد الجيد لتحقق غرضها في اكتشاف مواهب حقيقية، صناعة نجوم، ضخ دم جديد في الفن، يقول: «كانت الإذاعة المصرية تؤدي هذا الدور منذ إنشائها في الثلاثينيات، ومعظم أباطرة الفن في مصر عرفهم الجمهور عبر برامجها».

يضيف: «لضمان نجاح هذه النوعية يجب أن يكون المشرفون على لجان التحكيم من المتخصصين أكاديمياً ليكون قبولهم للمتسابق أو رفضهم له مبنياً على أسس أكاديمية وليس على أهواء شخصية، لا سيما أن نجاح المطرب اليوم تحول من الصوت الجميل والإحساس باللحن إلى الشكل والحركات التي يقوم بها».

يطالب زين بضرورة الاهتمام بالصوت الجميل، لافتاً إلى أن عدم متابعة الموهبة بعد فوزها يجعلها تضل الطريق، وأنه كان عضواً في لجنة التحكيم في الإذاعة المصرية التي اكتشفت كارمن سليمان، ولكن والدتها أرادت أن تخوض تجارب أخرى مثل «أراب أيدول».

ميديا حديثة

يرى الناقد الفني حسام عقل أن برامج اكتشاف المواهب جزء من الميديا الحديثة ومنظومة الفضائيات، بغية الدفع بمواهب جديدة في المجالات كافة.

يضيف: « أؤيد هذه البرامج لأنها تشكل تنافساً شريفاً وتكسر حالة الجمود في الوسط الفني وهي مفيدة كونها موردا مالياً للقنوات من خلال الإعلانات، ورسائل التصويت».

يشير إلى أن رأس المال بطبيعته جبان ولا يغامر بالدفع بأسماء جديدة بسهولة، بل يعتمد على الأسماء المتداولة المعروفة، «هنا يبرز دور وزارة الثقافة والمؤسسات الرسمية، في احتضان تلك المواهب، ورعايتها لتصل إلى مستوى الأداء الاحترافي المطلوب».

back to top