«بيريوس» يشتري فروع مصارف قبرصية باليونان
بعد مفاوضات طويلة، اشترى مصرف بيريوس اليوناني فروع بنك قبرص وبنك لايكي -أو البنك الشعبي- القبرصي ومصارف أخرى أصغر في اليونان، وذلك استجابة لطلب من الحكومة والمصارف اليونانية، كما ورد في بيان أصدره المصرف.وأوضح البيان أن الهدف من العملية هو الحفاظ على استقرار النظام المصرفي في اليونان وحماية الودائع في المصارف القبرصية، وإظهار التضامن اليوناني مع قبرص في الأزمة التي تمر بها.
ووفقاً لأستاذة الاقتصاد بجامعة بانديون في أثينا أنديغوني ليبراكي، فان هناك على ما يبدو رغبة من بنك بيريوس في تقوية موقفه وإظهار كمية أكبر من الودائع لديه لكي يكون أقوى حينما تتمّ إعادة رسملة المصارف اليونانية، وهو قد جمع نسبة 10 في المئة المطلوبة منه للعملية.واعتبرت أن عملية الشراء يمكن أن تشكل عبئاً إضافياً على المصرف من خلال آلاف الموظفين الذين سيضافون إلى طاقمه الحالي، مشيرة إلى أن الطاقم الحالي للمصرف زائد عن المطلوب.وقالت ليبراكي إن شراء المصارف الصغيرة شبه المفلسة أو التي تعاني مشكلات أخرى، كانت ولاتزال سياسة مصرف بيريوس منذ فترة طويلة، مشككة أن هذه السياسة ستعود على المصرف بفوائد على المدى البعيد. ومن جهته اشار أستاذ الاقتصاد والتنمية بجامعة أثينا عبداللطيف درويش، في حديث للجزيرة نت، إلى مسؤولية يونانية عن تعثر النظام المصرفي القبرصي وذلك عبر السندات المالية غير المغطاة وتبلغ قيمتها مليارات اليورو، والتي اشترتها قبرص عبر ألمانيا، أي انه تمّ التغرير بها من خلال إعطائها بسعر تفضيلي، كما أن مصرف لايكي القبرصي قدم قرضا لليونان بمبلغ 5.5 مليارات يورو، وهو ما يؤكد مسؤولية اليونان في الأزمة القبرصية.عمليات انتقائية وأضاف درويش أن عمليات شراء المصارف المتعثرة تكون انتقائية لا شاملة، حيث إن المصارف حين تشتري مصارف أخرى متعثرة، فهي لا تشتري المصرف بأكمله، بل المنتجات المصرفية المربحة، أو ما يسمى القسم الجيد، مثل القروض التي أعطيت للحكومات وبالتالي فلها وضعية ثابتة. أما المنتجات التي يظهر المصرف فيها عجزاً مثل قروض العقارات وغيرها فهي غير مرغوبة، موضحاً أن لدى هذه الفروع القبرصية مخزوناَ مالياً يقدر بـ13 مليار يورو ستستفيد منها اليونان.واعتبر أن العملية محاولة لامتصاص غضب أربعة آلاف موظف يوناني يعملون في فروع المصارف القبرصية باليونان، لكنه أكد أن جزءا كبيراً من هؤلاء الموظفين سيفقد عمله لأن حجم السوق اليوناني المصرفي لا يتحمل وجود فروع كثيرة لمصرف واحد بمنطقة واحدة، كما أنها محاولة لامتصاص غضب آلاف المودعين اليونانيين بالمصارف القبرصية في اليونان وقبرص.وكان «بيريوس» تأسس عام 1916 كمصرف خاص حتى تحول عام 1975 إلى «حكومي» ثم تمت خصخصته عام 1991، ومنذ ذلك الحين وهو يشهد نمواً ملحوظاً.وخلال الأعوام الـ15 الماضية اشترى «بيريوس» تسعة مصارف متعثرة باليونان، مما حوله إلى موقع ثالث أكبر مصرف بالبلاد، ويتوقع أن يصل إلى المركز الثاني مع شراء فروع المصارف القبرصية باليونان.كما أن لـ»بيريوس» 13.348 فرعاً في عشر دول، تخدم حوالي ستة ملايين عميل، كما يعمل بمختلف فروعه ما يقارب 18.800 موظف.(الجزيرة نت)