غيّب الموت أمس الدبلوماسي المصري البارز أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس الأسبق حسني مبارك، عن عمر يناهز 82 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.

Ad

وتولى الباز الملف "الفلسطيني– الإسرائيلي" في الإدارة المصرية لفترة طويلة، وعُرف عنه خطابه الإصلاحي، أمام معظم النخب المصرية، بخلاف شخصيات متعددة كانت قريبة من النظام، لكن خروجه من المشهد السياسي يظل مُحاطاً بعلامات استفهام، بعدما قرر مبارك عام 2005 خروج الباز من مؤسسة الرئاسة، بناء على نصائح مَنْ حوله وقتذاك، الذين أوهموه أن الباز سيكون العقبة الحقيقية في ملف التوريث.

وكان الباز أحد الذين تنبأوا بحدوث ثورة شعبية، بسبب حالة الاقتصاد السيئة، وكان يعلم أنه في حال توريث جمال مبارك للحكم، ستكون هناك خطة انقلاب عسكري من قبل الجيش، الذي كان يرفض التوريث.

وُلد الباز، في إحدى قرى محافظة الدقهلية، عام 1931، حصل على ليسانس الحقوق 1954، ودكتوراه في القانون العام من أميركا 1962، بدأ حياته العملية بالعمل وكيلاً للنيابة، ثم عين سكرتيراً ثانياً بوزارة الخارجية 1958، ووكيلاً للمعهد الدبلوماسي، ثم مستشاراً سياسياً لوزير الخارجية، ويعد أصغر من حصل على درجة سفير عام 1975.

وكان الدبلوماسي الراحل أحد مستشاري مركز الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية في مؤسسة الأهرام، ومديراً لمكتب الأمين الأول للجنة المركزية للشؤون الخارجية، ثم مقرراً للجنة الشؤون الخارجية المنبثقة من اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، ومديراً لمكتب نائب رئيس الجمهورية، ثم مديراً لمكتب الرئيس للشؤون السياسية، ووكيل أول وزارة الخارجية، كما شارك في مفاوضات "كامب ديفيد" وصياغة معاهدة السلام 1979، وهو شقيق عالم الجيولوجيا في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) فاروق الباز.

وشاركت الرئاسة المصرية أمس في تشييع الباز من مسجد السيدة نفيسة، حيث حضر الجنازة المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت أحمد المسلماني، كما كان في مقدمة المشيعين رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور عمرو موسي.