ابتعدت عن الساحة الفنية طويلاً، ما السبب؟

Ad

واجهت ظروفاً صعبة رافقت مسرحيتي «دعوة عشاء» التي شاركت فيها في «مهرجان الكويت المسرحي العاشر» (2008)، إذ اعتذر الفنانان خالد أمين وأحلام حسن لظروف خاصة، فأجريت تدريبات على مدى سبعة أيام فقط مع الفنانين باسمة حمادة ومحمد الرشيد حتى استطعت تقديمها في المهرجان، وقد صمم الديكور د. عبد الله الغيث.

بعد هذه التجربة توقفت لمراجعة حساباتي، إذ جاملت بتقديم مسرحية من دون أن تأخذ فترة تحضير كافية لتنضج فنياً، فسافرت إلى لندن لإكمال دراستي العليا، وعدت الآن إلى الكويت، واستعد للمرحلة المقبلة وهي الدكتوراه.

وماذا في جعبتك بعد العودة؟

خوض غمار الدراما التلفزيونية، بعدما لمست النضج الشبابي والإبداعي في المهرجانات، والحضور الكثيف لأفكار هذا الجيل المحترف، والتقنيات الجميلة في الإخراج التلفزيوني، فاستفزّني ذلك كله للمشاركة في هذه الحقبة الشبابية الإبداعية.

ولأن دمي وطني وروحي كويتية أصيلة منذ بداية كتاباتي للمسرح في «عاشق البوم» و{بنت عيسى» و{دعوة عشاء»، أردت كتابة عمل درامي تلفزيوني عن الكويت، بعد الانشقاق السياسي الذي يشهده البلد.

كيف انبثقت الفكرة؟

عندما رأيت المخرج علي حسن متحمساً لتقديم قصة بطولية لشهداء القرين في فيلم سينمائي، ولم يغب الموضوع عن فكري لفترة سنتين، فارتأيت  من الأهمية بمكان كتابة هذه القصة على شكل دراما تلفزيونية، واتفقت مبدئياً مع إحدى الشركات الضخمة لإنتاج المسلسل الذي أطلقت عليه اسم «فرسان المسيلة».

ما المراحل التي قطعتها الخطوات التنفيذية؟

 يحتاج المسلسل إلى تحضير وجلب مواد من مكتب الشهيد، ولقاءات مع أسر الشهداء، ثم أنا بطيء في كتابة الإبداع الفني واحتاج إلى أجواء وبيئة خصبة لكتابة السيناريو والحوار، لا سيما أن القصة ملحمة وطنية بطولية لا تقل حجماً عن الأفلام السينمائية الملحمية في أميركا وبريطانيا، لذا تأجل ليأخذ حقه في التحضير الجيد.

إلى متى التأجيل؟

بصراحة، للشركة ارتباطات في أعمال أخرى، ومن الصعوبة أن تنتظر إلى رمضان 2014، ففضلت تأجيل إنتاج المشاريع الخليجية ثلاث سنوات.

ما مصير المسلسل إذاً؟

أنا ماض في كتابة النص لأنني لن أرضى بأن يصاب ابني بالسرطان وأتركه يموت، وضعت «شجرة العمل» كاملة كذلك التصور العام وكتبت الحلقات الأولى، ووصلت إلى مرحلة تفريغ المواد التي سجلتها مع أهالي الشهداء والأخ سامي العلوي والخلية الموجودة مع الزملاء في بيت القرين، سيكون النص جاهزاً للتنفيذ في أغسطس المقبل.

أتمنى أن تتبنى الحكومة هذا العمل الوطني الضخم ليكون تحت مظلتها من الألف إلى الياء. فالكويت تستحق أن نتذكر أبطالها الذين استشهدوا في ذلك اليوم.

من وفّر لك المعلومات؟

مكتب الشهيد الذي وفّر لي كل ما احتاج إليه ومن الواجب شكره على تعاونه الراقي، لا سيما الوكيل المساعد في الديوان الأميري المدير العام لمكتب الشهيد فاطمة الأمير وعماد المنصور، في الإطار نفسه أشكر المخرج علي حسن وسامي العلوي.

لماذا تحرص على تقديم عمل وطني  في هذا الوقت بالذات؟

لا تحتاج الكويت إلى عمل فني يعرض في شهر رمضان فحسب بل إلى الوحدة الوطنية، لذا يتوجب علينا تقديم أعمال وطنية. في المناسبة، أشكر المخرج محمد دحام الذي قدم العام الماضي مسلسل «ساهر الليل: وطن النهار»، ولا ننسى «عيال قرية» لأحمد جوهر ومسرحيته «مخروش طاح بكروش»، وفيلم «السدرة» للمخرج وليد العوضي.

ماذا عن «مسلسل حكايات كويتية»؟

عبارة عن قصص حقيقية كتبها العم والمعلم والأديب الراحل عبد الله النوري في كتابه «يوميات كويتية». إنه مسلسل «لايت» جميل يحتوي على أكثر من 30 قصة أرغب في تقديمها في شهر رمضان المقبل بعد الإفطار على أي قناة فضائية، ليستمتع بها أهل الكويت من كبار وشباب وأطفال.

كيف تقيّم المهرجانات المسرحية؟

تتميز هذه المهرجانات بحضور الفنانين وتقديم مسرحيات على الخشبة بدلاً من أن تُهجر، عدا ذلك فهي لحظية غير مركزة، لا تتوافر  أعمال تحمل هوية معينة في كل مهرجان، إنما كل مشارك يقدم فكرته. أتمنى أن تتطور هذه المهرجانات وتخصص في كل دورة هوية معينة، مثلاً الأولى عن أعمال شكسبير، الثانية من التراث المحلي، الثالثة عن أعمال آرثر ميللر، الرابعة من المسرح الإيطالي، الخامسة من المسرح الفرنسي، السادسة مسرح العبث وهكذا، ليكون التقييم سليماً للعروض المشاركة  ضمن بيئة واحدة.

متى العودة إلى المسرح؟

ثمة فكرة مسرحية جميلة للدكتور حمد الهباد، عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية سابقاً، هي سيمفونية لقصيدة رائعة بعنوان «قاتل الله أمها وأباها» للشاعر الكبير الراحل فهد العسكر، عمل الهباد خليطاً جميلا من الموسيقى في التعبير عن هذا النص موسيقياً، ونفذ د. عبد الله الغيث السينوغرافيا والديكور، وتلاقت الأفكار بالتواصل معي نحو عمل مسرحي تعبيري، يحمل المقولة الشعرية والموسيقى التصويرية والأداء التمثيلي، نحن بصدد تحضيره ليعرض في مطلع 2014.