المرأة وقضية العادات والتقاليد

نشر في 24-03-2013
آخر تحديث 24-03-2013 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود:

 الصراع المجتمعي حول إسقاط قانون منع الاختلاط في الجامعات والكليات هو الذي سيسيّر التفاعل البرلماني حول المقترح النيابي وليس العكس.

***

يجب على الهيئات النسوية في الكويت استثمار إعلان لجنة المرأة في الأمم المتحدة في دورتها الـ57 الصادر في 14 مارس 2013 والذي وسع نطاق تعريف العنف ضد المرأة ليشمل مناهضة (التذرع بأي من الأعراف أو التقاليد الاجتماعية لتبرير العنف ضد المرأة) كتزويج القاصرات، والختان، والقتل بدافع الحفاظ على الشرف، وإخفاء إحصاءات التحرش الجنسي والاغتصاب بدافع الستر والتقاليد الاجتماعية.

من المؤسف بالطبع أن يمر هذا الفتح الجديد في نطاق الدفاع عن المرأة من كافة أشكال العنف مرور الكرام في الكويت دون أدنى تفاعل من أي جمعية نسوية أو حقوقية، سواء من جهة التوعية الإعلامية بالحدث أو الشروع في بحث ما تتعرض له المرأة الكويتية لبعض مظاهر العنف الاجتماعي ذي الصلة بالعادات والتقاليد، والعنف كمفهوم أصبح واسعاً يشمل التمييز على أساس الجنس.

من المهم جداً فحص إحصاءات وزارة العدل ولجنة الاستشارات الأسرية التابعة لها بشأن أشكال العنف التي تمارس ضد المرأة، وتصنيف طبيعة تلك السلوكيات من خلال القضايا المنظورة في القضاء، كما أنه من المهم جداً معرفة ما يتم تسجيله في سجلات المخافر من قضايا يجري لاحقا حلها (ودياً) بالضغط على المرأة تحت ذرائع الستر والعيب الاجتماعي، وهي مشاكل لا تجد طريقها إلى المحاكم بسبب تدخل أطراف من ذوي الشاكين.

أتمنى من أعضاء لجنة الأسرة والمرأة في مجلس الأمة بحث هذا الإعلان الدولي للجنة المرأة في الأمم المتحدة، ودعوة كل الجمعيات النسائية لسماع وجهة نظرها تجاه ما تتلمسه من مشكلات ومظاهر عنف تجري ممارستها ضد المرأة الكويتية، بدافع التقاليد والعادات، وطلب الإحصاءات القضائية من وزارة العدل الخاصة بهذا الملف، وفحص ملفات السجينات في المؤسسة الإصلاحية ومعرفة ظروف سجنهن، إضافة إلى دعوة المسؤولين في وزارة الخارجية لسماع وجهة نظر الحكومة في هذا الموضوع لتثبيت كلمة مندوب الكويت في اللجنة الدولية ومعرفة طبيعة التصويت على الإعلان.

يبقى القول إن أكثر من 130 دولة صوتت بالموافقة على الإعلان المذكور، بل إن دولاً كالبرازيل وجنوب إفريقيا تنازلت عن قضايا مجتمعية فيها، كزواج المثليين، وحق الإجهاض، والحرية الجنسية للفتيات؛ لكي لا تتضمن الإعلان الذي ذكرناه حتى لا تعرقل صدوره دول أخرى لا تؤمن بتلك القضايا الخلافية، فكان أن نجا وصدر للعلن، وفازت المرأة بنجاح جديد يحميها من العنف.

back to top