على الرغم من العد التنازلي لموعد الانتخابات والأجواء الفاترة التي تواكبها، وحالة الإحباط الشديدة التي تعتري أعداداً كبيرة من المواطنين من النتائج المتوقعة وتداول ثقافة عدم استمرار المجلس القادم من الآن، رغم كل هذه السلبيات أتمنى من شبابنا في جميع الدوائر الانتخابية القيام بمبادرة قد تعيد نفحة أمل لمشروع وطني مستقبلي، وتوجيه رسالة أعتقد جازماً أنها سوف تحرّك بعض المياه الراكدة والآسنة في واقعنا السياسي.

Ad

وهذه الدعوة موجهة تحديداً إلى الشباب في دوائر التواصل الاجتماعي ممن يقضون ساعات طويلة في النقاش وتبادل الرأي في الشأن السياسي بشكل عام والشأن الانتخابي بشكل خاص، وتتمثل هذه المبادرة بالإعلان عن صندوق انتخابي في كل دوائر يدّون فيه الشباب أسماءهم، ويضعون مجموعة من المعايير الخاصة بمرشحهم المفضل تقوم على نظافة اليد ونزاهة الضمير والطرح الوطني وهموم الوطن والمواطنين.

وبعد ذلك يقومون فيما بينهم بتقييم هؤلاء المرشحين بطريقة موضوعية ويستقرون في نهاية المطاف على أحدهم، ويتعهدون فيما بينهم للتصويت له بعيداً عن أي اعتبارات فئوية أو اجتماعية أو مذهبية.

وفي رأيي، فإن تدوين الأسماء العلني من شأنه أن يوصل رسالة مباشرة وصريحة بأن هؤلاء الشباب بانتماءاتهم المختلفة ومشاربهم المتنوعة سوف يشاركون باسم الكويت، وسيصوتون على نواة لمشروع وطني قادم، ولو نجحت هذه التجربة فإنها بالتأكيد سوف تكون آلية فعالة لتهذيب الخطاب السياسي للكثير من المرشحين في المستقبل، وتعزيز روح الأمل بأن الشعارات الانتخابية وعناوين حسن الاختيار سوف تجد طريقها عملياً وميدانياً، وأن الشباب بالفعل قادرون على التغيير. كما أن إيصال خمسة مرشحين على الأقل في الدوائر الانتخابية المختلفة وفق هذه المبادرة من شأنه أن يجعل من هؤلاء النواب القادمين شخصيات متميزة بالفعل في المجلس القادم، وأنني على يقين بأن هذه النوعية من الفائزين سوف يقودون العمل في البرلمان.

ومبادرة من هذا النوع ليست مستحيلة على الآلاف من شباب التواصل الاجتماعي، خصوصاً إذا كانت مبنية على قناعات مشتركة فيما بينهم، وقد تكون بالفعل نجم الانتخابات القادمة بلا منازع، وأفضل رد واقعي وعملي على مهازل وجرائم الفرعيات وشراء الأصوات والتجارة بالدين والتغني على الطائفة والقبيلة والعائلة.