هدف ملتقى «منمنمات: شهر لسورية» إتاحة الفرصة للفنانين السوريين للقاء وتبادل الخبرات، وعرض أعمالهم الفنية على الجمهور في فضاء مفتوح على الإبداع والحوار، وتشجيع التبادل الفني بين الفنانين والمعنيين بالتنظيم والتنشيط الثقافي.

Ad

يتضمن الملتقى فعاليات فنية متنوعة وغنية، تضم عروضاً خاصة من مجموعات مؤسستي «دولتي» و{كياني»، ويقدم الملتقى بالتعاون مع «دار الإقامة الفنية في عاليه» مجموعة من أعمال التشكيليين السوريين الشباب الذين شاركوا في برنامج الإقامة خلال العام الماضي لإلقاء الضوء على أحدث التجارب التشكيلية السورية الشابة. من المشاركين في المعرض: ميلاد أمين، خالد البوشي، أنس حمصي، عادل داوود، جيلان الصفدي، حسين طربيه، هبا العقّاد، محمد عمران، جورج قبرصلي، ربيع كيوان. كذلك يتضمن الملتقى معرضاً للفنان السوري وسيم غريوي، الذي يقترح عرضاً للجوانب الحيوانية في السلوك البشري الغرائزي كالحياة والموت والبقاء.

يسلط «منمنمات: شهر لسورية» الضوء على عروض مسرحية جديدة، فيقدم عرض «الغرف الصغيرة» للمخرج وائل قدور بعد عرضه مباشرةً في عمان، وعرض «المراقب» الذي نال استحسان الجمهور في دمشق، كذلك تقدم مؤسسة «اتجاهات.. ثقافة مستقلة» بالتعاون مع مؤسسة «الثقافة في البرج» الألمانية عرضاً تقديمياً لمشروع (الآن، هنا... ك) الذي يعتمد موضوع الرحيل وحكاياته كمادة خام في إنتاجه.

 يقدم الكاتب الفارس الذهبي في كتابه الأخير نصين مسرحيين من زمن الربيع العربي، يتحدثان (وبشكل منفصل بكل مسرحية) عن شكل من أشكال القهر الاجتماعي والسياسي والنفسي الذي تعرضت له شخصيات من مجتمعاتنا. في المسرحية الأولى «زفرة السوري الأخيرة» يحدثنا الكاتب عن آلية القهر وما فعلته بشعوبنا عبر الحزب الواحد ومبرراته لذلك، وفي الثانية «صهيل الحصان العالي» يحدثنا عن خطوات بناء الجلاد القامع منذ بداياته وحتى سقوطه الحتمي كما افترض المؤلف. في الكتاب مسرحيتان سياسيتان تخوضان في عمق الربيع العربي وثوراته.

سما وكون

جمهور الرقص المعاصر على موعدٍ مع فرقتي «سما» و{كون» في العرض الراقص «سيلوفان» الذي يناقش فكرة الأثر الذي تتركه الحروب على الأجيال الشابة، منطلقاً من التجربة السوريّة وما عاشه الشباب خلال هذين العامين. إحدى أهم الأفكار التي يناقشها العرض الهجرة بمفهومها الأوسع (الانتقال من مكان إلى مكان، داخل سورية أو خارجها) أو الهجرة النفسية والعيش في حالة غربة داخل الوطن. «سيلوفان» نتيجة شراكة بين فرقة «كون» المسرحية السورية وفرقة «سما» السورية للمسرح الراقص. قدم العرض داخل سورية خلال الأحداث التي يشهدها البلد بمنحة إنتاجية من «آفاق».

يقدم الملتقى أيضاً حفلات موسيقية لفرق ذات أذواقٍ فنية متنوعة: «طنجرة ضغط» التي تطلق C.D جديداً، «فريق الأطرش» و{لتلتة» في ليلة هيب هوب عربي، إضافة إلى حضورٍ خاصٍ لنيسم جلل مع ضيوف موسيقيين من لبنان، وحفلة مميزة لفرقة «حوار» التي تشارك جمهورها بعد طول غياب.

ويطلق ملتقى منمنمات مساحة عرض بعنوان «اليوم المفتوح: سورية في قلب العالم، سورية من كل العالم»، بغية إفساح المجال لكل من يرغب من فنانين ومبدعين من العالم بمشاركة أعمالهم الفنية المخصصة لسورية أو التي تم تنفيذها في سورية أو في سياقاتٍ ومقاربات فنية مرتبطة بتعزيز وإظهار الممارسة المدنية للشعب السوري.

حكايات سورية

يختتم الملتقى فعالياته بقراءات مسرحية لنصوصٍ للراهب السوري نبراس شحيّد، تقوم بقراءتها الفنانة والممثلة اللبنانية حنان الحاج علي بعنوان: «حكايات سوريّة من لبنان}. ويقول الراهب والكاتب السوري نبراس شحيد في إحدى مقالاته... واصفاً درب آلام الكلام، {حيث تفتدي الجثث الأحياء، وتبعث اللغة حية ترزق مميطةً عنها كل أشكال العنف: من العنف الرمزي إلى الواقعي مروراً بالعبثي. لغة تنطق وكلمات تفعل في وحدات ثلاث: سورية الزمان وسورية المكان وسورية الحدث، ذروة لتراجيديا واقعية وغير قابلة للتصديق vraie mais invraisemblable، فهل تكون قراءتها مسرحياً ممكنة؟».

الممثلة حنان الحاج علي تغريها التجربة، تجربة الراهب وهي التي كتبت في إحدى المرات قائلة: «أنا ممثلة، باطني ممثلة وظاهري محجبة، أي محجبة شكلاً وممثلة مضموناً، ويمكننا اعتبار الأمر معكوساً... أي محجبة مضموناً وممثلة شكلاً... هل في ذلك تناقض، تعارض، استثناء طارئ. شخصياً، أرى في الأمر حالة حقيقية لا تتطابق مع النماذج السائدة، وتطرح بعمق وبحدة المشكلة المعقدة للهوية.»