العراق: هجمات على المساجد والجيش يستعيد سليمان بك

نشر في 27-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 27-04-2013 | 00:01
No Image Caption
• مقتل 19 وإصابة العشرات • البرلمان يحقق في «الحويجة» • مقتل قيادي في «القاعدة» ومساعده

صبيحة ليلة من المواجهات الدامية تمكن خلالها الجيش العراقي من استعادة ناحية سليمان بك في محافظة صلاح الدين، استيقظ العراقيون أمس على موجة من الهجمات المنظمة على عدة مساجد، بينما بقي التوتر على أشده بين السلطات والمحتجين، بعد أربعة أيام من اشتباكات هي الأعنف منذ انسحاب القوات الأميركية في ديسمبر 2011.

بينما وصل وفد من البرلمان العراقي إلى مدينة كركوك لتقصي الحقائق ومتابعة تداعيات أحداث اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، الذي أدخل البلاد في دوامة عنف غير مسبوقة منذ 2011، استهدفت سلسلة هجمات 5 مساجد عراقية أمس، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بجروح، بينما أسفرت هجمات عدة مناطق ضد قوات الأمن عن مقتل 4 جنود و7 مسلحين ومدني.

وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «أربعة مصلين قتلوا وأصيب 36 بجروح، بانفجار عبوة ناسفة داخل جامع الكبيسي في منطقة الشرطة الرابعة في غرب بغداد»، مضيفاً أن «مصلياً آخر قتل وأصيب ستة بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند جامع الشهيد يوسف في منطقة الشعب في شمال شرق بغداد»، كما قتل شخص وأصيب خمسة لدى خروج المصلين من جامع مالك الأشتر في المنطقة ذاتها.

كما أعلن المصدر عن مقتل عراقي وإصابة ثلاثة بانفجار عبوة ناسفة عند جامع الرزاق في ناحية الراشدية الواقعة إلى الشمال الشرقي من بغداد.

وجاءت هذه الهجمات في وقت كان المتوقع أن تخرج تظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء من هذه المساجد، على خلفية عملية اقتحام اعتصام في ساحة الحويجة (55 كلم غرب كركوك) يوم الثلاثاء قتل فيه 50 متظاهراً.

وساطة

في هذه الأثناء، استعادت قوات الأمن أمس السيطرة على ناحية سليمان بك القريبة من مدينة تكريت التي سقطت الأربعاء في أيدي مسلحين، وبدأت بالدخول إلى الناحية التابعة لمحافظة صلاح الدين بعد خروج المسلحين منها إثر وساطة بين الجانبين.

وقال قائمقام قضاء الطوز شلال عبدول بابان إن "قوات الأمن العراقية بدأت الدخول تدريجيا إلى ناحية سليمان بك" (150 كلم شمال بغداد) التي سيطر عليها مسلحون الأربعاء قبل أن يغادروها فجر الخميس، مضيفاً أن "انسحاب المسلحين جاء بجهود العشائر ومحافظ صلاح الدين أحمد عبدالله عبد الذين تمكنوا من إخماد الفتنة".

وأعلن عبدول عن إصابة ستة أشخاص بجروح إثر قيام مروحية تابعة للجيش فجر أمس بإطلاق نار على منزل اشتبه بوجود مسلحين على سطحه داخل سليمان بك.

استهداف الأمن

في هذا الوقت، تواصلت الهجمات ضد قوات الأمن في أنحاء عدة من البلاد، في إطار موجة العنف التي اندلعت عقب اقتحام ساحة اعتصام الحويجة.

وقتل ثلاثة من عناصر الشرطة الاتحادية وأصيب ثمانية آخرون بجروح في اشتباكات مع مسلحين في الفلوجة غرب بغداد مساء أمس الأول.

وقال المقدم في شرطة الفلوجة ياسر الجميلي أمس إن "ثلاثة من عناصر الشرطة الاتحادية قتلوا وأصيب ستة آخرون بجروح جراء اشتباكات وقعت ليل أمس"، موضحاً أن "المسلحين من أبناء العشائر سيطروا ليلة أمس (الخميس) على ثلاث نقاط تفتيش على الأطراف الخارجية في غرب وشرق وجنوب الفلوجة، بعد أن فر عناصر الشرطة الاتحادية منها".

الفلوجة

وجرت مساء الأربعاء اشتباكات عنيفة عند أطراف الفلوجة بين الشرطة الاتحادية ومجموعات مسلحة انتهت عند منتصف الليل، تخللها قصف بقذائف الهاون واستخدام الأسلحة الرشاشة.

كما قتل جندي وأصيب اثنان من الشرطة في هجوم مسلح على نقطة تفتيش مشتركة في قرية الشيخ حمد في الشرقاط (290 كلم شمال غرب بغداد).

وأصيب أيضا ثلاثة من الشرطة في هجوم استهدف نقطة تفتيش عند المدخل الشرقي لتكريت (160 كلم شمال بغداد)، قبل أن يصاب خمسة آخرون بانفجار عبوة في المكان ذاته، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.

وفي سامراء (110 لكم شمال بغداد) قتل مدني وأصيب اثنان بجروح في هجوم على نقطة تفتيش للشرطة، مساء أمس الأول أيضاً.

وأعلن ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي أمس عن مقتل سبعة مسلحين في ثلاث هجمات استهدفت فجراً مناطق متفرقة إلى الجنوب من مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).

وقتل في العراق منذ الثلاثاء 191 شخصا، وأصيب أكثر من 300 بجروح في هجمات متفرقة، ليرتفع إلى 406 عدد الذين قتلوا في العراق منذ بداية أبريل بحسب حصيلة «فرانس برس».

في السياق، أعلن مصدر أمني في محافظة ديالى أمس عن مقتل قيادي في تنظيم «القاعدة»، وإصابة اثنين من مساعديه باشتباك مع قوة من الجيش شمال بعقوبة.

مزالق خطيرة

سياسياً، حذرت المرجعية الشيعية في العراق برئاسة علي السيستاني أمس من جر العراق إلى مزالق خطيرة، مشددة على ضرورة أن يتحمل البرلمان العراقي مسؤوليته كونه ممثلا للشعب في حل المشاكل التي تواجه البلاد.

وقال معتمد المرجعية أحمد الصافي، أمام آلاف من المصلين في صحن الإمام الحسين بمدينة كربلاء، "لابد من اجتماع الكلمة والرأي الصائب من أجل عدم انجرار البلاد إلى مزالق خطيرة"، مضيفاً: "أي قطرة دم بريئة سواء بالشارع أو المقهى أو حسينية أو مسجد من مواطن مدني أو عسكري يكون الذي سفكها مدان ويتحمل كامل المسؤولية»

(بغداد، كركوك- أ ف ب،

يو بي آي، رويترز)

back to top