دخلت الأحداث التركية على الخط لتنضم إلى تلك القضايا التي كشفت تسلل طائفيتنا وعنصريتنا وازدواجية معاييرنا، كم نحن غريبون وكم نحن فارغون!
نتدخل في كل مكان ونعطي رأينا الذي نعتقد أنه مهم في كل وقت وعن طريق أي وسيلة، ولا نرضى أن يتحدث عنّا أحد، بل المصيبة أننا نخشى أن نتحدث عن أنفسنا، لنخدع أنفسنا ونضع رؤوسنا على الوسادة ليلاً ونستطيع أن ننام بعد أن نقول لأنفسنا، الله يديم علينا وحالنا أحسن من غيرنا.دخلت الأحداث التركية على الخط، لننشغل في ما بيننا ونحلل أن الصراع هناك طبقي، لا بل هو فكري بين الإسلاميين والعلمانيين، ونظل نحلل كما نشاء وكما نريد، ونضع الأسباب ونرفع أعلام الأحزاب التركية على مقدمة تغريداتنا، ونحن نخشى أن نتحدث عن فساد مسؤولينا، نخشى أن نتساءل عن أموال خطة التنمية، ونخشى أن نقول إن لدينا فساداً، وإن قلناه أكملنا بأنه ظاهرة صحية كما قالت سلوى الجسار في ما مضى.وبعد أن نفرغ من تركيا، نذهب إلى سورية... وأعان الله أهل سورية، التي أصبحت معركة بالإنابة، وأصبحت "ديربي طائفي" بامتياز، وصراعا تغذيه الدول التي لا تملك ديمقراطيات بهدف إرساء الديمقراطية كما هو الظاهر، ويشعله تصفيقات الجمهور الذي إن ذكرت كلمة ديمقراطية في بلده قُذف في غياهب السجون، فهم يعوضون نقص ديمقراطياتهم بنقض دكتاتورية الأسد... كم نحن فارغون، كم نحن تائهون! أعان الله (شعوب) البحرين وسورية وتركيا ومصر وتونس واليمن وليبيا، وانصر اللهم الشعوب المظلومة على الأنظمة الظالمة في كل مكان، واملأ فراغ مقبلي أيادي وأكتاف الدكتاتورية في بلادهم والأحرار والثوار في خارجها بالعقل والمنطق، فجعجعة رحاهم وصوت طبولهم الفارغة قد صمّ آذاننا.. فأسوأ ما في الديمقراطيات أن نستمع لكل الآراء.
مقالات
كم نحن فارغون وتائهون
08-06-2013