الحوار... التدويل... التهويل!
هناك صنف آخر من المهولين من بقايا الفساد ممن انخرست ألسنتهم أثناء فضائح «الإيداعات» و«التحويلات» والعقارات والصفقات المشبوهة وصار لهم اليوم صوت عالٍ ضد الحوار الوطني ومساعي المخلصين لإنقاذ البلد من دوامات التأزيم ومستنقع الفساد والدعوة إلى دولة القانون ليقينهم بألا مكان لهم في عهد الشفافية والإصلاح الحقيقي!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
نعم قد تكون هناك استفادة إعلامية وإثارة سياسية، سواء لجأت أطراف محلية إلى الخارج أم لم تلجأ، فهناك منظمات حقوقية وأخرى سياسية وهناك الرقابة المجتمعية الدولية في قضايا حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية على الصعيدين الحكومي وغير الحكومي، وسواء لجأت المعارضة إلى خيار التدويل أم لا، فإن أصداء ما يجري في الكويت قد وصل إلى أسماع العالم، خصوصاً الملاحقات السياسية والتضييق على الحريات وضرب المتظاهرين، بل تم توثيقها وصدرت بحقها بيانات وتقارير لا شك أنها تركت آثاراً سلبية على سمعة الكويت ليس قياساً مع بقية دول المنطقة بل مقارنة مع العصر الذهبي للكويت نفسها في مجال الحريات والديمقراطية. وبين الدعوة إلى الحوار والمصارحة والتهديد بالتدويل، تبرز ضجة أخرى يمكن أن نطلق عليها التهويل، ودعاة التهويل من نواب مجلس الصوت الواحد (2012) والمتنفذين ومجموعة من الكتّاب التابعين لهم، يحاولون استثارة الرأي العام الكويتي وبث الفزع في قلوب الناس من مسألة التدويل وتشبيه الوضع بأن المجتمع الدولي قد يجهز جيوشه لتحريرنا مثلما فعل في العراق أو ليبيا أو ما يحدث اليوم في مالي أو ساحل العاج عندما نزلت إلى الشارع واعتقلت الرئيس المزور للانتخابات ونصّبت الرئيس الحقيقي من المعارضة، ولذلك نجد أن عبارات مثل الخيانة العظمى والمتآمرين على الكويت تطلق على المعارضة التي تنادي بالتدويل رغم علم هؤلاء بأن التدويل لا يتعدى كونه زوبعة في فنجان.أما الصنف الآخر من المهولين فهم من بقايا الفساد ممن انخرست ألسنتهم أثناء فضائح «الإيداعات» و»التحويلات» والعقارات والصفقات المشبوهة، وصار لهم اليوم صوت عالٍ ضد الحوار الوطني ومساعي المخلصين لإنقاذ البلد من دوامات التأزيم ومستنقع الفساد والدعوة إلى دولة القانون ليقينهم بألا مكان لهم في عهد الشفافية والإصلاح الحقيقي!ومصير البلد والشعب بات مرهوناً بهذا المثلث المصيري وعلى السلطة الحذر والحيطة فيما تختار من أضلعه لأن خيارها سيحدد مستقبل الكويت وأهلها، ولكن في اتجاهات مختلفة جداً في المضامين والنتائج.