بدأ النظام السوري يتهرب من «مؤتمر جنيف 2» المقرر عقده في نوفمبر المقبل، معلناً رفضه التفاوض مع الائتلاف المعارض ورغبته بالتفاوض مع الأحزاب المعارضة المرخص لها فقط، علماً أن معظم هذه الأحزاب المرخصة شاركت بالحكومة السورية الحالية بوزراء، ولا يمكن اعتبارها معارضة للنظام.

Ad

بدا أمس أن النظام السوري أطلق باكراً معركة المناورة فيما يخص «مؤتمر جنيف 2»، حيث رفض التفاوض مع المسلحين، علماً ان الائتلاف الوطني المعارض يشكل مظلة سياسية لكافة المجموعات المسلحة باستثناء تلك التي اعلنت عدم اعترافها به أخيراً. 

وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أمس إن «الحكومة السورية اعلنت استعدادها للمشاركة في المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف والحوار مع كل القوى السياسية المؤمنة بالحل السياسي السلمي وفق مسار ديمقراطي تقرر فيه صناديق الاقتراع ولكن المشكلة ان هناك بعض الدول والاطراف لا ترغب بهذا الحل»، مضيفاً أن «الحكومة السورية ستحاور كل الوطنيين في الداخل والخارج الذين يؤمنون ان الحل هو وطني سوري بمنأى عن أي تدخل خارجي واختراق للسيادة الوطنية ولكننا لن نجلس مع المسلحين المعارضين ولن نفاوضهم». في سياق آخر، رحب الحلقي  بقرار مجلس الامن الدولي الخاص بتدمير السلاح الكيماوي السوري، مؤكداً تعاون دمشق مع الامم المتحدة لتنفيذه.

 

المعلم 

 

وجاء حديث الحلقي عن «مؤتمر جنيف 2» مطابقا لما اعلنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم مساء أمس الأول حيث رفض اعتبار الائتلاف السوري المعارض ممثلا للمعارضة في «جنيف 2» الذي قررت الأمم المتحدة عقده منتصف نوفمبر المقبل، معتبرا أن المعارضة السورية يجب ان تتمثل بالاحزاب السورية المعارضة «المرخص لها».

وقال المعلم في مقابلة مع تلفزيون «سكاي نيوز عربية» اجريت معه في نيويورك مساء أمس الأول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، ان «الائتلاف سقط بأعين السوريين بعد ان طالب الولايات المتحدة بضرب سورية»، واضاف ان «هناك معارضة داخلية وطنية لم يتصل بها احد للمشاركة، اذا اردنا تمثيل معظم مكونات الشعب السوري، يجب ان توسع دائرة المشاركة». وردا على سؤال حول من يمثل المعارضة بالنسبة للنظام السوري اجاب المعلم «كل احزاب المعارضة المرخصة في سورية».

وعما اذا كان يرفض تمثيل الائتلاف في مؤتمر جنيف، قال المعلم: «المعارضة الوطنية هي التي تختلف على قضايا محددة مع الحكومة السورية، وهذا الحوار يجب ان يؤدي الى مشاركتها في حكومة وحدة وطنية وفي انتخابات برلمانية. اما ان تأتي بائتلاف صنع في الدوحة ويلقى بالمظلة في مؤتمر جنيف ويعتبر الممثل الوحيد للمعارضة ويضع شروطا قبل قبوله بجنيف، فانني اضحك واقول لن نذهب الى جنيف لتسليم السلطة الى احد».

 

الجربا 

 

الى ذلك، عقد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اجتماعه الاول أمس الأول مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا، في إطار المساعي لعقد «مؤتمر جنيف 2». وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان الجربا اكد استعداد الائتلاف لارسال ممثلين عنه الى هذا المؤتمر.

واوضح نيسيركي ان الامين العام للامم المتحدة اشاد بالتزام الجربا ارسال بعثة الى مؤتمر جنيف داعيا «الائتلاف الوطني الى اجراء اتصالات مع مجموعات معارضة اخرى لتشكيل بعثة ذي صفة تمثيلية وموحدة». واضاف المتحدث ان الامين العام «شدد على اهمية البدء بحوار جاد باسرع وقت ممكن فضلا عن اهمية تحديد المسؤوليات في جرائم الحرب». 

غارة على مدرسة 

 

وقتل 12 شخصا غالبيتهم من الطلاب في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري أمس على مدرسة ثانوية في مدينة الرقة في شمال سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «حصيلة قتلى الغارة الجوية التي نفذتها قوات النظام على مدرسة ثانوية في مدينة الرقة ارتفعت الى 12، غالبيتهم من الطلاب دون سن الـ18، والآخرون موظفون واساتذة في المدرسة». والرقة هي مركز المحافظة الوحيدة الذي تمكن مقاتلو المعارضة من طرد قوات النظام قبل اشهر.

 

«جيش الإسلام» 

 

في سياق آخر، أعلنت تشكيلات مقاتلة من قوات المعارضة السورية أمس الأول توحدها واندماجها تحت اسم «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش، قائد فصيل «لواء الإسلام» المقاتل. ويضم التشكيل الجديد 43 لواء وكتيبة وفصيلا مقاتلا، منها «لواء الإسلام» و»لواء جيش المسلمين» و»لواء درع الغوطة» و»كتائب جنوب العاصمة» وغيرها.

ولا يعترف عدد من هذه التشكيلات بالائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تجمعات المعارضة السياسية السورية. وكان 13 فصيلا مقاتلا بينهم جبهة النصرة ومعظمها يعمل في شمال سورية اعلن عدم اعترافه بالائتلاف قبل ايام.

(دمشق، نيويورك ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)