غربة ولا انتماء في قصائد السفر والملا

نشر في 03-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 03-10-2013 | 00:01
استضافهما ملتقى الثلاثاء في افتتاح موسمه
افتتح ملتقى الثلاثاء الثقافي موسمه بأمسية شعرية للشاعرين السعوديين عبدالله السفر وأحمد الملا أدارها الشاعر دخيل الخليفة.

قرأ الشاعران عبدالله السفر وأحمد الملا نصوصاً منوعة تشكو غربة المكان وتئن من شعور اللاانتماء في أمسية الافتتاح لموسم ملتقى الثلاثاء الثقافي التي احتضنتها جمعية الخريجين.

تحدث في مستهلها، الشاعر عبدالله الفلاح عن أنشطة الموسم الحالي المتنوعة والتي تشمل السينما والمسرح والتشكيل والشعر والسرد وفضاءات أخرى، مشيرا إلى أن الفعاليات قابلة للتغيير والاقتراحات المغايرة أيضا «ونأمل أن نتمكن من تنفيذها»، وأضاف :» يدير الملتقى نفسه آليا لا يحتاج إلا وجودكم، وتقديم جدول أنشطة متحرك يسمح بتمرير استضافات آنية تمليها الضرورة، ونأمل خلال هذا الموسم أن نفتح صفحة جديدة مع الآخر في محاولة لتفعيل المشهد الثقافي الكويتي، وهو المشهد الذي أصبح غنيا بوجوهكم الفاعلة».

وبشأن الأسماء الجديدة التي انضمت إلى مجلس الإدارة، قال الفلاح: «انضم كل من الشاعرين سعد الياسري ومحمد سالم، فضلا عن بعض الوجوه السابقة وكل الشكر لمن اعتذر من الرفاق عن إكمال المشوار هذا العام، فقد عملوا بإخلاص ونكران للذات طوال المواسم السابقة، وهذا الملتقى وجد ليكون منبرا وبوابة ضوء للجميع لا لفرد معين».

وعن الفعاليات الأخرى التي سينظمها الملتقى، أوضح الفلاح أن ثمة مشروعا لمؤتمر خليجي حول الشعر  مازال في طور التحضير والبحث عن آلية لرعايته، كما أن هناك أكثر من أربع ورش إبداعية ستعلن لاحقا، وأردف :»ما نأمله لاستكمال نشاطنا بشكل مختلف هو استمرار دعمكم الشهري لصندوق الملتقى بدءا من اليوم أو الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، لدى أمين الصندوق غسان الغلاييني فدون ذلك لا يمكننا إثراء الأنشطة وتنفيذ البرنامج ولا حتى الاستمرار لأننا بلغنا حالة لا نريد التنازل عنها».

سحر اللغة

وبدوره، قال مدير الأمسية الشاعر دخيل الخليفة: «اعتدنا في مواسم سابقة أن تدوزن البداية أوتارها على لحن محلي غير أننا هذه المرة أردناها بداية بطعم الساحل الخليجي، واخترنا شاعرين سعوديين مهمين هما عبدالله السفر وأحمد الملا»، وتابع: «أردنا أن نتطهر بالشعر بسحر اللغة بعيدا عن ضوضاء بلا طعم بعيدا عن ضجيج الفراغ».

وفي مصافحة شعرية أولى، قرأ الشاعر عبدالله السفر قصيدة بعنوان «في كهرمانة الأغنية تلمع أيامك» منها هذا المقطع:»اصطبرْ. ليس لأغنيتك من ختام/ تتنزّه أصابعه في حرير الأغنية. تتفحص، ربما يرقات منسية. ربما/ مع هذه الأغنية، تنمو سريعاً أظافر الوحشة/ انزلْ هذه الأغنية عن شجرة سهرك/ ما الذي أسالتْهُ هذه الأغنية حتى تجفل؟/ الأغنية وحدَها تعرف كيف ترفع مرساته/ يشهِرُ الأغنيةَ كلما ضرب السُّوسُ ضربتَه/ تلفحُهُ الأغنية، فيشتدُّ طينُه/ كلما استفحلَ فيه الرماد، هبّتْ الأغنية/ في الأغنيةِ يتوارى».

كما قرأ الشاعر نصوصا قصيرة منها «صيف» و«عناد» و«الدرس» بياض» و«نافذة» و«إصغاء»، ومن نص «عبير النعناع» كؤوس الشاي الساخنة. النعناع بأعواده الغضة الطريّة يزيّنها، يطلق النعناع شذاه ويترك للسان أن يغيب في الاستطعام ويختبر براعم التذوق على مهل الجلسة وعلى مهل الرشفة التي تحلو بحديث الاستعادة لأيامٍ خلت. بدت نائية.

وفي مقطع آخر من النص تظهر غربة المكان واللانتماء من خلال مفردات الشاعر: «كنّا في المهبّ الجميل/ كنّا على ربوةٍ مختلَسَة/ كنّا نحضن أيامنا».

قراءة ودموع

أما الشاعر أحمد الملا فقد قرأ قصائد منوعة ومن قراءاته «شمسها عليك» ويقول فيها: «ليست بلادا،/ تلك التي لا تبرح تروضك لتستكين/ أو ترحل،/ ليست بلادا،/ تلك الصخرة وهي تنطحك في أضلاعك،/ ليست بلادا،/ تلك التي هيأت أسنانها لتصقل نتوءاتك/ حتى تعود موائما وشبيها،/ ليست بلادا،/ وهي تقصف كلماتك الغضة،/ تحطب أحلامك،/ وتولمها للغرباء،/ ليست بلادا/ تلك التي تقسو على قدمك/ ولا تحن على الطريق،/  التي تقسو عليك وتوجع قرينك،/ ليست بلادا/ وهي تخبئ ماءها/ وأنت ناشب في العطش،/ تلك التي تتلصص عليك وتعريك عند أول عثرة/ البلاد التي شمسها عليك/ وظلها غنيمة،/ ليست بلادا لأحد/ وليست بلادك أبدا/ اخرج وخذ بلادك بيدك».

وقد تأثّر الشاعر أثناء القراءة ونثر دموعه حينما استرجع المشاهد الحقيقية التي أوحت له بكتابة هذه الأبيات، «رأيت كل شيء؛/ الموت وهو يتفجر في العربات/ ويلتقط المشاة،/ الآباء ينهارون على ركبهم/ أمام الجنائز الصغيرة،/ العشاق يبتلعون السم في آن واحد،/ البنات يقطفن القنابل من النوافذ،/ الأفاعي ترقص في نوم الحواة،/ ونظرات الأمهات/ حيث تساقط الأطفال من حولي واحدا تلو الآخر/ وابتلعتهم الأرض،/ ولم ينقذني من الرصاصة الموشومة باسمي/ إلا انحناءتي لأسعف عدوي».

back to top