دعا رئيس لجنة متابعة القرارات الأمنية التابعة لمجلس الوزراء الفريق محمد البدر، الدولة إلى زيادة مساحة المحميات في الكويت، مشيراً إلى أن آخر النتائج الصادرة بينت أننا تمكنا من تسوية ما يزيد على نصف مليار متر مكعب من الأتربة، أي بنسبة 80 في المئة من المقالع المفروض تسويتها، من خلال الإمكانات والخبرات المتوافرة لدينا، معرباً عن فخره بتمكن اللجنة من تحقيق هذا الإنجاز.
وأكد البدر في كلمة له خلال جولة ميدانية نظمها صباح أمس معهد الكويت للأبحاث العلمية، بالتعاون مع لجنة متابعة القرارات الأمنية التابعة لمجلس الوزراء، لتفقد إنجازات المرحلة الثانية من الدراسة المشتركة بين الجانبين المتعلقة بإعادة تأهيل مقالع الصلبوخ المردومة في منطقة اللياح، أن هيئة البيئة تناولت الدمار البيئي المتوقع على الدولة من جراء استخراج الصلبوخ سواء بالغبار المتطاير من الشاحنات أو آليات ومعدات الحفر، أو من حيث التأثير على باطن الأرض، وقدمت طلباً إلى مجلس الوزراء بإيقاف استخراج الصلبوخ واستيراده من الخارج.زراعة النباتاتوذكر أن مجلس الوزراء وافق على هذ المقترح وترك الحيز للعمل المشترك مدة عامين بين الاستيراد والاستخراج، بحيث لا يتم تجديد العقود العاملة باستخراج الصلبوخ ولا يتأثر السوق المحلي بنقص هذه المادة أو تغير أسعارها، مشيرا إلى أنه تم الطلب من معهد الأبحاث المساعدة بشأن دراسة الموضوع الذي شكل فريقا من 30 مختصا، بتمويل قدره نصف مليون دينار سنويا، مبينا أن تجارب المعهد نجحت في زراعة بعض النباتات في منطقة اللياح مثل العوسج والعرفج وغيرهما.وبيّن البدر أن البحوث المشابهة تحتاج الى عشرات السنوات لتثبت نجاحها من حيث انتشار البذور، موضحا أن مجلس الوزراء طلب تشكيل لجنة من كل الوزارات تحت قيادة أمين مجلس الوزراء التي استمرت نحو شهر لتحديد خطة عمل، لا يتمكن من تنفيذها إلا اللجنة الأمنية والجيش الكويتي وشركة نفط الكويت، ثم تقرر تنفيذها من قبل اللجنة الأمنية بمشاركة القطاع النفطي والجيش الكويتي بنسبة 20 في المئة.تربة مكشوفةمن جانبه، أكد مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د. ناجي المطيري أن دراسة إعادة تأهيل مقالع الصلبوخ المردومة في منطقة اللياح تعد نموذجا يمكن الاسترشاد به، لإعادة تأهيل المناطق المتدهورة بيئيا في الكويت، لافتا إلى أن نتائج الدراسة يمكن تطبيقها في المناطق شديدة الجفاف المشابهة لمناطق الكويت، مشيراً إلى أن فريق العمل يواصل جهوده لتحقيق هدف الدراسة في مرحلتها الثانية للوصول من 50 ألفا إلى 60 ألف نبات فطري في المنطقة على هيئة 6 جزر نباتية متفرقة لإعادة الحياة الفطرية إلى سابق عهدها. وذكر أن الدراسة تسعى إلى إعادة الاستقرار إلى التربة المكشوفة في المناطق الصحراوية، وذلك للعمل على إعادة الغطاء النباتي إليها، الأمر الذي ينعكس إيجابا علي البيئة بشكل عام.وأعلن المطيري زراعة نحو 35 ألف نبتة فطرية في المنطقة خلال المرحلة الأولى من الدراسة ومنها العوسج والرمث والسدر والعرفج والقرضي والاكاسيات بأنواعها، لافتا إلى أنه تم وضع النباتات على هيئة خمس جزر نباتية متقاربة، بهدف تعاضدها مع بعضها ضد الظروف البيئية الشديدة في المنطقة، مضيفا أنه تم التركيز في المرحلة الأولى من الدراسة على الجزء الجنوبي من المحمية، بينما في المرحلة الثانية جار العمل على الجزء الشمالي منها، حيث توجد أكثر المحاجر المردومة فيها بمساحة 35 كيلومترا مربعا من محمية اللياح، لافتا إلى أن المرحلة الثانية من المشروع انطلقت في يناير 2011، ومن المتوقع إنجازها في ديسمبر 2015.غطاء نباتيوأضاف مدير عام المعهد أن العمل في المرحلة الثانية سيتركز في الجزء الشمالي، حيث رصدت التغيرات العديدة في المنطقة باستخدام تقنية الأقمار الصناعية الحديثة، وفي مقدمتها التغيرات التي طرأت على الغطاء النباتي والتغيرات الطبوغرافية والتغيرات التي طرأت على الأودية والخباري الجديدة بعد ردم المحاجر، بهدف زراعتها بالنباتات الفطرية، موضحاً أن معدل ترسبات الغبار في المنطقة يصل سنويا الى 324 طنا للكيلومتر مربع في السنة أكثرها في أشهر مايو ويونيو ويوليو، لافتا إلى تطبيق نظام استخدام المواد الصديقة للبيئة من اجل إعادة تأهيل التربة، إضافة الى تطبيقات حصاد المياه.وذكر أن اللجنة الأمنية التابعة لمجلس الوزراء تعاقدت مع المعهد في وقت سابق، وتم إنجاز المرحلة الأولى من المشروع خلال الفترة من سبتمبر 2003 حتى نوفمبر 2008.من جهته، قدم الباحث في معهد الكويت للابحاث العلمية ورئيس مشروع إعادة تأهيل مقالع الصلبوخ في اللياح د. علي الدوسري عرضا مرئيا حول تفاصيل المشروع ومراحله، والحلول المقترحة وطريقة العمل، معتبرا أن خطوة تأهيل موضع اللياح خلقت فريقا علمياً متخصصاً جاهزاً لتأهيل أي منطقة متدهورة بيئيا في الكويت.الكويت تعرضت لأضخم دمار بيئي في العالم أكد مدير عام معهد الأبحاث العلمية، في رده على تقرير بيئي صادر عن احدى الجامعات الأميركية صنف الكويت من بين اسوأ الدول في نظافة البيئة، أن البيئة الصحراوية الكويتية تعرضت لاضخم دمار بيئي في العالم اثر الغزو العراقي، مشيرا الى ان التقرير الاميركي جاء بناء على ما قدمناه من دراسات للامم المتحدة حول البيئة الصحراوية للبلاد والتي حصلت الكويت بعدها على تعويضات تقدر بـ 3 مليارات دولار.وحول ما تطرق له التقرير الاميركي عن جودة الهواء داخل البيوت في الكويت، قال المطيري «ان هذا الكلام غير دقيق، ومن المفترض ان يكون التقرير مبنيا على دراسات محددة»، لافتا الى انه قد يكون هناك بعض الحالات من الابخرة في بعض الاماكن وخاصة الاماكن العامة وليست المنازل.
محليات
«الأبحاث» ولجنة متابعة القرارات الأمنية: هدفنا زراعة 60 ألف نبات فطري في «اللياح» بحلول عام 2015
15-02-2013