إسلام آباد تفرج عن الرجل الثاني في «طالبان»... وكابول ترحب
في إطار مساعي إسلام آباد لتسهيل عملية المصالحة الأفغانية، أفرجت السلطات الباكستانية أمس عن الملا عبدالغني برادار، الذراع اليمنى لزعيم حركة طالبان الأفغانية الملا عمر. وأوضحت باكستان أنها لن تسلم برادار إلى الحكومة الأفغانية، وأنه هو من يقرر أين يذهب. واعتقل الملا برادار مطلع 2010 في مدينة كراتشي كبرى مدن جنوب باكستان وإحدى القواعد الخلفية لقادة طالبان الأفغان، في عملية قام بها جهاز المخابرات الأميركية بمساعدة عناصر باكستانية.
واتهمت إسلام آباد، حليفة واشنطن والمشتبه في أنها تتخذ مواقف مزدوجة مع المجموعات الإسلامية المسلحة، بعد اعتقال الملا برادار بالسعي إلى تقويض مبادرات السلام في أفغانستان المدمرة بسبب ثلاثين سنة من الحروب. لكن العديد من المراقبين شككوا في قدرة برادار في التأثير على حركة طالبان كي تقبل بمفاوضات سلام مع كابول. وسارعت الحكومة الأفغانية، التي تحاول عبثاً منذ سنوات التفاوض مع طالبان، إلى الترحيب بهذا القرار الذي يأتي بعد بضعة أسابيع من زيارة قام بها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى إسلام آباد. وبعد أن فشلت في التغلب على المتمردين الذين يسيطرون على جزء من جنوب وشرق البلاد، أصبحت كابول وواشنطن تحاولان استدراجهم إلى التفاوض من أجل السلام. ويأتي الإفراج عن برادار قبل بضعة أشهر من سنة 2014 المحفوفة بالمخاطر في أفغانستان حيث مازالت سيطرة الحكومة الهشة الموالية للغرب ضعيفة خارج المدن الكبرى لاسيما أنها ستشهد انتخابات رئاسية في أبريل وانسحاب أغلبية جنود الحلف الأطلسي نهاية السنة. من جهة أخرى، قتل ثلاثة جنود من قوة حلف شمال الأطلسي أمس في شرق أفغانستان برصاص مسلح يرتدي بزة القوات الأمنية الأفغانية (إيساف). (إسلام أباد، كابول – أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)