معرض القاهرة للكتاب يسأل عن دور المرأة
المرأة ملهمة الثورات أم وقودها، فهل غيرت ثورات الربيع العربي من حال المرأة في مصر، وهل نالت ما تستحقه وطالبت به منذ عقود؟ حول هذه التساؤلات عقدت ندوة في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
أكد المشاركون في إحدى ندوات معرض القاهرة للكتاب أن المرأة كانت ملمحاً مهماً في أحداث الثورة المصرية ولفت أنظار العالم كله، وهو ما كان محل تقدير الجميع.ولكن مع تصاعد الخلاف السياسي بين التيارات المختلفة انقسمت المرأة المصرية بين فريقين. يرى المنتمون إلى التيارات الإسلامية والسلفية أن وضع المرأة صار أفضل من السابق، بينما يرى المنتمون إلى التيار الليبرالي أن النظام الجديد يعود بها إلى العصور المظلمة.
قالت الناشطة في مجال المرأة مارغريت عازر: «التاريخ المصري زاخر بالنساء اللاتي شاركن في ثورات مصر، ورغم ذلك ظلت حقوقهن ضائعة، وقبل الثورة منحت المرأة «كوتا» في البرلمان ورغم أنها منحت هذه الكوتا بشكل ديكوري إلا أنها كانت بمثابة بصيص أمل لبداية وجود المرأة في البرلمان بشكل مكثف أكثر، وتغيير للمواريث الثقافية للناخب، حتى يعتاد على وجود عناصر نسائية في الانتخابات».تابعت: «اعتقدنا أن المرأة ستحصل بعد الثورة على الأفضل، خصوصاً أنها شاركت بفاعلية في 25 يناير وقدمت شهداء، لكننا وجدنا تهميشا كاملاً لها في الجمعية التأسيسية الأولى حيث استبعدت بالكامل، ثم جاءت الجمعية التأسيسية الثانية وللأسف الشديد ضمّت نسبة ضعيفة من النساء يمثلن تياراً واحداً، لذلك اعترضنا على ذلك. كذلك جاء قانون الانتخابات الحالي بالأخطاء نفسها، حيث وضعت المرأة في القائمة ولم يحدد مكانها، بسبب التيار السلفي في إطار مدافعته عن عقيدته بأن المرأة مكانها البيت». وأوضحت عازر أن «المرأة في الدستور الجديد تعرضت للإقصاء، بفعل حذف المادة التي تجرم التمييز بناء على الجنس والنوع والديانة، واستبدالها بمادة فضفاضة. كذلك تم حذف المادة الخاصة بالمساواة بين المرأة والرجل، ما سيرسخ الفكرة القائلة بأن المرأة موجودة للإنجاب فحسب، ورغم أن دورها هذا أساسي فإنني لا أقصيها من العمل السياسي».أكدت الدكتورة منال أبو الحسن (أستاذة الإعلام وعضو في حزب «الحرية والعدالة») بدورها أن المرأة لم تتعرض للإقصاء، وقالت: «من منطلق خبرتي وما تعرضنا له في هذه السنوات القليلة وبعد عقود من كبت الحريات، أؤكد أن المرأة لا تتعرض للإقصاء».ودللت د. منال على عدم إقصاء المرأة بأن 50% مقيدات في الدراسات العليا كما أن 65 % حاصلات على الدكتوراه. وتابعت: «أعمل في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، لكنني وجدت أن تحرر المرأة هو تحرر المجتمع، واكتشفت أن غالبية الثورات يليها انتهاك لحقوق المرأة... وما يحدث الآن في الشارع هو انقلاب على الثورة المضادة. شخصياً، شاركت في الجمعية التأسيسية ممثلة للنوبيين، فوجدت نفسي أتحدث بحقوق المواطنين كلهم».كذلك أكدت د. منال رفضها لمنع التمييز والعنف ضد المرأة، لأنه كان سيتبعه تجريم العنف الأسري، وقالت: «لا يكمن دور المرأة في إعالة الأسرة، لأنها هي الأم والرجل هو الأب.. لا يمكن أن نقول إن المرأة هي المسؤولة لوحدها عن الأسرة لأن هذا إجحاف في حقوق الإنسان».