«انفراج» في موقف واشنطن من تسليح المعارضة السورية

نشر في 17-07-2013 | 00:04
آخر تحديث 17-07-2013 | 00:04
No Image Caption
• «الجيش الحر» ينتقد «خيانة كاميرون» • طهران تنصح المعارضة بوضع سلاحها جانباً
حققت إدارة الرئيس الأميركي انفراجاً في موضوع تسليح المعارضة السورية بعد أن واجهت اعتراضات في الكونغرس، في وقت انتقد رئيس «المجلس الأعلى للجيش الحر» اللواء سليم إدريس أمس رئيس الحكومة البريطانية بسبب قرار الأخير التخلي عن مد المعارضة السورية بالسلاح النوعي بناء على توصية من قادة الجيش البريطاني.

بعد أن جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أيام التزام إدارته بدعم المعارضة السورية بما في ذلك تسليحها، أكد البيت الابيض مساء أمس الأول أن الإدارة الأميركية على اتصال يومي بالمعارضة السورية بشأن الكيفية التي يمكن أن تسد بها الولايات المتحدة احتياجاتها.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: "نجري مشاورات منتظمة مع الكونغرس بشأن مسائل تتعلق بمساعدة سورية"، مضيفاً أن أوباما يعتقد أن "مساعداتنا المجددة لسورية مهمة للمساعدة في دعم قدرة المعارضة".

وجاءت تصريحات كارني رداً على ما أفاد به مسؤول أميركي "رفيع" وكالة "رويترز" أن إدارة أوباما أحرزت تقدماً في التغلب على اعتراضات الكونغرس على خططها لتسليح المعارضة السورية، لكن ما زال ينبغي تسوية بعض التفاصيل. وأوضح المسؤول ان اعضاء لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الذين شككوا في مدى حكمة قرار تسليح مقاتلي المعارضة وافقوا بصفة مبدئية على مضي الإدارة قدماً في خططها، لكنهم طلبوا إطلاعهم على المستجدات مع تقدم العملية السرية.

وبعد جلسات سرية للحصول على إفادات من كبار المسؤولين اواخر الشهر الماضي، نصح أعضاء لجنتي المخابرات في مجلسي الشيوخ والنواب البيت الابيض بتأجيل ارسال أسلحة لمقاتلي المعارضة السورية لحين تبديد بواعث قلق الكونغرس. وأبلغ مساعدون بالكونغرس "رويترز" أنه تم انفاق نحو 27 مليون دولار على برنامج التدريب حتى الآن، وإن أكثر من 800 شخص خضعوا للتدريب.

 

اللواء إدريس

 

في السياق، اتهم رئيس أركان "الجيش السوري الحر" اللواء سليم إدريس رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بـ "خيانة" المعارضة السورية بعد تخليه عن خطط تسليحها بأسلحة نوعية، وحذّر من أن قرار كاميرون سيترك جيشه عرضة للقتل من قبل قوات النظام السوري، ويمهّد الطريق أمام تنظيم القاعدة للسيطرة على صفوف المتمردين.

وقال ادريس في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف" نشرت أمس إن "الوعود الغربية اصبحت طرفة الآن، ولم تتح لي الفرصة لسؤال كاميرون شخصياً ما إذا كان سيتركنا لوحدنا لكي نُقتل، وأنا أشكره شكراً جزيلاً بالنيابة عن جميع السوريين"، وتساءل: "ما الذي ينتظره أصدقاؤنا في الغرب؟ وهل ينتظرون قيام ايران وحزب الله بقتل الشعب السوري بأكمله؟".

وأكد ادريس أن "رفض الغرب تسليح العناصر الأكثر اعتدالاً في التمرد سيسلّم سورية الثورة إلى الجماعات المتطرفة التي تملك أصلاً مداخل أفضل للأسلحة، ولن يكون هناك جيش سوري حر لتسليحه لأن الجماعات الاسلامية ستسيطر على كل شيء، وهذا لن يكون في مصلحة بريطانيا".

 

القابون 

 

ميدانياً، قال قائد ميداني للمعارضة إن القوات السورية دخلت حي القابون الذي تسيطر عليه المعارضة أمس الأول تدعمها الدبابات والمدفعية في تكثيف للجهود الرامية لطرد المقاتلين من العاصمة وتعزيز المكاسب التي حققتها القوات الحكومية في أماكن اخرى من البلاد. وقالت مصادر بالمعارضة ان القوات الموالية للأسد دخلت حي القابون السني بعد إخضاعه لقصف مركز. وتعرض حيان مجاوران تسيطر عليهما المعارضة لقصف متواصل في الاسابيع الاخيرة لشل حركة المقاتلين. وقال نشطاء ان قوات الحرس الجمهوري احتجزت مئات الاشخاص في أماكن عامة بحي القابون لمنع مقاتلي المعارضة من قصف القوات الحكومية وهي تخترق دفاعات المعارضة وتدخل الحي. وقتل 13 شخصاً ليل الاثنين ــ الثلاثاء بينهم 10 من رجال الشرطة في انفجار قنبلة في ضاحية دير عطية شمالي العاصمة السورية.

وقال قائد بالجيش الموالي للاسد لوكالة "أسوشيتد برس" إن "الجيش يتقدم بسرعة صوب جوبر"، مضيفاً أن "المنطقة ستكون مؤمّنة في الأيام القليلة المقبلة وفقا لخطة محكمة".

 

طهران 

 

الى ذلك، اعربت إيران أمس عن تأييدها لـ"هدنة كاملة" من قبل مسلحي المعارضة السورية خلال شهر رمضان بعدما طلب الائتلاف الوطني السوري المعارض وقفاً لاطلاق نار خلال هذا الشهر في مدينة حمص. واعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس عرقجي "ننصح (مسلحي المعارضة) بتطبيق هدنة كاملة ووضع اسلحتهم جانباً والبدء بمفاوضات مع الحكومة السورية".

وادعى المتحدث أنه "لا يوجد حل عسكري، والسبيل الوحيد هو الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة الحقيقية"، معرباً عن الأمل في "التمييز بين المعارضين الحقيقيين والمجموعات الإرهابية".

(دمشق، لندن، طهران ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

 

back to top