علاوي لـ الجريدة: تظاهرات العراق نتاج دكتاتورية مشابهة لعهد صدام
الموقف الرسمي تجاه الأزمة السورية غير واضح... وبغداد تأخرت كثيراً في إنهاء الملفات العالقة مع الكويت
دعا رئيس الوزراء العراقي الأسبق اياد علاوي، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تقديم استقالته، لتردي الأوضاع في البلاد، مشيراً إلى أن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة تتسم بالضبابية في مصر وسورية وليبيا، وأكد في لقائه مع «الجريدة» أن الدور العراقي في الأزمة السورية غير واضح المعالم وغير مفهوم، محذراً من أن العراق يعيش وضعاً خطيراً سيؤثر على محيطه الإقليمي بشكل كبير، وإلى التفاصيل:
دعا رئيس الوزراء العراقي الأسبق اياد علاوي، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تقديم استقالته، لتردي الأوضاع في البلاد، مشيراً إلى أن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة تتسم بالضبابية في مصر وسورية وليبيا، وأكد في لقائه مع «الجريدة» أن الدور العراقي في الأزمة السورية غير واضح المعالم وغير مفهوم، محذراً من أن العراق يعيش وضعاً خطيراً سيؤثر على محيطه الإقليمي بشكل كبير، وإلى التفاصيل:
• كيف تصف لنا التظاهرات في هذا التوقيت في الأنبار وصلاح الدين وغيرهما من المحافظات؟
- هي نتاج قهر وظلم وإقصاء وتهميش وقع عليهم من قبل الحكومة، فالمالكي عليه أن يقدم استقالته فوراً، طالما تنعدم العدالة والحرية وكأننا نعيش في عهد صدام حسين، لذا لم يجد هؤلاء المتظاهرون مفراً سوى التظاهر، وقد كان هناك مؤشر لذلك في فبراير 2011، حيث خرجت تظاهرات سلمية حاشدة في بغداد وفي تلك المحافظات، ولكن لم تتوقف الحكومة عند تلك التظاهرات، وسرعان ما تناست الموضوع وبقيت سائرة في نفس النهج ونفس الطريق، مما زاد من احتقان الشارع، وها نحن نمر الآن بأزمة خطيرة جداً تتمثل في الطائفية السياسية إلى المشهد العراقي، ثم التدخل الخارجي والأجنبي بشكل غير معقول في الشأن العراقي، وبالتالي قد يؤدي كل ذلك إلى عدم إتمام الانتخابات المقبلة في مطلع العام المقبل، لذا تحرك الشارع من جديد وخرجت التظاهرات، ولكن هذه المرة بشكل مكثف أكثر وبقيادات شبابية جديدة، وها هي مستمرة منذ شهرين حتى يوصلوا أصواتهم إلى الحكومة التي لا تسأل بل وتمنع الإعلاميين من تغطية تلك التظاهرات، والأغرب أننا نجد الحكومة لم تلتفت إلى ذلك، وكل ما قامت به هو تشكيل لجنة، وكأن المشكلة تتركز فقط في إطلاق سراح السجناء وقانون المساءلة والعدالة، في حين هناك قضايا أكبر وأهم وأعقد يجب أن تلتفت لها، وأهمها البطالة حيث لدى العراق جمهور من العاطلين الشباب لا تسأل عنهم ولا عن معاناتهم، لذا نجد الآن في العراق انفصالا بين الشعب والحكومة، وبالتالي أنا أحمل الحكومة كل تلك الأمور، لأنها أثبتت عجزها الكامل عن إصلاح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وتوفير الخدمات.• الدور الأميركي في العراق كيف تراه؟- الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ما ارتكب من أخطاء في العراق من قبلها والشعب العراقي دفع الثمن باهظاً، وقد نبهناهم أنا وبعض الشخصيات الوطنية العراقية على تلك الأخطاء ولكن سياسة الولايات المتحدة، وهي دولة صديقة، بدأت تتجه اتجاهات ضبابية ليس فقط في العراق بل في المنطقة بأسرها مثل ليبيا ومصر وسورية والقضية الفلسطينية، وما يهمنا أن ترشد الولايات المتحدة سياستها، وأن تكون واضحة، وأن تكّون علاقة جيدة معنا ومع كل العالم.• بمناسبة ذكر سورية كيف تنظر للموقف العراقي تجاه سورية؟- الحقيقة ان الموقف الرسمي العراقي غير معروف وغير واضح المعالم يعني «مخربط»، فتارة نرى أنهم يصرحون بأنهم ضد القتل والدمار، وتارة يصرحون بأن العمليات الانتحارية التي تحدث في العراق تقف خلفها سورية، وتارة أخرى نجدهم يقفون مع النظام ومع الحكومة السورية ومع الرئيس بشار الأسد، وهذا ما يحزن في الموضوع، وهو أن العراق دولة مفصلية وتطل على دولتين إسلاميتين كبيرتين في المنطقة هما إيران وتركيا، وبالتالي غياب دوره من الأسباب المباشرة في تدهور ما يحدث في المنطقة.كذلك بالنسبة لإيران هي دولة جارة وشقيقة، ويجب أن تكون العلاقة متزنة جداً معها، بل كان يجب أن يلعب العراق دورا بارزا جدا في الملف الإيراني- الأميركي، لكون العراق جارا وشقيقا وقريبا من إيران، وكذلك هو صديق وقريب من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي كان عليه أن يجمع الطرفين ويلعب دور تقريب وجهات النظر بينهما والتي بدأتها أنا من خلال عقد مؤتمر في شرم الشيخ جمع بين الطرفين برعاية عراقية- مصرية، وكان الرئيس السابق محمد حسني مبارك مرحباً جداً بالفكرة بعدما عرضتها عليه في القاهرة ووضع بعض لمساته عليها، وقد كان مؤتمر شرم الشيخ، لكن لم تكمل فيما بعد القيادة العراقية المشوار. • العلاقات الكويتية - العراقية اليوم كيف تقرأها؟- هي علاقة أخوية حميمية صادقة أرى أنها ستتطور وتتفاعل إلى الأفضل مستقبلا، وها نحن اليوم نعيش لحظات إنهاء الملفات العالقة في الحالة العراقية- الكويتية كما أسماها مجلس الأمن، ونتمنى أن يرفع البند السابع حتى يعود العراق إلى سيادته، وهنا أود أن أشير إلى أن الموقف العراقي تجاه الملفات العالقة بين الكويت والعراق جاء متأخرا جدا، وكان يجب على الحكومة العراقية إنهاء تلك الملفات منذ لحظة توليها دفة الأمور، ولكن كما يقول المثل الإنكليزي بدأ متأخراً أفضل من ألا يبدأ مطلقا.• وكيف ترى مستقبل العراق؟ـ العراق اليوم يعيش على «كف عفريت» ووضعه خطير جداً، وكذلك يؤثر على وضع المنطقة، وبالتالي يصبح هو كذلك خطيرا، فالقيادة في العراق تلجأ إلى الطائفية السياسية، والحث على ممارستها سيؤذي المنطقة بالكامل ولن تبقى في إطار الحدود العراقية فقط، آخذاً من سيرة مراجع الدين الحنيف سواء كانوا من الشيعة أو كانوا من السنة الكرام، مثالاً للترفع عن مسألة الطائفية، حيث نجد أن الحديث عن الطائفية السياسية يدور في وسط السياسيين واطراف الساسة العراقيين، ولا يدور في أوساط المراجع الكرام، كما أنه لا يدور في أوساط المجتمع العراقي بشكل عام، لأن المجتمع العراقي معروف من السابق وإلى الآن، وسيكون في المستقبل خارج اطر الطائفية السياسية ولنا من قبائل وعشائر العراق نموذج، حيث نجد أن هناك تعددا في المذاهب داخل القبيلة نفسها، ونحن نعلم أنه يوجد في العراق قوميات رئيسية (العربية، الكردية والتركمانية)، بالإضافة إلى قوميات أخرى، وكل هذه القوميات والمذاهب يجب أن تُحترم في إطار وحدة العراق وسلامة أراضيه وسلامة شعبه، ويجب أن ينأى العراق بنفسه عن هذه الإشكالات التي جاءت مع الأجنبي ويصار الى الترويج لها من قبل بعض القوى الإقليمية التي تحاول إلقاء أقصى الضرر في العراق والمجتمع العراقي ومجتمعات المنطقة.• وما المخرج من المأزق السياسي في العراق اليوم؟ـ حقيقة هناك تخوف مما يحدث في العراق من تصعيد من قبل المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم، ومن قبل الحكومة التي تستمر في عملية التهميش والإقصاء، وبالتالي أطالب وأصر على إيجاد حكومة شراكة وطنية، وعلى التحالف الوطني أن يختار من قبله رئيس وزراء جديداً بديلا للمالكي، ومن ثم تُجرى الانتخابات في موعدها في بداية العام المقبل، أما لو تمت الانتخابات ولاتزال نفس الحكومة فأعتقد أن الجميع لا يؤتمن على نتائج العملية الانتخابية من التزوير واللعب كما حدث في المرة السابقة، حيث كانت قائمة العرقية هي أكبر رقائمة تحصد الأصوات وتفوز، والبقية أعتقد الجميع يعرفها، وها نحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات في أبريل وسنرى الصورة كيف ستكون.وأنا شخصياً وقفت دائماً ضد تسييس الدين والطائفية السياسية والجهوية وآمنت ومازلت بالمشروع الوطني لبناء الدولة المدنية دولة العدل والمساواة، ولا أجد بديلا عنها لكي ينعم العراق بالأمان والاستقرار والازدهار.