«نيران صديقة»... هل تخضع الصداقة للغة المصالح؟
المصالح تفرق أصدقاء درسوا سوياً على مقاعد الجامعة وتعود وتجمعهم بعد عشرين عاماً. حول هذه الفكرة يتمحور مسلسل «نيران صديقة» الذي يحاول رسم واقع المجتمع الراهن القائم على أساس مادي لا يعترف بالقيم، وتُحدد العلاقات فيه من خلال المصالح والمحسوبيات.
بعدما تفرّق الخلافات بينهم فور تخرجهم في الجامعة، يجتمع ستة أصدقاء صدفة في إحدى الحفلات، ليكتشفوا أن تغيرات طرأت على شخصية كل منهم. هل يمكن أن تعود الصداقة إلى ما كانت عليه أم أن لغة المصالح سيكون لها رأي آخر؟المسلسل من تأليف محمد أمين راضي، إخراج خالد مرعي، بطولة: رانيا يوسف، كنده علوش، منة شلبي، عمرو يوسف، ظافر العبد، محمد شاهين، صبري فواز، سلوى خطاب. سيعرض على الشاشات في شهر رمضان.
تمّ التصوير في الاستوديوهات وشوارع القاهرة، واستخدم الـ «فلاش باك» بين الماضي والحاضر لأبطاله الذين تدخل علاقتهم منحى جديداً بعد مرور سنوات الصداقة والزمالة.استلزمت طبيعة الأحداث أن يجتمع الأبطال الرئيسيون الستة في استوديوهات التصوير على مدى ستة أسابيع، والتفرغ لتصوير المشاهد المشتركة، لا سيما أن طبيعة المسلسل تستلزم ظهورهم سوياً في أكثر من مشهد، وقد ساعد على ذلك انطلاق التصوير مبكراً ومنح الأبطال فرصة لتصوير المشاهد كافة، فيما استغل المخرج خالد مرعي فترة بناء الديكورات ليصوّر المشاهد الخارجية.لغة المصالحيراهن المؤلف محمد أمين راضي على طريقة سرد الأحداث لاختلافها عن باقي الأعمال التي تتمحور حول علاقات الأصدقاء، مشيراً إلى أن فترة العشرين عاماً التي اختارها لتشكل فارقاً بين بداية علاقة الأصدقاء ثم ابتعادهم واستئناف العلاقة مرة أخرى، رسمت ملامح التغيير واختلاف الطباع مع مرور الوقت.يضيف أن المسلسل مليء بالتشويق، وسيثير سرد الحكايات فضول الجمهور ليعرف طبيعة الأحداث في الحلقة التالية، خصوصاً أن لغة المصالح التي فرقت أصدقاء الجامعة ستجمع بينهم بعد عشرين عاماً، لافتاً إلى أن المسلسل يقدم نماذج متعددة لشخصيات في المجتمع المصري بين رجل دين وفنانة مشهورة وسيدة أعمال وصحافية شابة تسعى إلى تحقيق سبق صحافي لصحيفتها.تجسد منه شلبي شخصية أميرة، سيدة أعمال، يختلف شكلها عما كان عليه في المرحلة الجامعية، ما صعّب عليها الخروج من كل مرحلة خلال التصوير، لا سيما أن تصوير المشاهد لا يتم وفقاً للترتيب الزمني، لذا ركزت على دقة ملامح الشخصية واختيار الملابس والأكسسوارات المناسبة في كل مرحلة من حياتها. تشير منة إلى أن إعجابها بفكرة المسلسل وقصته حمسها للعودة إلى الدراما من خلاله، لافتة إلى أن البطولة الجماعية تمثل إضافة لها من خلال التعامل مع مجموعة من الفنانين، ورغبة الجمهور في متابعة هذا النوع من الأعمال.بدورها تجسد رانيا يوسف شخصيّة نور، فنانة مشهورة تصبح من سيدات المجتمع بعدما كانت تعيش حياة عادية، وتقيم حفلات في منزلها وتستضيف أصدقاءها ومعارفها، وفي كل حفلة تتناقض مواقف الضيوف، تارة يمتدحون زملاءهم في حضورهم، وتارة أخرى ينتقدونهم بعد مغادرتهم.من خلال دور نور يلقي المسلسل الضوء على حياة الفنانين ومعاناتهم مع الشهرة، وعلى بعض الكواليس التي تقدم صورة مختلفة للفنان، حسب رانيا، مشيرة إلى أن ما لفتها وجود فريق متميز يبذل قصارى جهده لخروج المسلسل في أفضل صورة، وتسيطر عليه روح الود، «خصوصاً أن طبيعة المشاهد فرضت علينا أن نجتمع سوياً فترات طويلة، ووصلنا إلى مرحلة كنا نرى فيها بعضنا البعض أكثر مما نرى عائلاتنا».توضح رانيا أنها اعتادت العمل الجماعي منذ بدايتها الفنية، لذا لم تتردد في الموافقة على السيناريو.حرفية وتعاونتؤدي كنده علوش دور صحافية شابة حققت مكانة مميزة لها في هذا المجال، وتلتقي أصدقاء الدراسة بعد فراق دام سنوات.تشير كنده إلى أنها تفرغت للمسلسل نظراً إلى صعوبته وإلى رغبتها في اتقان الدور الذي تؤديه، لا سيما أن السيناريو مكتوب بحرفية، الأمر الذي يحتاج إلى مجهود ليخرج الدور بأفضل صورة، لافتة إلى أنها لم تجد صعوبة في التعامل مع باقي الأبطال نظراً إلى تعاونهم سوياً في أكثر من عمل.يجسد عمرو يوسف شخصية طارق، داعية إسلامي يظهر مطلقاً لحيته وحاملا سبحة في يده ويقوم بالدعوة، على رغم أنه في مراهقته كان يحلم بأن يكون مخرجاً سينمائياً، فيما يؤدي صبري فواز دور سليم عثمان، ضابط شرطة تربطه علاقات مع أبطال المسلسل، وتجسد سلوى خطاب دور سيدة شعبيه تعيش في منطقة عشوائية وترتبط بعلاقة مباشرة مع أسر الأصدقاء الستة.