أوباما يطرح كل الخيارات لرحيل الأسد وإدارته تراجع التسليح

نشر في 04-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 04-05-2013 | 00:01
No Image Caption
• بريطانيا ستقدم السلاح بعد رفع الحظر الأوروبي   • الإبراهيمي استقال «شفهياً»

بدت الولايات المتحدة أكثر تشتتاً بشأن ما يجري في سورية، فبعد ساعات من تأكيد البيت الأبيض عدم إرسال أسلحة إلى هذا البلد، عاد الرئيس باراك أوباما وأكد أن كل الخيارات مطروحة، بينما قال وزير الدفاع تشاك هيغل إن واشنطن تفكر من جديد في تسليح المعارضة.

وسط تزايد المؤشرات على استقالة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة المشترك الأخضر الإبراهيمي، بسبب غياب أفق لحل سياسي في سورية، وعدم اتخاذ خطوات جادة لإنهاء الصراع، جدد الرئيس باراك أوباما تأكيده أن الولايات المتحدة مستمرة في تقييم الوضع على الأرض في سورية لتحديد المساعدات التي تقدمها، مشدداً على النظر في كل الخيارات المطروحة لإسقاط نظام بشار الأسد.

وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المكسيكي بينيا نيتو، أمس الأول، «نعمل مع شركائنا الدوليين لإيجاد أفضل طريقة للبدء بعملية انتقالية تساهم في رحيل بشار الأسد، واستقرار البلاد، ووقف القتل، وتتيح للشعب السوري تحديد مصيره».

وأضاف الرئيس الأميركي، من مكسيكو سيتي، «شهدنا مزيداً من إراقة الدماء، واحتمال استخدام أسلحة كيماوية داخل سورية، وسننظر في كل الخيارات، ونعلم أن ثمة دولا تزود المعارضة بأسلحة فتاكة، ونعلم أيضاً أن نظام الأسد يحظى ليس بمساعدة فتاكة فحسب بل على تدريب ودعم من دول خارجية».

ومضى قائلاً: «نريد التأكد من أن كل خطوة نقدم عليها تدفع باتجاه اليوم الذي يرحل فيه الأسد ويتمكن فيه السوريون من تحديد مصيرهم، بدلاً من الحرب الطائفية الدموية الطويلة».

واستبق تصريحات أوباما، وزير دفاعه تشاك هيغل، الذي أعلن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في «البنتاغون»، أن بلاده تعيد النظر في موقفها الرافض لتسليح المعارضة السورية، مشدداً على أن واشنطن تنظر في كل الخيارات المطروحة.

من جهته، قال هاموند إن «بريطانيا لا تستبعد تسليح المعارضين أو غير ذلك من الخيارات العسكرية، وسندرس الوضع عند انتهاء الحظر خلال أسابيع قليلة».

مصير الإبراهيمي

وأكد الوزيران أنهما يأملان في حل سياسي للنزاع المستمر منذ سنتين، لكن الجهود الدبلوماسية تتراجع بينما يجري الحديث عن استقالة الأخضر الإبراهيمي، الذي أوضح أن تفكيره في الانسحاب يرجع إلى انسداد أفق الحل السياسي للنزاع وتحوله إلى حرب لا هوادة فيها.

وكشف دبلوماسي أممي رفيع أن الإبراهيمي استقال شفهياً من منصبه خلال اجتماع ناقش فيه الأمين العام بان كي مون الجهود، من أجل إنهاء الصراع السوري مع القوى الكبرى أمس الأول، موضحاً أنه لن يتم تعيين خلفاً له وإنما تعيين مسؤول يتولى التعامل مع الملف.

وقال الدبلوماسي، في مؤتمر صحافي مساء أمس الأول، «الإبراهيمي استقال لكن متى سيقدم ورقة استقالته لا أعلم، ولكن كل أسبوع نبلغ بأنه سيستقيل في اليوم التالي ولا يمكنه تحمل المزيد، ولكن الآن يبدو انه سيقدم استقالته في وقت لاحق من مايو الجاري».

من جهة أخرى، صرح الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي بأن الأمين العام وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أجروا مناقشات غير رسمية حول سورية، مبيناً أنهم «ناقشوا تحركات دبلوماسية ممكنة لإنهاء الأزمة وقدم (بان) لهم تقريراً عن التطورات الأخيرة المتعلقة ببعثة التحقيق في الأسلحة الكيماوية».

قصف ومجزرة

ميدانياً، وبينما أفاد المركز الإعلامي السوري أمس بأن الجيش الحر بدأ عملية عسكرية في القلمون بريف دمشق أسماها «فتح المدائن»، تسببت قذيفتان أطلقهما مقاتلون معارضون فجر أمس في اندلاع حريق في أحد خزانات الوقود في مطار دمشق الدولي.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن «حريقاً نشب في أحد خزانات الكيروسين في المطار من جراء قذيفتين أطلقهما إرهابيون فجر اليوم، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق بشكل كامل»، مشيرة إلى أن القذيفة الثانية «أصابت إحدى الطائرات التجارية المركونة».

وبعد مقتل 50 أغلبيتهم من المدنيين على يد القوات النظامية في قرية البيضا القريبة من مدينة بانياس الساحلية، أفاد المرصد السوري بأن هذه القوات نفّذت أمس حملة مداهمات واعتقالات» في أحياء المدينة والقرى المجاورة، مبدياً خشيته من «أن تنفذ مجزرة طائفية في الأحياء السنية بعد فقدان الاتصال بالعشرات من سكان البيضا».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «بعض الشهداء أعدموا ميدانياً بإطلاق الرصاص أو باستخدام السلاح الأبيض، أو حتى حرقاً»، مضيفاً أن «النظام لن يسمح بوجود مقاتلين معارضين في هذه المنطقة»، التي تشكل جزءاً من المناطق العلوية على الساحل.

ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان «وقوع أحداث ترقى إلى جريمة إبادة جماعية» في القرية، مشيراً إلى أن «قوات الأسد مسؤولة بشكل مباشر عما جرى»، معتبراً أن «هذه الجريمة تستدعي تدخلا عاجلا من مجلس الأمن».

(دمشق، مكسيكو سيتي، نيويورك - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

back to top