أخلى "حزب الله" اللبناني أمس شقتين قريبتين من المجمع الذي كان يتحصن فيه الشيخ أحمد الأسير في عبرا قرب صيدا جنوب لبنان، قبل سيطرة الجيش على مقره أخيراً بعد معركة ضارية.

Ad

وقال مصدر في "حزب الله" لوكالة "فرانس برس" إن "الحزب أخلى الشقتين بهدف إعادة الهدوء إلى مدينة صيدا"، وذلك بعد احتجاجات، لا سيما في صفوف الطائفة السنية، طالبت بـ"المساواة" في التعامل مع المظاهر المسلحة و"إغلاق الشقق الأمنية" التابعة لـ"حزب الله" في صيدا. وأكد الجيش اللبناني إخلاء الشقتين.

وكان الأسير يشكو من تكديس "حزب الله" الأسلحة في الشقتين واستخدامهما لمراقبته، وكان قد أعطى مهلة يوم الاثنين الماضي لإخلاء هاتين الشقتين، أي قبل يوم واحد من هجوم الجيش عليه في ظروف لا تزال ملتبسة.

من جهة ثانية، أكد مصدر عسكري أمس لوكالة "فرانس برس" أن قائد الجيش العماد جان قهوجي أمر بفتح تحقيق حول شريط فيديو يتم تناقله منذ مساء أمس الأول عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، ويظهر عناصر في الجيش اللبناني وهي تتعرض بالضرب المبرح لموقوف يشتبه في أنه من أنصار الشيخ الأسير.

وقال المصدر إن "هذا غير مقبول. لقد أمر قائد الجيش بفتح تحقيق جدي في المسألة"، مضيفاً: "سيحاكم الذين يثبت تورطهم في هذه الحادثة التي تتعارض مع اخلاقية الجيش". ونقلت تقارير إعلامية محلية عن مصدر عسكري أن "المجموعة العسكرية المسؤولة عن ضرب أحد المدنيين في صيدا اُوقفت في الشرطة العسكرية وأحيلت إلى التحقيق".

إلى ذلك، نفى الجيش وجود مسلحين موالين لـ "حزب الله" تابعين خصوصاً لـ"سرايا المقاومة" إلى جانبه في معركة عبرا.

وأشارت قيادة الجيش، في بيان، إلى أنها تتعرض لـ"حملة إعلامية وسياسية لبنانية رخيصة، من خلال فبركة أفلام وتسجيلات صوتية وصور مركبة، حول دخول الجيش إلى منطقة عبرا ووجود مسلحين يقاتلون الى جانبه"، مؤكدة أن "الجيش قاتل وحيداً في صيدا"، وأن بعض المدنيين المسلحين، هم "عناصر مديرية المخابرات ترتدي اللباس المدني"، مشددة على أن "أي تجاوز أمني أو أخلاقي من قبل جندي أو وحدة عسكرية سيكون عرضة للتحقيق العسكري الداخلي، ولاتخاذ أقصى الإجراءات التأديبية".

وانتقدت قيادة الجيش "بعض وسائل الإعلام اللبناني"، وأكدت أنها "كما لم تسكت عن استهدافها عسكريا وأمنيا، فإنها لن تسكت عن التعرض لشهدائها إعلامياً".

في غضون ذلك، تلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالاً من وزير الخارجية الأميركية جون كيري، عزّاه خلاله في شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في عملية عبرا، مؤكداً "استمرار بلاده في دعم الجيش اللبناني الذي اثبت انه الضامن الوحيد للاستقرار والسلم الأهلي ومكافحة البؤر الإرهابية"، مثنياً على "السياسة التي يتبعها سليمان والدولة اللبنانية للحفاظ على الاستقرار الداخلي".

وإذ أكد كيري "دعم حكومة بلاده للبنان في شتى المجالات"، لفت إلى "اهمية المساعدة الخاصة في موضوع النازحين من سورية في ضوء الازدياد اليومي لعددهم بفعل الوضع القائم، والعبء الذي بات يشكله أمنياً وديموغرافياً واجتماعياً".

في السياق، أجّل نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز زيارته لبيروت إلى موعد يحدد لاحقاً، دون أسباب واضحة.