أخبرنا عن معرضك الأخير الذي احتضنته «تلال غاليري».

Ad

يتضمن لوحات موسومة باللونين الأبيض والأسود، استلهمت مضمونها من التراث ومزجته برغبة تهدف إلى تسليط الضوء على المنمنمات. تتمحور الأعمال حول المرأة لأنها ترمز إلى الوطن والأرض والزوجة والأم والحبيبة وغيرها من التأويلات.

كيف تقيّم ردود الفعل على المعرض؟

إيجابية وممتازة، استمتعت بالحضور الذي وجه إلي ملاحظات، ودارت بيننا نقاشات منوعة حول مضمون اللوحات، وقد سرني تطور مستوى الثقافة البصرية لدى الجمهور، كذلك أود أن أشكر صاحبة «تلال غاليري» سلوى القاضي على دعوتي لتنظيم المعرض في هذه القاعة الجميلة التي باتت أحد المرافق التشكيلية المهمة في الكويت.

ركزت على اللونين الأبيض والأسود حدثنا عن هذا الاتجاه.

 

يخوض الفنان تحدياً من خلال الرسم بالأبيض والأسود، لأن التعامل معهما صعب ويتطلب قدرة ودقة متناهية في تنفيذ الأفكار، فأنا أركز على التقنية وكذلك الخامات، بالإضافة إلى أنني لم أستخدم الرصاص بل الأكرليك، وهنا تكمن الصعوبة، إذ ليس من السهل الحصول على درجات اللون الأسود في هذه النوعية من المواد، فيما يعتمد عملي على التدرج في اللون، ثم المساحات البيضاء والأرضية الموجودة في اللوحات هي اللون الأساس للمواد الخام.

ماذا عن اللوحات الملونة التي يتضمنها المعرض؟

دفعتني رغبة مشتركة مني شخصياً ومن الجمهور الذي يقتني أعمالي إلى تقديم لوحات ملونة، لاسيما أن معرضي المنفرد الأخير كان عام 2010، أي استغرقت عامين في انجاز 32 لوحة، آمل أن أكون قد أرضيت الأذواق في هذه التجربة.

ارتبط اسمك بتقديم برنامج «الفنان الصغير» على شاشة تلفزيون الكويت فترة طويلة، لماذا لم تستمر في التقديم التلفزيوني؟

ارتبط اسمي بهذا البرنامج وحقق أصداء جميلة، كونه يتمحور حول تعليم الأطفال الرسم، وقد استضفت مواهب كثيرة، لكن هذه النوعية من البرامج اختفت بطريقة لا أجد لها تفسيراً، ولأصدقك القول، أجهل لغاية الآن سبب إيقاف البرنامج، على رغم عشقي لتوعية البراعم وتثقيفها فنياً.

 بخصوص عدم تقديمي برامج أخرى، أعتقد أنني لم أكن مقصراً لكن عدم الاهتمام بهذه النوعية من البرامج دفعني إلى الابتعاد.

يهمني راهناً لقاء المواهب التي استضفتها لرصد تجربتها والاطلاع على أحوالها، وما إذا أكملت المشوار في الفن وأصبحت من الفاعلين في الحقل التشكيلي، أو امتهنت تدريس التربية الفنية، أو كان البرنامج مجرد مرحلة من حياتها عبرت فيها عن مشاعرها وانتهت.

كيف ترى منهاج مادة التربية الفنية راهناً؟

ثمة تغييرات طرأت عليه، واللافت عدم الاهتمام بهذه المادة، ليست المعضلة في المنهاج الدراسي بل في قلة الوعي والإدراك لأهمية التربية الفنية في تهذيب النفس وتجميلها، مع العلم أن بعض العيادات الطبية يعالج بالرسم فيما نحن نهمله ونسقطه من أولوياتنا.

إلامَ نحتاج اليوم؟

إلى الاهتمام ثم يعقبه تطوير المناهج. للأسف أمور جميلة اختفت مع الماضي الجميل، من بينها: تعليم الخط العربي في المدارس، إذ كان في السابق حصصاً أسبوعية تعنى بتدريب الطالب على أنواع الخطوط، وثمة معهد لتحسين الخطوط اختفى أيضاً.

حدثنا عن مشروعك الجديد في الخط.

أحاول ابتكار تقنيات جديدة عبر إدخال الحروفيات في الرسم بالأبيض والأسود، وقد استعنت بتجاربي السابقة في المرأة كتيمة رئيسة لهذا الموضوع، كذلك عمدت إلى التجريب في التشكيل مستخدماً أكثر من تقنية فنية في آن، خصوصاً أن طبيعة الفن تقوم على تنوّع المشارب وتباين الأفكار.

هل في نيتك تقديم معرض يتمحور حول الخط؟

بالطبع، إنما لا أود الخوض في تفاصيله راهناً بل سأتركها إلى حينها، لكن أجزم أن ثمة اتجاهاً مختلفاً يعد امتداداً لتجربتي في الخط.

بصفتك أحد أعضاء مجموعة الستة التشكيلية، ما الأنشطة التي تحضرون لها؟

لدينا مشروع لمعرض مشترك سنعلن عنه لاحقاً بعد الاتفاق على أمور متعلقة بمكان العرض وموعده، كذلك نجهز لفعاليات أخرى كالندوات والمحاضرات وبعض الإصدارات... أحد أهداف المجموعة تقديم صورة واقعية للمشهد التشكيلي المحلي، وقد لمسنا تنوع الفعاليات الفنية خلال الفترة الماضية.