«الصحة»: استراتيجية وطنية للتعامل مع الأمراض المزمنة قريباً
الفلاح: الإصلاح الصحي يتطلب تغييراً جذرياً في الهيكل التنظيمي والتشريعات
كشف وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون التخطيط والجودة د. وليد الفلاح عن أن العمل جار حاليا لوضع استراتيجية وطنية للتعامل مع الأمراض المزمنة غير المعدية وهي أمراض القلب والتنفس والسكري والسرطان، مؤكدا أن الإصلاح الصحي في دولة الكويت يتطلب تغييرا جذريا في الهيكل التنظيمي وآلية العمل والقوانين والتشريعات في المنظومة الصحية.وشدد الفلاح في تصريح صحافي أمس على حرص وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله على أن يكون التعامل والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية على رأس أولويات برنامج عمل وزارة الصحة خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأكد أن بعض دول الخليج الشقيقة بدأت في الآونة الأخيرة في اتخاذ خطوات عملية وطموحة لتغيير هيكلة أنظمتها الصحية وآلية عمل هذه الأنظمة وسن القوانين والتشريعات المناسبة وتوفير الميزانيات اللازمة للمجالات الوقائية والتوعية الصحية، مشيرا إلى أن التحدي الكبير الذي يواجه القائمين على الخدمات الصحية في كل الدول هو الأمراض المزمنة غير المعدية. وقال الفلاح إن النظام الصحي العالمي في الدول الغربية شهد تغيرا جذريا في السنوات الأخيرة، وجاء هذا التغيير بناء على قناعة القائمين على هذه الأنظمة الصحية بأن النظام الصحي السابق والمعمول به منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن هو نظام قائم أساسا على الأمراض من حيث التشخيص والعلاج والتأهيل.وأشار إلى أن التركيز في هذا النظام كان على إقامة المراكز الصحية والمستشفيات وتأهيل الأطباء والممرضين والفنيين وتوفير الأدوية والعقاقير والأجهزة الطبية، ولكن تبين من خلال التجربة أن التكلفة المالية لهذا النظام باهظة جدا وفي ازدياد كبير نظرا الى زيادة الطلب من المواطنين في هذه الدول على الخدمات المقدمة إليهم وكذلك الكلفة المالية المتصاعدة لتطبيقات التكنولوجيا الحديثة في مجال الطب والصحة.وقال الفلاح إنه وبإعادة النظر في هذا النظام الصحي تبين سلبياته على الرغم من التقدم الكبير الذي حققه الطب الحديث من حيث الاكتشافات العلمية والأدوية، وتجلى هذا التحدي في بروز الأمراض المزمنة غير المعدية والتي أصبحت تحدد صحة المواطنين في تلك الدول، وكذلك التعامل مع هذه الأمراض ومضاعفاتها سوف يكون عبئا كبيرا على ميزانية هذه الدول مما يؤثر سلبا على قدرتها في تقديم خدمات أخرى لمواطنيها.وأوضح أن هذا التغيير الجذري والتطور بدا واضحا جدا عند «حضورنا المؤتمر العالمي لتعزيز الصحة والذي أقيم في مدينة هلسنكي الفنلندية مؤخرا تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، حيث اجمع المختصون والخبراء من مختلف دول العالم على ضرورة وأهمية إجراء إصلاحات جذرية في الأنظمة الصحية المعمول بها في دول العالم».