الحمد يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية
إسرائيل تراه في مهمة انتحارية... و«حماس» تعتبره فاقداً للشرعية
بدأ رئيس الوزراء المكلف في السلطة الفلسطينية رامي الحمد أمس مشاوراته الرسمية لتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لحكومة سلام فياض المستقيلة.وقال الحمد، في أول تصريح له للإذاعة الفلسطينية، إن حكومته "ستنهي عملها في الرابع عشر من أغسطس المقبل، في حال تم إنجاز تشكيل حكومة التوافق برئاسة الرئيس محمود عباس طبقاً لاتفاق المصالحة"، مبيناً أنه بدأ في إجراء مشاوراته، وأنه سيعلن خلال الأيام القليلة المقبلة النتائج التي توصل إليها.
وبينما وصف أمين سر المجلس الثوري لحركة" فتح" أمين مقبول، مهمة الحمد بالصعبة في ظروف معقدة، مشيراً إلى أن هذه الحكومة ربما تستمر في عملها حال عدم التوافق مع "حماس" على تشكيل حكومة الوحدة، وصفت تل أبيب المسؤول الجديد بـ"رجل جيد في مهمة انتحارية".وأبرزت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس اختيار الحمد (55 عاماً)، إذ ذكرت صحيفة "هآرتس" على موقعها الإلكتروني، أن اختياره كان مريحا جدا، حيث إنه غير منتم لحركة "فتح"، بالإضافة إلى أنه منع الصراعات والخلافات بين أعضاء الحركة، معتبرة أن الرئيس عباس سيكون بذلك لديه المساحة الكافية لخوض مناورات قادمة لتنفيذ المصالحة مع "حماس". وأضافت الصحيفة، أن الحمد رجل جيد، ولكنه مكلف بما وصفته بـ"مهمة انتحارية" في ظل حالة الركود التي يعانيها الاقتصاد الفلسطيني، إلا أنها رأت أنه سيحظى بالقبول بين الفلسطينيين أنفسهم، وعلى مستوى المجتمع الدولي.في المقابل، اعتبرت "حماس" تكليف رئيس جامعة النجاح الوطنية في الضفة الغربية بتشكيل الحكومة الفلسطينية الخامسة عشرة، "غير شرعي وغير قانوني، لكونه لم يعرض على المجلس التشريعي"، المعطل منذ الانقسام منتصف 2007.وقال المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم: "هذا استنساخ لتجارب سابقة وتشكيلات قام بها أبومازن لن تحل المشكلة، ولن تحقق الوحدة، لكونها لم تكن نتيجة للمصالحة أو تطبيقاً لاتفاق القاهرة".وتوالت ردود الفعل الدولية المرحبة، حيث أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول بقرار عباس، مؤكداً أن "تعيين الحمد يأتي في لحظة مليئة بالتحديات، وهي أيضاً لحظة سانحة ومهمة".وهنّأ وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أمس، رئيس الوزراء المكلف، آملاً أن تشهد رئاسة الحمد للحكومة "انفراجاً في العملية السلمية على طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة".