رغم استمرار اللهجة الحادة والاتهامات بين إيران والولايات المتحدة، فإن تبادل الرسائل النادر بين البلدين المختلفين في كل شيء تقريباً، بدا مدخلاً إلى لقاء غير مسبوق يجمع الرئيسين باراك أوباما، الذي أعلن صراحة عزمه اختبار جاهزية الإيرانيين للحوار حول البرنامج النووي، وحسن روحاني، الذي توقعت إدارته الجديدة انفراج الأزمة خلال أشهر قليلة.

Ad

بينما كذّبت إيران أمس أنباء استعدادها لإغلاق موقع فوردو النووي مقابل رفع العقوبات، واصفة التقارير التي تناولت الموضوع بالكاذبة، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما نيته اختبار جاهزية نظيره الإيراني الجديد حسن روحاني على الحوار حول البرنامج النووي المثير للجدل، وذلك بعد يومين على تأكيده تبادل رسائل مع الإدارة الإيرانية الجديدة.

وقال أوباما، في مقابلة مع محطة التلفزيون الإسبانية تيليموندو مساء أمس الأول، "هناك فرصة للدبلوماسية. آمل أن ينتهزها الإيرانيون"، مضيفاً: "توجد إشارات تظهر أن روحاني مستعد لفتح الحوار مع الغرب والولايات المتحدة، وهذا أمر غير مسبوق، وبالتالي سنضعه إذن أمام الاختبار".

وسيحضر الزعيمان، اللذان أكدا أنهما تبادلا الرسائل بشأن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

واستبق المرشد الأعلى علي خامنئي تصريحات أوباما، ودعا قبلها بساعات إلى "المرونة" في المحادثات الدبلوماسية، التي تستعد إيران لاستئنافها قريباً مع القوى العظمى حول ملفها النووي. وقال لدى استقباله مسؤولين من الحرس الثوري، "إن المرونة مفيدة وضرورية أحياناً".

 

تعهد ولقاء

 

وكان من بين ما تعهد به الرئيس الأميركي عندما رشح نفسه للرئاسة عام 2008 هو بدء حوار مع إيران، لكن لم تحدث أي انفراجة والعقوبات التي تفرضها واشنطن والأمم المتحدة لإضعاف اقتصاد إيران تمت تدريجياً لتتخلى عن برنامجها النووي. ومنذ انتخاب روحاني في يونيو صدرت عن المسؤولين من البلدين تلميحات متزايدة إلى أنهما مستعدان لبدء حوار مباشر لإنهاء نزاعهما النووي.

في المقابل، أكد البيت الأبيض أمس الأول أن أوباما سيستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 30 سبتمبر، موضحاً أن الرجلين سيبحثان موضوعات عدة أبرزها الملف النووي الإيراني، الذي يصر نتنياهو على اتخاذ أربعة تدابير ضد طهران بشأنه هي: وقف تخصيب اليورانيوم، وسحب كامل ما خصبته من أراضيها، وإغلاق محطة فوردو النووية الواقعة تحت الأرض قرب مدينة قم، ووقف بناء مفاعل للبلوتونيوم.

 

موقع نووي

 

إلى ذلك، نفى رئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالح، على هامش مشاركته في جلسة مجلس الوزراء الإيرني أمس، التقارير التي تحدثت عن استعداد بلاده لإغلاق موقع فوردو النووي، ووصفها بأنها "محض كذب"، إلا أنه أكد أن "الأشهر المقبلة ستشهد انفراجة في القضية النووية".

وكانت مجلة "ديرشبيغل" الألمانية ذكرت يوم الاثنين أن الرئيس روحاني مستعد لإغلاق محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات عن بلاده، لكن صالحي قال: "لم أتحدث عن الموضوع، وليس لدي علم بهذا الشأن، وأستبعد أن يكون أي أحد قد أدلى بحديث حول هذا الموضوع".

وتطرق صالحي إلى التقرير الذي عرضه على الاجتماع الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وقال إن "الأجواء كانت أكثر ايجابية ولا يمكن مقارنتها مع ما كانت عليه في الاجتماعات السابقة".

ووصف مباحثاته مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا آمانو، بأنها "إيجابية جداً"، وقال "تبادلنا وجهات النظر بشأن الاجتماع الذي سيعقد في 27 سبتمبر الجاري بين خبراء منظمة الطاقة النووية الإيرانية ووزارة الخارجية مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة النووية".

على صعيد ذي صلة، أفادت تقارير إخبارية إيرانية أمس بأن قطعاً بحرية تابعة لجيش الجمهورية الإسلامية رست في ميناء بورتسودان شمال شرقي السودان. وأوضحت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أن القطع عددها 27 قطعة، ومن بينها المدمرة سبلان وحاملة المروحيات خارق.

وأشارت الوكالة إلى أن "هذه القطع أبحرت قبل شهر في المياه الحرة والدولية، لتوفير الأمن للسفن التجارية وناقلات النفط الإيرانية، وقد رست في ميناء بورتسودان بعدما قطعت البحر الأحمر لإيصال رسالة السلام والصداقة إلي دول المنطقة".

(واشنطن، طهران -

أ ف ب، د ب أ، يو بي آي)