رفضت الصين أمام فريق متابعة الاستعراض الدوري الشامل لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان هنا اليوم الاتهامات الموجهة إليها بعدم احترام حقوق الاقليات العرقية والدينية وتقييد حرية التعبير عن الرأي . وأوضح المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الصينية الخاص بمتابعة ملف الاستعراض الدوري الشامل السفير وو هايلونغ ان بلاده ترفض تسييس حقوق الانسان حيث تقوم بعض الدول بوضع مجرمين في صورة مدافعين عن حقوق الانسان .

Ad

وأكد ان الصينيين استفادوا من آليات حقوق الانسان بما يتناسب معهم وسوف تتمكن الصين من الارتقاء بمستويات حقوق الانسان على كافة الصعد وتعزيز التفاهم مع مختلف الاطراف التي تسيء فهم الاوضاع في الصين .

وشدد على حرص الصين على احترام حقوق الاقليات العرقية والدينية في البلاد والمتمثلة في عمل المنظمات ذات الطابع الديني التي تصل إلى 5ر5 آلاف منظمة فضلا عن 100 جامعة متخصصة في الدراسات الدينية لمختلف الاديان .

كما رفض الانتقادات الموجهة إلى بلاده بسبب ما توصف بانها انتهاكات تجاه سكان إقليم التبت مؤكدا "ان هذا الاقليم قد شهد تطورات كبيرة في مجال حقوق الانسان وتجاوز النمو في الناتج الاجمالي هناك حوالي 10 بالمئة كما تراجعت نسبة الامية بين سكانه بشكل ملحوظ وتحسن مجال الرعاية الصحية المقدمة لهم".

وندد السفير الصيني بقيام بعض اتباع الطائفة البوذية بعملية إحراق الذات مشيرا الى ان من يقومون بهذا يمتثلون لتعليمات صادرة لهم من زعيمهم الروحي دالاي لاما. وأوضح ان بلاده قد حرصت على دعوة دالاي لاما مرارا لاجراء محادثات وكان حريا به إثبات الارادة السياسية الحاسمة للمشاركة في العرض المقدم إليه . كما نفى المسؤول الصيني ان تكون بلاده تسعى إلى إخراج سكان التبت من البيئة المناسبة الخاصة بها مؤكدا ان بكين تقوم بتحسين ظورفهم المعيشية وتهيئة منازلهم الريفية لتكون موائمة مع المعايير الصحية للسكن اللائق دون ان يؤثر ذلك على البيئة الثقافية او ينعكس سلبا على معتقداتهم .

وأوضح "ان المجموعات الدينية يجب ان تكون مسجلة لدى السلطات للحصول على الحماية القانونية المعمول بها في الصين بما في ذلك إدارة ممتلكاتهم وممارسة شعائرهم وفق تعاليمهم الدينية". ولفت إلى "ضرورة التفريق بين القيام بأعمال مؤذية تم تحت شعارات دينية وتتستر خلف القانون وبين حرية ممارسة الشعائر الدينية".

وشددت الصين على استقلالية الجهاز القضائي ورفض إلغاء عقوبة الاعدام وتمسكها بمكافحة الجريمة المنظمة عبر شبكة الانترنت التي لا يجب ان تروج لافكار تتنافى مع المجتمع تحت شعار خدمات حقوق الانسان . وعدد السفير الصيني والوفد المرافق له ايضا المساعي الصينية لدعم وتعزيز حقوق الانسان في التنمية لاسيما بين الدول النامية والاكثر فقرا مثل القيام باستثمارات تنموية بعيدة المدى في إفريقيا والمساهمة في نقل التكنولوجيا لتمكين الدول محدودة الموارد من الاعتماد على الذات .

وكانت قوات الامن الخاصة بالامم المتحدة قد تمكنت اليوم من إلقاء القبض على ناشطة حقوقية من المؤيدات لحقوق الانسان في إقليم التبت الصيني بعد ان اعتلت سطح مقر الامم المتحدة هنا وتدلت بحبل رافعة علم هذا الاقليم .

وقد فرض الامن اجراءات خاصة مشددة حول المبنى تحسبا لاعمال شغب قد يقوم بها معارضون صينيون أو مؤيديون لاقليات التبت للفت النظر إلى ما يصفونه قضاياهم بمناسبة تقديم الصين تقريرها الدوري الشامل المعني بمجال حقوق الانسان أمام الامم المتحدة .

وتعتمد آلية المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة على تقديم كل دولة تقريرا شاملا كل أربع سنوات حول الوفاء بالتزاماتها في تطبيق حقوق الانسان من خلال سياساتها وقوانينيها مع ملاحظات من خبراء الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية .