أجمع المحاضرون في الندوة التي أقامتها قائمة الراية، تحت عنوان "دور الشباب في بناء كويت المستقبل"، على أن قانون الإعلام تسلط دكتاتوري بشع، ويقيد الحريات.
أكد النائب السابق أحمد النفيسي أن "الكويت تمر بمرحلة خضوع للمادة، ونزعة الاستهلاك للمصالح الخاصة"، مشيدا بوضع سكان الكويت سابقا، "الذين نشأوا في بيئة فقيرة وكانوا منتجين، رغم أنهم فعلوا المستحيل للبحث عن الرزق في أعماق البحار والسفر البعيد".جاء ذلك خلال الندوة التي اقامتها قائمة الراية، التي تخوض انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة المملكة المتحدة وايرلندا، تحت عنوان "دور الشباب في بناء كويت المستقبل"، وحاضر فيها ممثلة مجموعة 29 د. رنا العبدالرزاق، والكاتب الصحافي علي جمال، والنائب السابق صالح الملا.وأوضح النفيسي أن "الثروة الخاصة بالكويت كانت في عرف الجميع خلال عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، وأنها تخصهم جميعا من خلال الخطة التنموية التي وضعها مع مستشارين بريطانيين، للاستفادة من هذه الثروة في بناء المدارس والمستشفيات، والتي تعتبر بمثابة مخطط لمنفعة الكويتيين ومشاركتهم في النفط".وعن مشروع اسقاط القروض وزيادات الرواتب ذكر ان "كل من شارك وأيد وصفق لهذه المشاريع قد بادر إلى سرقة مستقبل الكويت، حيث سيؤثر هذا الامر على الاجيال القادمة، من خلال تقارير صندوق النقد الدولي، بأنه سيكون هناك عجز في الميزانية عام 2017، وهذا العجز سيتنامى إذا استمرت هذه الطريقة، وستترتب عليه بطالة عدد كبير من الكويتيين".وضع خطيرووصف النفيسي الوضع الحالي الذي تمر به الكويت بأنه خطير، وتسببت فيه الحكومة الرشيدة، مضيفا: "ان الكويت مهددة بأن تنهى من خلال قانون الإعلام الذي يقيد الحريات، حيث إن الكويتيين ولدوا أحرارا وعاشوا أحرارا وسيموتون أحرارا".وتابع "ان هذا القانون تسلط دكتاتوري بشع، ويجب ألا يمر، وأعتقد أن كل ما شهدناه في السنوات الأخيرة من محاولات ضرب النواب، وتكسير الحصانة البرلمانية، ومحاولة تمرير قانون الإعلام السابق وفشلها أدى إلى تكوين مجلس الصوت الواحد"، لافتا إلى أن هذا المجلس اتى لتمرير العديد من القضايا ومنها قانون الإعلام.وزاد ان "البعض يتوافق مع قانون الإعلام، والبعض يرى أنه يحتاج إلى تعديل"، موضحا أن "هذا القانون مرفوض جملة وتفصيلا، وكل من يقبله ليس كويتيا، فلا يجب أن نكون اتباعا او رعاة، لان هذا القانون يتحدى الكويتيين بالوجود".وفي ما يخص الحراك الشبابي، أكد أنه شعر براحة لما يقوم به الشباب بالعمل في الحراك والتفكير والمساهمة، والمناقشة وإقامة الحلقات في ساحة الإرادة، مشددا على الشباب مراجعة تحركاتهم، نظرا لوجود انقسامات وعدم وضوح الرؤية لهم، وهذا الأمر يجعل صورة الشباب تهتز، مضيفا: "أنه يبعث رسائل تضامن مع من يودعون في السجن أو يحاكمون، لانهم قالوا كلمة عبروا عن رأيهم".رؤية مستقبليةمن جانبها، أكدت د. العبدالرزاق أن مجموعة 29 تدعم الشباب، وترى انهم مستقبل الكويت المشرق، مشيرة إلى ان "الكويت تمر بمرحلة تفاوت كبير بين المواطنين، لعدم وضوح بعض الروئ التي يجب أن يهتم بها الشباب، وعليهم أن يسلكوا ويغيروا منبرهم الفكري لتعزيز روح المواطنة، وأن تكون لهم رؤية واضحة مستقبلية تهم المواطنة داخل هذا الوطن، فالتغير يبدأ من الشباب والتحركات والعمل عليها".من جهته، شدد جمال على أن "بعض السياسيين يتجهون الى استدراج شريحة معينة بالمجتمع، لتحقيق توجهات معينة لهم، وبعض التيارات السياسية لا تمتلك خطة تنمية تخدم الكويت مستقبلا"، مشيرا إلى أن الحكومة "تلعب على الحبلين" في الاوضاع السياسية، فالكل يتفق في الحركات السياسية سواء موالاة أو معارضة على ان الشباب لا يملك مشروعا وطنيا حقيقيا، كما ان الانتماءات الطائفية داخل الكويت تأخذ حيزا كبيرا، ما يعطل بعض الرؤى لدى بعض الشباب، وعدم وضوح الاهداف التي تترتب على هذا الامر.سلطة عاجزةبدوره، ذكر الملا ان "دور الشباب في المستقبل ضائع، وان السلطة عاجزة عن استيعابه وتنفيذه"، مشيرا إلى ان موضوع الشباب استهلك في شتى الطرق، ولم يجد نفعا معه، لعدم التعاون معه، وان كل الخطابات التي يلقيها صاحب السمو في مجلس الامة يخص الجزء الأكبر منها الشباب والرؤية الواضحة لهم".وزاد: "نجد في المقابل تصرف السلطة عكس ذلك، والدليل على ذلك اقيم المؤتمر الشبابي بعنوان الكويت تسمع، لكن الحكومة صمخة، بمجرد انتهاء المؤتمر بتوصيات واضحة تدعو إلى مزيد من الحريات واستقلال القضاء والحفاظ على المال العام".واردف: "كان رد السلطة سريعا جدا، بمشروع يحلب المال العام حلبا في اسقاط فوائد القروض، ومشروع سيئ الذكر الإعلام الموحد، والمستهدف به هم الشباب، لاسيما تشديد السلطة الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي وفرض عقوبات مالية، الأمر الذي يحجب الآراء لدى الشباب وطرح الافكار لديهم"، مشيرا إلى أن من أول المشاريع التي طرحتها الحكومة هو توسعة السجون من اجل هكذا قوانين.وأضاف: "متفائل جدا بالمحكمة الدستورية وإبطال مجلس الصوت الواحد وعقد انتخابات وفق النظام السابق"، موضحا أن "هناك معارضة انتهازية تحاول استغلال طاقات الشباب الجبارة لخدمة مشروعها السياسي، وإن تحقق فسيجد الشباب انفسهم ضائعين، وافرغوا طاقاتهم بمشروع لا ناقة لهم فيه ولا جمل".واستدرك ان "الأوضاع السياسية داخل الكويت لم تنل اعجاب المشاركين أو المقاطعين، واذا تمادت السلطة في تعسفاتها فسيكون مستقبلنا ومستقبل أولادنا في مهب الريح، نظرا للأوضاع السياسية التي نمر بها، ونظرا الى المشاريع التي عرضت على السلطة ولم يتم تحقيق الا مشروع الصوت الواحد، حيث وصل الحال في الكويت الى مرحلة تذمر".
محليات - أكاديميا
ندوة «دور الشباب»: قانون «الإعلام الموحد»... دكتاتوري
13-04-2013