لم يتوقف مسلسل الانفلات والإهمال الإداري داخل قطاعات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتحديداً في إدارة الحضانة العائلية التابعة لمجمع دور الرعاية الاجتماعية. فبينما يفترض أن تكون الإدارة لـ"رعاية" نزلاء الدار، تحولت إلى دار لـ"الإهمال".

Ad

حوادث متواصلة تعانيها دور الرعاية مع استمرار لامبالاة الوزيرة ذكرى الرشيدي، فبعد وفاة فتاة في حادث مرور، ثم سفر أخرى دون علم المسؤولين، ثم بلاغ بتغيب فتاة أخرى، تقدمت إدارة الحضانة ببلاغ جديد إلى مخفر شرطة الشويخ تشكو تغيب فتاة عمرها 22 عاماً عن الإدارة منذ 6 أيام.

والجدير بالذكر أن تلك الحوادث السابقة وقعت خلال 15 يوماً فقط، في وقت مازالت الوزارة عاجزة عن التعامل مع مثل تلك الحوادث والبحث في أسباب هروب الفتيات منها، علماً بأن الوزيرة الرشيدي لم تحرك ساكناً من جانبها لفتح الملف والتحقيق في تلك الوقائع، أو تقم بزيارة دور الرعاية والاستماع إلى النزلاء أو المسؤولين فيها.

نيابياً، أعلن رئيس لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والعمل النائب حسين القويعان أن "اللجنة ستتابع ملف دور الرعاية، وستطلب التحقيق في التجاوزات، خصوصاً إذا لم تكن ردود الوزيرة على الأسئلة التي وجهت إليها وافية".

وقال القويعان لـ"الجريدة": "وجهت عدة أسئلة إلى وزيرة الشؤون بشأن التجاوزات في دور الرعاية، وفي انتظار الرد عليها خلال أيام".

وشدد النائب أسامة الطاحوس على أن المساءلة السياسية ليست بعيدة عن الرشيدي على خلفية تجاوزات دور الرعاية، مشيراً إلى أن "الوزيرة تريد التنصل من المسؤولية السياسية وتحميلها لمسؤولين آخرين".

وطالب الطاحوس، في تصريح لـ"الجريدة"، بإبعاد الوزيرة ومحاسبة قيادات "الشؤون" المعنية بتجاوزات دور الرعاية، مشدداً على أنه "إذا كان هدف ذكرى تحقيق مآرب انتخابية، فلا يجوز أن يحدث ذلك من خلال استغلال منصبها".

وأضاف: "لقد أثبتت الوزيرة ذكرى أنها بعيدة كل البعد عن تحمل المسؤولية، وبات همها التعيينات والصفقات السياسية وترضية بعض النواب، ونحن دائماً نقول إن مثل هذه الأمور لا يرقى لأن يحدث في وزارة".

ودعا إلى إنقاذ دور الرعاية وتحويلها إلى هيئة تابعة لرئيس مجلس الوزراء "لاسيما أن هذه الدور ترتكب في كل يوم مصيبة أعظم من التي قبلها"، مخاطباً سمو الشيخ جابر المبارك بالقول: "دور الرعاية في رقبتك فأنقذها يا سمو الرئيس".

ولفت الطاحوس إلى أن المبارك قال له في لقاء سابق: "(كل من لا يلتزم بالدستور والقانون سنحاسبه)، وهذه إشارة واضحة من سموه إلى أن عهد الترضيات انتهى"، مختتماً حديثه بتوجيه رسالة إلى ذكرى قال فيها: "إنك لا تصلحين لقيادة الوزارة، وأطالبك بتقديم استقالتك احتراماً لأبناء الشؤون والشعب الكويتي".

بدورها، قالت النائبة معصومة المبارك لـ"الجريدة" أمس إن "تكرار حالات الهروب من دور الرعاية الاجتماعية يلقي بالمسؤولية على كتف وزيرة الشؤون، فهي ظاهرة خطيرة تدل على تسيب وانفلات وعدم مراقبة، وتتطلب دق ناقوس الخطر".

وطالبت المبارك الوزيرة ذكرى باتخاذ أي إجراء يضع الأمور في نصابها الصحيح، ومحاسبة المقصر في عمله، مشددة على أن "الحل ليس بالتكتم والطمطمة على ما يحدث من تجاوزات، فحالة الهروب التي أعلنت هي الثالثة، والله أعلم بما يحدث خلف الأسوار من حالات هروب أخرى، وتجاوزات لم تعلن".

ودعت المبارك لجنة الشؤون الصحية البرلمانية إلى "فتح هذا الملف، ووضع الوزيرة أمام مسؤولياتها، وإجراء تحقيق يتسم بالشفافية".

أما النائب خليل الصالح فرأى أن ملف دور الرعاية بحاجة إلى فزعة من الوزيرة "وعليها استعجال الدفع نحو إقرار كادر الاختصاصيين النفسيين التابعين لدور الرعاية".

وطالب الصالح، في تصريح لـ"الجريدة" أمس، الرشيدي بالانتباه إلى تكرار حالات الهروب من دور الرعاية، والعمل على إصلاح الخلل بهذا الملف، وعمل غربلة شاملة، باعتبارها مسؤولة عن هذه الدور.