هل كان شقيقك من المعارضين للإخوان؟

Ad

بل أحد أشد المعارضين لنظام {الإخوان المسلمين}، ويحّملهم مسؤولية المصائب التي تحدث لبلدنا مصر، وقد شارك في تظاهرات 30 يونيو ليطالب بإسقاط حكمهم، ولم يتوقف يوماً عن الإدلاء برأيه في تصرفاتهم الوحشية. كذلك شارك مع أصدقائه في تظاهرات التفويض للجيش المصري في الشهر الماضي.

ما تفاصيل مقتله بأيدٍ إخوانية؟

بعد أداء صلاة الجمعة، عاد شقيقي إلى منزله الواقع في شارع 26 يوليو أمام كوبري 15 مايو، حيث كان يعيش لوحده، ووقف على شرفة منزله ليتابع الموقف، فمرّت إحدى مسيرات {الإخوان} التي تستهدف حرق مصر وتخريبها، كما هي عادتهم، وكانوا ينادون بهتافات تدعم الرئيس المعزول محمد مرسي وتطالب بعودته، بحسب قول جيران شقيقي الذين كانوا يشاهدون المسيرة من شرفة منازلهم أيضاً. إلا أن شقيقي لم يتحمل هذه الهتافات التي يعرف جيداً أنها كذب وإدعاء وتغييب للعقول، فهتف ضد الإخوان من مكانه معلناً رأيه المعارض لأفكارهم المسمومة، فأطلقوا عليه رصاصاً اخترق رقبته، وسقط قتيلاً ولم يتمكّن أحد من إنقاذه من أيديهم، وفي النهاية يقولون: {اعتصام سلمي}، فأين هي السلمية التي يتحدثون عنها وسط هذه الدماء كلها؟

ألم يتدخل جيرانه لإنقاذه بعد مشاهدتهم للواقعة؟

سارعوا إلى منزله، وكسروا الباب في محاولة لإنقاذه، ونقلوه إلى مستشفى قصر العيني، لكنه تُوفي في الطريق ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يصل إليها، واتصلوا بنا كي نحضر إليه في المستشفى بعدما أصبح جثة هامدة. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وفي كل شخص يقتل نفساً بريئة خلقها الله تعالى، فهم لا يعرفون إلا الكراهية والحقد والغلّ.

ما كانت ردة فعل والدتك بعدما علمت بالخبر؟

انهارت تماماً، ولم تتمالك نفسها ولم تستطع أن تقف على قدميها لتذهب إلى منزله، خصوصاً أن الشارع الذي يسكن فيه تدور فيه اشتباكات، فقد خفنا أن تتعرض للخطر لو ذهبت، ولم أذهب إلى منزله بدوري للمخاوف نفسها.

ما كانت ردة فعلك بعدما علمت بهذه الفاجعة؟

حتى هذه اللحظة لا أصدق نفسي، ولا أصدق أن شقيقي تُوفي، فقد كان من خيرة الشباب، ولم يؤذِ شخصاً في حياته، وكان مقرباً إلى قلبي، وأحكي له أسراري. أشعر بقهر وحزن شديدين بسبب وفاته، ولا أتمالك أعصابي منذ عرفت الخبر.

ما تعليقك على ما يحدث لآلاف الأبرياء يومياً؟

تعليقي الوحيد: {حسبي الله ونعم الوكيل} ألا يتقون الله؟ لماذا لا يراعون ضمائرهم في أفعالهم، ولماذا لا ينظرون إلى أنفسهم قبل أن يحاسبوا الناس على أفعالهم، وهل الاختلاف في الرأي معهم مصيره القتل؟

أقول لكل شخص سمح له ضميره بقتل نفس من دون ذنب، حسبي الله ونعم الوكيل، وسأظل أكررها في وجه كل هؤلاء الذين يتاجرون بالدين وهو منهم براء.

اليوم تأكدت أن نزولنا في الثلاثين من يونيو كان ضرورياً، وأقول لكل من طالبنا بعدم النزول: هل تأكدتم من أنهم جماعة إرهابية لا يشغلها الوطن؟ هؤلاء لا يعنيهم الدين الذي لا يعرفون عنه شيئاً بقدر ما يشغلهم الكرسي وفي سبيله يمكن أن يزهقوا أي روح بريئة، لا يفكرون سوى في مصلحتهم الشخصية، وهو ما تأكدنا منه أخيراً، بعد تصرفاتهم الفاشية من حرق وقتل وتدمير، وخراب للبلد الذي كانوا يؤكدون أنهم يخافون عليه ويعملون لمصلحته ومصلحة الدين الإسلامي، والإسلام براء منهم ومن أفعالهم.

ما الذي يمكن أن يطفئ نارك على شقيقك؟

أن أقتصّ له برؤية كل هؤلاء يحاكمون على ما اقترفته أيديهم وأن ينتهي عصر الإخوان في مصر، ويعودون إلى جحورهم، وقتها فحسب سيعود حق شقيقي، وحق كل شخص قتل على أيديهم، وأدعو الله أن يشربوا من الكأس نفسها التي شربنا منها، ليشعروا بالمرارة وبكل {وجع} نحسّ به بسببهم وسبب جهلهم وغبائهم ومواقفهم التي لا أجد لها تفسيراً سوى أنها تستهدف مصر وأهلها.

كيف ترين الأيام المقبلة؟

رغم كل شيء أنا متفائلة، لأن ثقتي بجيشنا العظيم كبيرة، وبأنه قادر على أن يخلصنا من كل ما يحدث، ومن سموم هذه الجماعة التي لا تراعي الله، والحمد لله أن المصريين عرفوا {الإخوان} على حقيقتهم بعدما انكشفوا بسبب غبائهم، وحقدهم، وشراستهم وحماقتهم.