يمثل ابني وابنتي -وكلاهما في العشرينيات من العمر– جزءاً من مجموعة متنامية من الناس الذين أقلعوا عن مشاهدة أشرطة الفيديو عبر محطات الكيبل أو القمار الاصطناعية. والشقق التي يقطنونها تقع ضمن أكثر من خمسة ملايين منزل في الولايات المتحدة لا تخلو، بحسب دراسة حديثة صدرت عن "نيلسن"، من التلفاز، بعد أن كان الرقم يزيد على المليونين في سنة 2007.
ولكن كما يشير التقرير، فإن ذلك لا يعني عدم وجود فيديو أو أنهم لا يجلسون قبالة أجهزة التلفاز مطلقاً. ولايزال يوجد في أكثر من 75 في المئة من تلك المنازل ما لا يقل عن جهاز تلفاز واحد يستخدم لمشاهدة دي في دي وألعاب فيديو -وفي بعض الحالات- مشاهدة فيديو الإنترنت.وتبين من هذه الدراسة أن فئة الشباب كانت أكثر احتمالاً للعيش في بيوت تخلو من التلفاز وبقدر يفوق من تجاوز الـ44 من العمر. وقد مثلت التكلفة عاملاً بالنسبة إلى 36 في المئة من تلك المنازل، غير أن 31 في المئة منها أشارت إلى "عدم الاهتمام". وكما كان الحال مع العديد من أبناء جيلي الذين تخلوا عن الهوائيات لصالح الكيبل فإن العديد من الشبان يتخلون عن الكيبل أو الأقمار الاصطناعية لصالح تلفاز الإنترنت.ولا أدخل أنا وزوجتي ضمن هذه الإحصائية من الفئة التي لا ترتبط بالتلفاز، فنحن لدينا صحن أقمار اصطناعية على سطح منزلنا لمشاهدة الأخبار والمناسبات الخاصة، مثل احتفالات الأوسكار والسوبر بول والدراما أو برامج "أميركان آيدول". ولكننا أصبحنا نمضي وقتاً أقل كثيراً في مشاهدة البرامج الإذاعية والمزيد من الوقت في مشاهدة الفيديو أون لاين من نتفليكس وأمازون برايمواتش بي او غو وغيرها من المصادر.ولدينا صناديق روكو في أجهزة التلفاز لتوفير التدفق في المحتويات بدقة عالية في تلفاز غرفة المعيشة أو الأجهزة الأصغر حجماً في غرف التمرين والنوم. وهذه الصناديق التي تبدأ عند 50 دولاراً هي أجهزة صغيرة ترتبط بشبكة منزلية سلكية أو لاسلكية وتمكنك من مشاهدة حوالي 100 قناة، بما في ذلك نتفليكس وأمازون وهيولو بلاس واتش بي او غو وسي نت وديزني ومحطة الجزيرة الانكليزية، وغيرها من المحطات التي لم أسمع عنها قط.وقد اتبعت نتفليكس طريقة اتش بي أو وشوتايم في انتاج برامجها الخاصة، وقد شاهدنا كل حلقات "هاوس اوف كادرز" الـ13 وهي دراما سياسية عرضت هذه السنة، وقد عرضتها نتفليكس دفعة واحدة بحيث يتمكن المشاهد من متابعتها كما يشاء.ويتمحور الشيء الآخر في هذا الصدد في القدرة على مشاهدة هذه البرامج على أجهزة متعددة. وفي بعض الأحيان نحن نشاهدها عبر التلفاز الموصول بشبكة الإنترنت، ولكنني أشاهدها أيضاً على حاسوب الحضن (لاب توب) أثناء السفر أو الجلوس في الباحة الخلفية للمنزل، كما أشاهد البرامج أيضاً عبر آي باد ميني وكندل فاير اتش دي ومجموعة متنوعة من أقراص أندرويد.ورغم أن مشاهدة أشرطة الفيديو على الهاتف الذكي ليست تجربة مثالية فقد قمت بها على آيفون وهواتف أندرويد، لأنها ببساطة كانت مريحة، كما هو الحال عندما يتوافر لديّ وقت فراغ قصير ولست على مقربة من لاب توب أو قرص. * مجلة فوربس
اقتصاد
ما سر العزوف المتزايد عن مشاهدة التلفاز عبر الكيبل أو الأقمار الاصطناعية؟
23-03-2013