أوباما... برداً وسلاماًَ عليك يا بشار!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
أرواح ضحايا الغوطة وعذابات نزعات الموت الأخيرة لهم التي شهدناها على الشاشات استغلت لتحقيق انتصار تاريخي لتل أبيب عبر نزع آخر ورقة بأيدي العرب في مواجهة ترسانة الدمار الشامل الإسرائيلية بالاعتراف بمخزونات السلاح الكيماوي السوري وتدميره، واستعملت كذلك ليمدد النظام العلوي بقاءه في الحكم ليقتل مزيداً من السوريين، بينما انتشى لافروف وكيري بضحكة النصر الذي تحقق لإسرائيل في لقائهما الأخير في جنيف، فالروسي والأميركي لم يكونا أبداً من خصوم إسرائيل بل من الحلفاء الدائمين لها، وللأسف فإن تلك اللعبة يشارك فيها الأخضر الإبراهيمي (العربي) وهو بالتأكيد يعلم ما يفعله الأميركيون والروس والبريطانيون والفرنسيون بالشعب السوري وأمته العربية. ولا أشك أن خبرات وتجارب الإبراهيمي تجعله يفهم ما يخطط خلف الكواليس، والمحزن أن الإبراهيمي يصرح بأن المهم الآن هو ملف السلاح الكيماوي السوري ويتناسى الجريمة ومرتكبها وحقوق ضحاياها ولا ينسحب على الأقل من هذه المؤامرة الكبرى. فعلياً، لا يرى الرئيس أوباما في الفاجعة السورية سوى مصلحة إسرائيل وأمنها وهو رئيس متردد وذو أفق محلي محدود، وسيتلاعب بالكلمات والمهل والخطوط الحمر في خطاباته المشوشة وغير المتماسكة المقبلة حتى يصفى الشعب السوري وتدمر مقدراته جميعاً، ولن يكون شرطي العالم في سورية بينما كان كذلك في ليبيا! ووزير خارجيته جون كيري هو من مدرسة الحزب الديمقراطي التي حققت أفضل المكاسب لإسرائيل وعززت وجودها تاريخياً، ولا يرى كيري في دماء الشعب السوري إلا اللون الأحمر المحبب له والذي يشبه لون منتج مصنعه الأضخم لصناعة "الكاتشب" في العالم ولا يعبأ ولا يستمع إلى أنين الضحايا كما هي حال إدارته والغرب جميعاً. من المؤكد أن مشروع الاتحاد الأوروبي وأميركا وإسرائيل يلتقي في العناوين الرئيسية مع المشروع الروسي الإيراني في إضعاف الشرق العربي وتفتيته واقتسامه بعد ذلك، وإن كانوا يختلفون أحياناً حول التفاصيل، وهو المشروع الذي سنكون نحن عرب الخليج والأردن وتركيا الخاسرين فيه، ولذلك يجب أن نتحرك لتأسيس تحالف الراغبين في حماية الشعب السوري ونبدأ في مواجهة المؤامرة والعالم المتخاذل بإجراءات اقتصادية نفطية تتدرج حتى العمل العسكري ضد مجرمي النظام السوري، وإلا فإننا سنستيقظ يوماً على خطة اقتسام إيرانية روسية-إسرائيلية لكل الشرق العربي خاصة بعد أن أعلن أوباما أن اكتفاء الولايات المتحدة من الطاقة واكتشاف مخزونات نفطية كبيرة في أميركا سيغير بشكل كبير وجودها في الشرق الأوسط، وقد يؤدي إلى انسحاب كامل منه، وهو ما يعني منطقياً تسليم حصته منه إلى وكيلها في المنطقة إسرائيل.