واشنطن تفتح الباب أمام طهران للمشاركة في «جنيف 2»

نشر في 09-10-2013 | 00:03
آخر تحديث 09-10-2013 | 00:03
No Image Caption
• 100 خبير أممي يشاركون في تدمير الكيماوي • غارات نظامية عنيفة على محيط معسكري الضيف والحامدية
فتحت واشنطن الباب لطهران للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» بخصوص سورية، مؤكدة في المقابل أن موقفها من مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير رغم امتثاله لقرار الأمم المتحدة القاضي بتدمير ترسانته الكيماوية.

بعد ساعات على اشادتها بنظام الرئيس السوري بشار الأسد لامتثاله للقرار الأممي رقم 2118 القاضي بتدمير الترسانة الكيماوية السورية، فتحت الولايات المتحدة الباب أمام مشاركة طهران الحليف الأوثق للأسد في مؤتمر جنيف 2 الذي من المفترض ان يفضي الى حل سياسي للأزمة التي تعيشها البلاد.

وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف مساء أمس الأول على تصريحات وزير الخارجية جون كيري أمس الأول التي أشاد فيها بالأسد قائلة «موقفنا بشأن مستقبل الأسد لم يتغير، كما هو الحال بالنسبة له، لقد فقد كل الشرعية لقيادة سورية». وعن طهران، قالت هارف: «كنا واضحين في مرات عديدة بشأن دور إيران الهدام في الازمة السورية وننتظر من أي طرف يود إدراجه في مؤتمر جنيف 2 ان يقبل ويؤيد علانية بيان جنيف»، مضيفة أنه «إذا كانت إيران مستعدة لتأييد بيان جنيف علانية فسنبحث إمكانية مشاركتهم بشكل أكثر انفتاحاً».

وسعى «بيان جنيف» الصادر في 30 يونيو 2012 إلى رسم طريق للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، ووافقت عليه قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا ودول الخليج، ولكن لم توافق عليه إيران لعدم دعوتها لحضور المحادثات، وينص البيان على ضرورة أن تفضي المفاوضات السياسية الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة مشكلة من النظام والمعارضة. ولم ينص البيان صراحة على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة أو استبعاده من العملية السياسية. 

 

خطة الكيماوي 

 

الى ذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أمس الأول غداة القيام بأولى عمليات تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، ان البعثة المخصصة لتفكيك الترسانة السورية يجب ان تضم مئة عنصر لتنفيذ هذه «المهمة غير المسبوقة».

وفي تقرير رفعه أمس الأول الى مجلس الأمن، أوصى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بإنشاء بعثة مشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية تكون قاعدتها العملانية في دمشق وقاعدتها الخلفية في قبرص. وستكون البعثة بقيادة منسق مدني خاص. وسيكون هدفها «تنفيذ أول مهمة من هذا النوع في تاريخ المنظمتين»، كما قال بان كي مون بدون ان يخفي المخاطر التي تنتظر أعضاء البعثة، مشيراً الى ان «البعثة ستضطر لعبور خطوط جبهة وفي بعض الحالات الاراضي التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة رافضة لهذه البعثة المشتركة». ورأى الأمين العام أن عملية ازالة الأسلحة الكيماوية ستتم على «ثلاث مراحل» تنتهي في 30 يونيو 2014 لتدمير كل منشآت انتاج الاسلحة الكيماوية وازالة نحو الف طن من المواد السامة الموزعة على اربعين موقعا.

بوتين ولافروف 

 

في غضون ذلك، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن تعاون الأسد بشأن الأسلحة الكيماوية بدد «الشكوك»، واقترح توسيع مؤتمر «جنيف2 « الى «دول إسلامية» مثل اندونيسيا. وقال بوتين على هامش قمة اسيا-المحيط الهادئ في بالي «القيادة السورية تعمل بشكل ناشط وبصورة شفافة جدا وتساعد الهيئات الدولية املا في أن يستمر هذا العمل بالوتيرة نفسها وبالطريقة ذاتها».

من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان ضمان تمثيل «الخليط الصحيح» من مجموعات المعارضة السورية، في مؤتمر «جنيف 2» أمر في منتهى الأهمية. وقال لافروف في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، إن هناك مجموعات في المعارضة السورية تعد أقرب الى تنظيم «القاعدة»، وليس الى «الجيش الحر» الذي يصور عادة كمعارضة علمانية مسلحة، وأضاف «إنه أمر في منتهى الأهمية أن يكون هناك تمثيل للمجموعات المعارضة الصحيحة أو الخليط الصحيح من مجموعات المعارضة في المؤتمر».

 

غارات 

 

ميدانياً، نفذ الطيران الحربي السوري غارات عنيفة على مدينة معرة النعمان القريبة من معسكري الحامدية ووادي الضيف في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد اللذين يتعرضان منذ امس الأول لهجوم من المعارضة المسلحة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد: «نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على مناطق في مدينة معرة النعمان ترافق مع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة»، مفيداً بتعرض بلدتي معرشمشة ودير الشرقي القريبتين من معرة النعمان لقصف من القوات النظامية مما ادى الى سقوط جرحى.

وكانت الاشتباكات تواصلت ليل الاثنين ـ الثلاثاء بعد هجوم بدأه حوالي 25 فصيلا من مقاتلي المعارضة على وادي الضيف والحامدية، اللذين يشكلان اكبر تجمع عسكري متبق لقوات النظام في ريف ادلب.

(دمشق، واشنطن، بالي، نيويورك ـ أ ف ب، رويترز، كونا، الأناضول، د ب أ، يو بي آي) 

 

back to top