«مرسي سمح بمجسات أميركية على الحدود... وسيناء تتحول إلى إمارة للقاعدة والحل بتعديل كامب ديفيد»
رجَّح الخبير المصري الاستراتيجي، اللواء طلعت مسلم، أن يكون الجيش في حالة انتظار، لما سيسفر عنه التأييد الشعبي المتزايد للمعارضة المدنية، لينضم إلى صفوف الشعب. وقال مسلم في حواره مع «الجريدة» إن الجيش لن يتحرك قبل أن يفقد حزب «الحرية والعدالة» أغلبيته المؤيدة له، ساعتها سينضم إلى الشعب بكل تأكيد. وفي ما يلي نصّ الحوار:• كيف تقيم أداء جماعة «الإخوان المسلمين» سياسيّاً خلال 6 أشهر؟- أداء متخبط وقرارات غير مدروسة، من الرئيس أو من الجماعة، تلقي بظلال الارتباك على المشهد السياسي في مصر. وبعد 2011، كشف «الإخوان» عن وجههم الحقيقي وظهر توجههم الدموي، بميلهم إلى إراقة الدماء، وتفضيلهم العمل السري تحت الأرض.• كيف سينعكس ذلك على نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة؟- الجميع يتوقع أن يؤثر ذلك عليهم بالسلب في الانتخابات، لكن بما أن مجلس الشورى سيقوم بالتشريع خلال الانتخابات المقبلة، بكل تأكيد سيحصل التيار الإسلامي خاصة «الإخوان» على أغلبية مقاعد البرلمان، الأمر الذي سيزيد من الاحتقان في الشارع.• هل يستطيع الرئيس مرسي ضمان حماية الجيش والولايات المتحدة لاستمراره في الحكم؟- أعتقد أن الولايات المتحدة تعتبره رجلها في المنطقة، ولكن إذا قام بشيء يتعارض مع مصالحها فلن تتردد في التخلي عنه والتضحية به، خصوصاً إذا أقام علاقات استراتيجية أو تكتلات عسكرية مع الجانب الشرقي، مثل الصين وكوريا. أما حماية الجيش للرئيس فهي موجودة فعلياً، ولكن تعرض رئاسة الجمهورية لتهديدات يؤكد عدم تفاني الجيش والشرطة أيضاً في حمايته.• متى يكشر الجيش عن أنيابه، في ظل تزايد الدعوات لتدخله من أجل الحسم؟- الجيش لن يكون طرفاً في الصراع الدائر بين القوى السياسية والرئيس وجماعته، ولكن أي قرار في مصلحة مصر سيتخذه دون انتظار موافقة الرئاسة، كما أن قرار وزير الدفاع بتنظيم تملك أراضي سيناء لاقى تأييداً شعبياً، ولكن مازال دور القوات المسلحة مجرد «هزّ عصا» أو التلويح بها.• وفي حال اشتعال الصراع بين القوى المدنية والدينية، كما هو متوقع مثلاً يوم 25 يناير المقبل، إلى أي طرف سينضم الجيش؟- الجيش لن يلبِّي دعوات القوى السياسية للتحرك لإنقاذ البلاد، لأنها مجرد أحزاب ورقية، ولن ينضم إليها إلا بعد أن تكتسب تلك الأحزاب التأييد الشعبي ويفقد حزب «الحرية والعدالة» أغلبيته المؤيدة له، ساعتها سينضم الجيش إلى الشعب بكل تأكيد.• كيف تفسر رفض الرئيس دعوة السيسي للقوى السياسية للتحاور، ألا يعني ذلك غياب التفاهم بينهما؟- الدعوة كانت تحمل الكثير من النوايا الطيبة والقليل من التنظيم، ورفض الرئيس لها يكشف عن خلاف بين مؤسستي الرئاسة والقوات المسلحة، كما يدل على تخبط قرارات الرئيس الذي أنكر علمه بالدعوة في البداية، ثم عاد وأكد أنه علم بها، ثم في النهاية رفضها.• هل تعتقد أن الرئيس قدم تنازلات للولايات المتحدة الأميركية فيما يخص الحدود الشرقية؟- معروف أن هناك قوات أميركية في مصر، لكن الأخطر هو ما نشرته إحدى الصحف الإسرائيلية عن اتفاق بين الرئيس محمد مرسي ووزير الخارجية الأميركية هيلارى كيلنتون، على وضع مجسات أميركية على الحدود بين مصر وفلسطين، ونشر قوات أميركية في المنطقة، وما يؤكد صحة ذلك، عدم نفي الجانب المصري للخبر.• هل تعتقد أن سيناء ستصبح أفغانستان الجديدة؟- لا أعتقد ذلك ولكنها أصبحت «إمارة إسلامية» بالفعل، تابعة لتنظيم «القاعدة»، كما أن هذه التشكيلات الجهادية تستخدم أساليب قتالية تجعلنا نؤكِّد أنها حصلت على تدريبات قتالية عالية الكفاءة، والمدهش أن هناك محاولة للوصول إلى توافق بين «حماس» و»الإخوان»، حول سيناء، حيث جرى اتصال بين الرئاسة والعناصر الجهادية في سيناء، وعناصر من «حماس» التقوا الرئيس، والحق أن هناك ضرورة عاجلة لتعديل معاهدة «كامب ديفيد»، حتى تتمكن مصر من فرض مزيد من السيطرة على سيناء.
دوليات
طلعت مسلم لـ الجريدة•: الجيش ينتظر تراجع شعبية «الإخوان»
31-12-2012