حمل النظام السوري على وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بسبب تصريحاته أمس الأول، التي اعتبر خلالها أن سورية أرض محتلة، في وقت تمكنت قوات النظام مدعومة من «حزب الله» من السيطرة على بلدة تلكلخ وقصفت مدينة الرستن، آخر معاقل المعارضة في حمص، تمهيداً للسيطرة على كل المحافظة.

Ad

اتهم النظام السوري وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بإراقة الدم السوري، مؤكداً أنه لا مكان للسعودية في حلّ الأزمة السورية، وذلك بعد تصريحات للفيصل اعتبر فيها سورية أرضاً محتلة، ودعا إلى رد دولي حازم.

وقال وزير الإعلام في النظام السوري عمران الزعبي مساء أمس الأول، إن "العنف في سورية سببه سلاح سعودي وأموال سعودية وإرهابيون تابعون للسعودية"، مشيراً إلى أن "الفيصل غارق بدم السوريين"، مضيفاً: "لا تثريب على سعود الفيصل إذا اعتبر أن سورية أرض محتلة وفلسطين محررة وذاكرته المثقوبة وأحلامه الموهومة تسيطر على خطابه".

وأكد الوزير السوري أن "الدبلوماسية السعودية المرتجفة خوفاً من انتصارات الجيش العربي السوري لا يسعها أن تمثل الشعب السعودي الشقيق، ولا محل لها في أي حل سياسي للأزمة"، لافتاً إلى أن "ظنون الفيصل عن مستقبل سورية ودور حكومته فيها وهم كبير"، مضيفاً: "إذا كان يعتبر بلده بلداً صغيراً فسورية كبيرة بشعبها وجيشها".

واعتبرت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في عددها الصادر أمس أن "تصريح الفيصل لا يترجم خرفه وانفصاله عن الواقع فقط، بل يؤكد إفلاس نظامه الوهابي الذي يستشعر خطر الوصول إلى الباب المسدود". وعللت الصحيفة "جنون" الوزير السعودي بـ"انتصارات الجيش العربي السوري المتلاحقة التي أخرجته عن طوره مثلما أخرجت سادته الأميركيين والصهاينة عن طورهم".

وأكدت أن "كفة الميزان العسكري في هذه المعركة مالت إلى صالح الدولة الوطنية السورية التي باتت، رغم الحجم الهائل للأعداء القادمين من أربع جهات العالم، قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر النهائي على الأرض". ولفتت الصحيفة إلى أن "الفيصل يدرك أن هذا النصر سيقتلعه من جذوره ويلقي به في مزبلة التاريخ".

وأشارت صحيفة "الثورة" الحكومية من جهتها إلى أنه "لا جديد في كلام الدبلوماسي الهرم"، مشيرة إلى أن "كل ما يمكن أن يقوله قاله عبر سنتين ونيف. فلا تسليحه نفع، ولا تحريضه انتج، ولا ماله اشترى نصراً، ولا وهابيته لقيت اذناً"، وأضافت أن "الفيصل لم يسعه إلا أن يتخيل نفسه قوة عظمى ليطالب بقرار دولي واضح لا لبس فيه يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح، ويؤكد في الوقت ذاته عدم مشروعية هذا النظام".

معركة حمص

ميدانياً، سيطرت قوات النظام السوري المدعومة بعناصر من "حزب الله" اللبناني على مدينة تلكلخ في حمص، بعد محاولات دامت أيام. وأشار ناشطون معارضون أمس إلى أن عناصر النظام و"حزب الله" ارتكبوا إعدامات ميدانية بحق المدنيين، كما اعتقلوا العشرات من سكان المدينة المحاذية للحدود اللبنانية. وتلكلخ هي ثاني مدينة سورية تسقط في أيدي قوات الأسد و"حزب الله" عقب مدينة القصير.

في السياق، تعرضت مدينة الرستن أمس الأول في محافظة حمص بوسط سورية لقصف من الطيران الحربي أوقع قتلى وجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين. وتقع الرستن شمال مدينة حمص، وتعتبر من أبرز المعاقل المتبقية للمعارضة المسلحة في المحافظة.

وفي دمشق، أفاد المرصد بتجدد القصف من القوات النظامية على حي القابون في شرق العاصمة، الذي يتعرض منذ حوالي أسبوع لهجوم من هذه القوات التي تحاول استعادة السيطرة الكاملة عليه.

كما تعرضت مناطق في مخيم اليرموك وحيي العسالي والحجر الأسود (جنوب) في مدينة دمشق للقصف ليل الثلاثاء-الأربعاء رافقها اشتباكات عنيفة عند أطراف هذين الحيين. وتوجد في الأحياء الجنوبية والشرقية جيوب لمقاتلي المعارضة تحاول قوات النظام القضاء عليها.

حصيلة ضحايا الثورة

إلى ذلك، أعلن المرصد السوري، ومقره لندن، مقتل 100 ألف شخص منذ بدء الصراع في سورية. وقال المرصد في بريد إلكتروني إنه "وثق سقوط 100191 قتيلاً منذ انطلاقة الثورة السورية مع سقوط أول قتيل في محافظة درعا في 18 مارس، حتى تاريخ 24 يونيو"، مشيراً إلى أنه من بين القتلى 36661 مدنياً، و18072 مقاتلاً معارضاً، و25407 عناصر من قوات النظام.

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)