«الحرس» لروحاني: «الاتصال» لن ينسينا العدوان الأميركي

نشر في 01-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 01-10-2013 | 00:01
No Image Caption
• طهران تبحث تسيير رحلات جوية مباشرة إلى واشنطن • نتنياهو يحذر أوباما من «الكلام المعسول»
بينما شرعت الإدارة الإيرانية تترجم التقارب الذي وصل إلى ذروته مع الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية إلى واقع عملي عبر بحث تسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين، وجّه الحرس الثوري انتقاداً شديداً إلى الرئيس حسن روحاني، معتبراً أن الاتصال التاريخي الذي جرى بينه وبين الرئيس الأميركي لن ينسي الشعب عدوان الولايات المتحدة.

في الوقت الذي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف عجلة التوافق الأميركي- الإيراني، خرج الحرس الثوري عن صمته إزاء التطورات التاريخية التي تشهدها العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، مبدياً رفضه لتحركات الإدارة الجديدة خصوصاً ما أفضت إليه الزيارة الأولى للرئيس حسن روحاني إلى نيويورك لحضور اجتماعات منظمة الأمم المتحدة.

وانتقد قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، أمس، الاتصال الهاتفي التاريخي الذي جرى أخيراً بين الرئيس الإيراني ونظيره الأميركي باراك أوباما، قائلاً لموقع «تسنيم نيوز» الإخباري، إن «الرئيس روحاني تبنّى موقفاً حازماً وملائماً خلال زيارته نيويورك، وكما رفض لقاء أوباما كان حرياً به أن يرفض أيضاً التحدث إليه عبر الهاتف، وكان عليه أن ينتظر أفعالاً ملموسة من جانب الحكومة الأميركية»، قبل أي تقارب.

وأضاف جعفري، في أول انتقاد علني لهذا الاتصال التاريخي الذي جرى الجمعة الماضية بين الرئيسين، أنه «لا يمكن نسيان عدوان الولايات المتحدة عبر اتصال وابتسامة (لأوباما)»، موضحاً أن هذا العدوان «يستمر منذ نصف قرن، حتى لو كانوا يريدون تغييره فلا أعتقد أن الأمر سيحصل سريعاً».

 واعتبر قائد الحرس أن للرد على «النية الطيبة» التي أظهرتها إيران خلال اجتماع الأمم المتحدة، يجب أن «ترفع الولايات المتحدة كل العقوبات ضد الأمة، وترفع القيود عن الأصول الإيرانية المجمدة لديها، وأن توقف عدوانها على إيران وتوافق على برنامجها النووي».

 

رحلات واتفاق

 

في المقابل، كشف رئيس المجلس الأعلى لشؤون الإيرانيين المقيمين في الخارج أكبر تركان، عن طلب الرئيس الإيراني البحث في إمكانية تسيير رحلات جوية مباشرة بين طهران وواشنطن، مشيراً إلى أن ذلك جاء بعد لقائه بالإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة.

وأضاف أن روحاني «أكد ضرورة تقديم المجلس المزيد من الخدمات لجميع الرعايا، وذلك في سياق معالجة المشاكل المرتبطة بتنقل الإيرانيين في الخارج وزيارتهم للبلاد».

على صعيد ذي صلة، أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري تفاؤله بشأن التوصل بسرعة نسبياً إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي أس» الإخبارية أمس الأول، تعليقاً على تصريحات روحاني حول احتمال التوصل إلى اتفاق حول البرنامج من 3 إلى 6 أشهر، انه «من المحتمل التوصل إلى اتفاق في وقت أسرع من ذلك، اعتماداً على مدى الصراحة والوضوح التي تستعد إيران لأن تتحلى بهما».

ولفت كيري إلى أنه بإمكان إيران إثبات مصداقيتها بفتح منشآتها النووية، وأهمها منشأة فوردو السرية، أمام المفتشين وإبقاء جهودها لتخصيب اليورانيوم عند مستويات متدنية لا يمكن أن تتلاءم مع الاستخدام العسكري.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف شدد أمس الأول على أن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية غير قابل للتفاوض في المحادثات مع الولايات المتحدة، لكنها لا تحتاج إلى تخصيب اليورانيوم إلى المستويات اللازمة للأغراض العسكرية.

وأكد ظريف، في تصريحات لتلفزيون «إيه بي سي»، أن إيران مستعدة لفتح منشآتها النووية للتفتيش الدولي، لكن لابد للولايات المتحدة أن تضع حداً للعقوبات الاقتصادية ضمن أي اتفاق بخصوص البرنامج النووي.

 

تحذير إسرائيلي

 

في هذه الأثناء، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي في اجتماع جمعهما أمس في البيت الأبيض من أنه لا يمكن الوثوق في «الكلام المعسول» الدبلوماسي لإيران، وحثه على الضغط على طهران لمنعها من امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي.

وقال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو أبلغ أوباما أن العقوبات الاقتصادية الصارمة نجحت في إجبار إيران على الجلوس على مائدة التفاوض، و»يتعين عدم تخفيفها بل على العكس ينبغي تشديدها».

وكانت «الجريدة» كشفت أمس الأول نقلاً عن مصادر مطلعة أن نتنياهو أعاد وضع خطط ضرب المنشآت النووية الإيرانية على الطاولة رداً على تقارب أوباما وروحاني وفي حال لم يكن الهدف من المفاوضات حول النووي الإيراني تفكيك هذا البرنامج بالكامل.

(طهران، واشنطن - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

back to top