كان لافتاً أن خليل سركيس (92 عاماً) غاب عن تكريمه في الجامعة الأنطونية في بيروت، فهو، كما يقول دائماً،  لا يحب العودة إلى هذا البلد الذي ما زال متوتراً ويشهد صراعات كثيرة. والكاتب الذي غادر بيروت في سنوات الحرب عاد إليها مرة واحد ولاحظ التغييرات التي حصلت فيها، فشعر وكأن كل شيء تحطم.

Ad

سركيس أحد الأسماء التي تدل على لبنان بثقافته أيام الستينيات، فجدّه خليل خطار سركيس (1842- 1915) الذي أنشأ جريدة {لسان الحال} البيروتية عام 1877، وكانت أول صوت طالب بالإصلاح بعد تعليق الدستور العثماني بالإصلاح الدستوري. أكمل خليل رامز سركيس مسيرة جده ووالده الصحافية فتولى رئاسة تحرير {الجريدة} بين عامي 1942 و1959 وكان مستشاراً أدبياً لـ{الندوة اللبنانية} (1946-1975) التي أدت دوراً ريادياً في تاريخ الثقافة اللبنانية والعربية.

وضع خليل رامز سركيس (1921) مجموعة من المؤلفات من بينها: {من لا شيء، أيام السماء، وصية في كتاب، أرضنا الجديدة، مصير، جعيتا، بعلبك، هواجس الأقلية، زمن البراكي، بعل بك، زواج مدني، أسير الفراغ}، {لبنان}... وبعض كتبه تُرجم إلى لغات عدة من بينها الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية.

وكان سركيس قد تخلى عن ترجمته لكتاب {الاعترافات} لجان جاك روسو لأن الطبعة التي صدرت عن المنظمة العربية للترجمة تتضمن كثيراً من الأخطاء، وجاء في رسالة وزعها سركيس: {أسترعي انتباه أصدقائي القرّاء إلى أنه لا علاقة لي بالطبعة الثانية لترجمتي كتاب جان جاك روسّو {الاعترافات}، إصدار {المنظمة العربية للترجمة}، بيروت 2012، خصوصاً أن {المنظّمة} لم تطلعني على طبعتها هذه إلاّ بعد نشرها، فوجدت، في ما قرأت من صفحاتها، كثيراً من الأخطاء اللغوية والطباعية، فضلاً عن بعض التصرفات الكتابية التي لم أجد لها مسوّغاً. لذلك أقتصر، في علاقتي بالترجمة العربية اللغة، على الطبعة الأولى، إصدار {اللجنة اللبنانية لترجمة الروائع}، بيروت 1982، وإن لم تخلُ من بعض الأخطاء المطبعية}.