النتيجة الحتمية لتكرار حل مجلس الأمة هي عدم استقرار مجلس الوزراء، الذي لم يكن يوماً بمستوى الحدث لانتهاجه نفس طريقة العمل التقليدي وافتقاره لرؤية مستقبلية محددة المعالم، وهي أمور يترتب عليها حدوث تعثر على المسارات التنموية والخدمية كافة.
استحقاق المرحلة القادمة يحتاج إلى مصالحة ومصارحة، فمن غير المعقول استمرار العزوف عن الترشح من رموز العمل السياسي التي تدرك قبل غيرها عواقب غيابها، وأثره في حالة الاستقرار السياسي في المرحلة القادمة، ومع معرفتها أيضاً بأن القوانين والتشريعات التي يصدرها المجلس ستكون نافذة كما جاء في حكم المحكمة الدستورية. مواقف مقاطعة بعض هذه الرموز السياسية والمخضرمين لم يكن بسبب حكم المحكمة و"الصوت الواحد"، ولكن من جراء تخبط الحكومة مع مرسوم الدعوة، والذي فسر على غير ما صرحت به نتيجة لتسريبات المصادر الحكومية ذاتها، حيث كثر اللغط وجرى تأويل تأخرها على أنه نوع من المساومات السياسية مع بعض الأطراف، مما كان له الأثر في مقاطعة الانتخابات سياسياً وليس دستورياً.هناك خطان لا بد من تداركهما؛ الأول مرحلي، وذلك من خلال تشجيع المواطنين للذهاب إلى صناديق الاقتراع، والثاني والأهم، وهو تحقيق موازنة الاستقرار، وذلك بإيصال نواب قادرين على تحمل الضغوط ولديهم مقومات العمل البرلماني.استمرار تبادل التهم بين المعارضة وبعض نواب المجلس المبطل بهذا الإسفاف لا يصبّ في خانة الاستقرار، ولا يعدّ من الحصافة السياسية، وكنتيجة حتمية لهذا الصراع الممل فقد مجلس الأمة الكثير من هيبته كشريك في التشريع، وكمراقب شريف لأداء الحكومة.البعض يريد قلب المعادلة، فجعل من مجلس الأمة مطية لتصفية الحسابات، أو بغرض رسم صوره ذهنية لدى المواطنين بأنه مجلس صوري والتخلي عنه "أبرك".إرجاع الهيبة المفقودة التي أضاعها المجلس المبطل عبر تنازله عن حقوقه الدستورية من أول يوم تحت مبرر التعاون مع الحكومة، وأنه مجلس إنجاز لم يكن ليشفع له، فالعمل البرلماني لا يقتصر على التشريع ولا يمكن تصوره بدون الدور الرقابي الذي غاب فغابت معه روح المجلس.نصيحة للقواعد الانتخابية بأن تحثّ وتقدم من ترى به خيراً من نواب سابقين أثبتوا جدارتهم في المجالس السابقة، أو من الكفاءات الوطنية بتشجيعها، والتي يتوسم فيها الخير على الترشح خلال ما تبقى من أيام.النصيحة الثانية تكمن في الحث على حجب الصوت عن كل مرشح له نفس طائفي أو من ظهر عليه الثراء بين ليلة وضحاها.معلومات انتخابية:هناك مجموعة مدعومة تتخذ الوطنية غطاءً لها ستكثف من نشاطها خلال الأيام القادمة، وبعض منتسبيها تربطه علاقة وثيقة مع أحد الأقطاب، وستعمل على دعم بعض المرشحين لغاية في نفس يعقوب.ودمتم سالمين.
مقالات
قبل إقفال باب الترشح
02-07-2013