خرجت كأس الخليج في نسختها العشرين من باب اليمن في 5 ديسمبر 2010 مرفوعة بأيادي لاعبي منتخب الكويت الوطني، لتدخل اليوم من بوابة البحرين في انطلاق النسخة الحادية والعشرين، وتنتظر عريسها الجديد الذي سيكسب ودها في المباراة النهائية في 18 يناير الجاري.

Ad

وبعيداً عن النتائج والعريس المنتظر، فإن كل ما نتمناه ألا يعمد البعض إلى إخراج هذه البطولة العزيزة على قلوب أهل الخليج جميعاً عن أهدافها وما أنشئت من أجله، فقيام البطولة كان هدفه واضحاً من البداية، فهي دورة رياضية لتحقيق التقارب بين شعوب المنطقة الأشقاء وسط أجواء تنافسية شريفة لا تخلو من الإثارة والحماس أحياناً، لكن دون أن يتحول هذا الحماس وهذه الإثارة إلى وسيلة للنيل من الآخرين، فهذا أمر بلا شك مرفوض وغير مقبول.

لا ننكر أن الإثارة مطلوبة في بعض الأحيان، وأنها تعطي أجواء المنافسات بعض "الحلاوة"، لكنها في أحيان أخرى تصل إلى أنها "حلاة تسحن الجبد"، فبطولة الخليج عرفت على عمرها المديد أنها بطولة التصريحات، التي يتفنن فيها كبار إداريي الفرق المشاركة ما يحجب، للأسف الشديد في كثير من الأحيان، الأضواء عن الأهم وهو ما يقدمه اللاعبون داخل المستطيل الأخضر أو المدربون خارج حدوده، لينسى المتابع بذلك ما هو أساسي ويذهب إلى حدث مفتعل قد يكون الهدف منه التأثير النفسي أو البروز الإعلامي لا أكثر ولا أقل، إلى درجة أن الجماهير في أحيان كثيرة لا تتذكر مباراة معينة أو حتى هدفاً بعينه إلا عندما تذكر تصريح المسؤول الفلاني، أو الشخص العلاني قبله حول فريقه أو أحد الفرق المنافسة، أو حتى عن مسؤول آخر كان موجوداً آنذاك في البطولة، فهل المطلوب أن نتذكر الكلام أم الأهداف والمستوى الفني والروح التنافسية؟ كل ما نقوله: إن قليلاً من الحكمة والتعقل قد يرفع من مستوى وسمعة البطولة ويحافظ عليها من الزوال، بعد أن بدأ الكثيرون يطالبون بالتخلي عنها حفاظاً على العلاقات التي يبدو أن البعض لا يهتم بها بقدر ما يهتم بنفسه وما يحمله في صدره تجاه الآخرين.

بنلتي

هذه هي المرة الرابعة التي تستضيف فيها البحرين البطولة، وهي أول دولة حتى الآن تحظى بهذا الشرف، ورغم ذلك مازالت هذه البطولة عصية على المنتخب الأحمر، فهل يفعلها هذه المرة ويبقي الكأس في المنامة، أم كالعادة يطير بها الأزرق ويتحجج مسؤولو المنتخب البحريني بالحظ والحكام؟ ذلك ما سيكشف عنه الآتي من الأيام ابتداءً من لقاء الليلة أمام فريق السلطنة.