طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران باتخاذ خطوات جدية لإثبات أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها في مجلس الأمن، بينما أمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تشكل رئاسة حسن روحاني فرصة جديدة لإحراز تقدم في المفاوضات.

Ad

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة وروسيا تبديان «تفاؤلا حذرا» بشأن إمكانية أن يعطي انتخاب روحاني دفعا إلى المفاوضات المتعثرة بين طهران والدول الكبرى حول ملفها النووي المثير للجدل.

وقال أوباما، بعد لقائه أمس الأول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة الثماني في عاصمة ايرلندا الشمالية بلفاست، إنه من المحتمل أن تسعى القيادة الإيرانية لخوض محادثات دبلوماسية «جدية» مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن إدارته تبقى منفتحة على محادثات مباشرة.

وأكد استعداد بلاده لخفض حدة التوتر مع إيران، مضيفا: «ما طالبنا به في الجوهر هو أن يظهروا للأسرة الدولية أنهم يلتزمون بالمعاهدات والواجبات الدولية، وأنهم لا يسعون لتطوير سلاح نووي»، متابعا: «استنادا إلى ذلك، هناك مجموعة واسعة من التدابير التي يمكن اتخاذها لمحاولة تطبيع العلاقات بين إيران والعالم، لكننا لا ندري حتى الآن إن كانوا على استعداد لقبول هذا العرض».

وأوضح الرئيس الأميركي أنه ليس هناك شروط مسبقة للمحادثات، لكنه أكد أن العقوبات الاقتصادية الشديدة «لن تُرفع ما لم تتخذ إيران خطوات ذات مغزى تثبت للأسرة الدولية أنها لا تسعى إلى السلاح النووي».

في المقابل، قال بوتين: «آمل أنه بعد أن جرت الانتخابات في إيران ستكون هناك فرص جديدة لحل المشكلة النووية الإيرانية، ونحن سنحاول أن نفعل ذلك بشكل ثنائي وفي إطار المفاوضات الدولية».

إلى ذلك، دعت روسيا بلسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أمس الغربيين إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران. وقال لافروف: «إنه من الضروري تفادي تشديد العقوبات على إيران، وبدء البحث في إمكان تخفيفها تدريجيا»، مضيفا: «في وقت ترتسم إمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات، من المهم جدا أن تمتنع كل الأطراف عن القيام بخطوات متسرعة من شأنها تقويض هذه الجهود».

ودعا القوى الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) وإيران إلى إبداء «إرادة سياسية» و»مرونة»، للتمكن من المضي قدما في مفاوضاتهم بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشددا على «ضرورة تحديد في أسرع وقت مكان وزمان الاجتماع المقبل» بين دول مجموعة 5+1 وايران.

الشعب الإيراني

وكان أوباما رأى في مقابلة صحافية أجراها معه الصحافي تشارلي روز على شبكة «بي بي إس» مساء الأحد الماضي، وبثت أمس الأول، أن نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران تظهر أن الشعب الإيراني لم يعد يرغب في المواجهة مع العالم الخارجي، مستبعدا في الوقت نفسه رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.

وزاد: «أعتقد أن الشعب الإيراني يريد التحرك في وجهة مختلفة. من الواضح أن لدينا في إيران رغبة في التعاون مع الأسرة الدولية بطريقة أكثر ايجابية». وعن انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسا خلفا للمتشدد محمود أحمدي نجاد أضاف: «ان الشعب الإيراني رفض انتخاب المتشددين ورجال الدين الذين كانوا يدعون إلى عدم المساومة في أي شيء في أي وقت وأي مكان».

واردف ان «روحاني الذي فاز في الانتخابات أبدى على ما اعتقد اهتماما بتعديل نهج إيران في الكثير من المسائل الدولية، لكنني أعتقد أنه في ظل نظامهم، فإن المرشد الأعلى هو الذي سيتخذ الكثير من القرارات»، مضيفا: «سيترتب علينا بالتالي الانتظار لنرى كيف ستجرى الأمور، وتتطور خلال الأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة».

حوار نووي

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أنه لن يتم إجراء مباحثات نووية بين إيران والدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا قبل أغسطس المقبل.

وقال المتحدث باسم الوزارة عباس عراقجي إن الحكومة الجديدة للرئيس الإيرانى حسن روحانى ستتولى مهامها في أغسطس، مضيفا أنه لم يتم تحديد موعد رسمي لإجراء مباحثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا إلى أن إيران ستكون على استعداد لمثل هذه المباحثات إذا طلبت الوكالة إجراءها حتى قبل بدء فترة رئاسة روحاني.

نجاد - روحاني

إلى ذلك، التقى نجاد الرئيس المنتخب، وبحثا معا آليات انتقال السلطة، وعقدا اجتماعا مغلقا في مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام ظهر أمس، وتناولا القضايا الراهنة في البلاد، واتفقا على تعيين ممثلين عنهما لمتابعة انتقال السلطة من الحكومة الحالية إلى الحكومة المقبلة.

وتنتهي ولاية الحكومة الحالية في الثالث من أغسطس، حيث سيقوم نجاد بتسليم مقر رئاسة الجمهورية إلى روحاني.

الانتخابات البلدية

في سياق متصل، حصل تيار المحافظين في إيران على قرابة 70 في المئة من المجالس البلدية في البلاد، ليحل بعدهم المستقلون والاصلاحيون.

وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أنه بعد فرز الأصوات في 364 قضاء، بما فيها مراكز المحافظات، تبين أن المحافظين حصلوا على قرابة 70 في المئة من مقاعد المجالس البلدية في إيران.

وأشارت الوكالة إلى أن أغلب المواطنين في المدن الكبرى، بما فيها العاصمة طهران، منحوا أصواتهم في انتخابات المجالس البلدية إلى المرشحين المحافظين، بينما حل بعدهم المرشحون المستقلون والاصلاحيون.

(بلفاست، طهران - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)