لا يزال العد العكسي للضربة العسكرية الدولية على نظام الرئيس بشار الأسد سارياً على قدم وساق. وقد جاء قرار الأمم المتحدة باستعجال سحب لجنة التفتيش الأممية غداً السبت من دمشق على أن ترفع تقريرها مباشرة إلى مجلس الأمن، بالإضافة إلى تواصل تدفق الحشود العسكرية الغربية إلى المنطقة، بمنزلة تأكيد للهجوم رغم العراقيل السياسية التي ظهرت في وجه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أمس، وتشديد الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول على أنه لم يتخد قراراً بشن الهجوم بعد.  

Ad

وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس أن واشنطن أرسلت مدمرة إلى قبالة السواحل السورية، ما يرفع عدد السفن الحربية في شرق المتوسط إلى خمس، وتوجهت الفرقاطة الفرنسية (شيفاليه بول) المجهزة بصواريخ موجهة إلى المنطقة، في موازاة إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن ما ارتكبه النظام السوري لن يمر دون عقاب. كذلك أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أنها أرسلت 6 طائرات حربية من طراز "تايفون" إلى قاعدتها في قبرص.

في المقابل، جدّد النظام السوري مواقفه المتصلبة دون أن يظهر أي إشارة على استعداده لتقديم تنازل يفتح الباب أمام حل سياسي يجنب سورية ضربة عسكرية لا تعرف خواتيمها.

وأكد الرئيس بشار الأسد أمس في لقاء مع وفد يمني أن "التهديدات بشن عدوان مباشر على سورية ستزيدها تمسكاً بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل"، مضيفاً أن "سورية ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان، والحالة الشعبية هي الضامن للانتصار، وهذا ما يحدث في سورية".

وقالت مصادر موالية أمس إن "ألوية المشاة وسلاح طيران الجيش السوري وضعت في حالة الاستنفار القصوى"، وإن "عدداً من بطاريات الصواريخ التي لم تستعمل منذ اندلاع الحرب باتت جاهزة للاستعمال في عدة مناطق".

وبانتظار نتائج اجتماع جديد للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، تم الاتفاق أمس على عدم توجيه أي ضربة قبل أن يناقش مجلس الأمن تقرير المفتشين الذين سيغادرون دمشق صباح غد السبت ويرفعون تقريرهم مطلع الأسبوع المقبل، في وقت أبدت دول عدة بينها مصر والعراق وكوبا ودول في أميركا الجنوبية معارضتها لشن عمل عسكري بدون تفويض من الأمم المتحدة.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، في تصريح للصحافيين مساء أمس، أن الرئيس باراك أوباما سيتخذ قراراً بشأن كيفية الرد على استخدام أسلحة كيماوية في سورية بناء على مصالح الأمن القومي الأميركية، مضيفاً أن ما تبحثه أميركا هو رد "محدود ومتعقل جداً" وليس مفتوحا، رافضاً المقارنات مع حرب العراق.

وأشار إرنست إلى تعليقات مسؤول بريطاني كبير قال إن الولايات المتحدة يمكن تتخذ قرارات بشأن السياسة الخارجية من تلقاء نفسها.

  (دمشق، واشنطن، باريس، لندن ـ أ ف ب،

رويترز، د ب أ، يو بي آي)